رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أميرة العناني تكتب: الفتوى أمانة في عنق "الإفتاء"

أميرة العنانى
أميرة العنانى

التجديد في الفتوى هو الحديث الذي يشغل عقول الكثير من علماء ومفكري الأمة الإسلامية، فهي جزء من تجديد الخطاب الديني، ذلك بعدما انتشرت خطاب الجماعات المتشددة التي أخذت من الدين ظاهره فقط على حساب الجوهر والأصل واستغلت وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي في الترويج لفكرها الشاذ والسيطرة على عقول الشباب؛ من خلال استخدام قشور الدين، فغيبت قطاعات كبيرة عن حقيقة خطاب الإسلام السمح وروحانيته التي تدعو إلى التسامح والتعايش واحترام الخلاف مهما كان نوعه.

فحملت دار الإفتاء المصرية، على عاتقها هذا العام مسئولية مواجهة الطوفان الجارف من الفتاوى الشاذة والمتطرفة، من خلال مؤتمرها العالمي الذي تنطلق فعالياته بعد غد الثلاثاء، تحت عنوان "التجديد في الفتوى بين النظرية والتَّطبيق"، وتبنت الإفتاء تنفيذ ضوابط ستكون ملموسة على أرض الواقع لتصحيح الوعي العام للأمة الإسلامية في قضية الفتوى الشرعية وأهميتها وخطرها وضوابطها وضرورة صدورها من المتأهلين وتصحيح المسار الذي نسعى إليه دائمًا نحو المعاصرة والتطور والتجديد مع المحافظة على ثوابت الدين.

وذلك بعد تصاعد حدة التطرف الفكري، لمن يستترون خلف الدين ويستندون لفتاوى تراثية تبرر لهم سفك الدماء واستباحة الحرمات، واستمروا في عملياتهم الإرهابية العالمية التي أصبحت تئن منها الأمة الإسلامية، فرفعت الإفتاء راية تجديد الفتوى للتوافق مع مجريات العصر وتغير أحوال البلاد والعباد ومناقشتها دون سطحية أو تخوف، من خلال استنباط الأحكام الشرعية والفقهية والفتوى بما يتماشى مع الواقع، وترسيخ الفقه الوسطي، الاعتدال في كل أمور الحياة من تصورات ومناهج ومواقف؛ ذلك من خلال عدة قضايا سيناقشها المؤتمر منها، "الأصول المنهجية فى الفتوي، وضوابط الإفتاء فى قضايا حقوق الإنسان، والمستجدات الطبية المعاصرة، والاقتصادية ".

لذا أصبح الحديث الشاغل حاليًا بين علماء ومفكري الإمة الإسلامية هو "تجديد الفتوى"، وتعد الفتوى أمانة في عنق دار الإفتاء؛ للتصدي إلى فتاوى الجماعات والتنظيمات الإرهابية التي لا تعرف أي شيء عن الدين، وتجديد الفتوى بما يتوافق مع مجريات العصر.