الثلاثاء.. علماء الأمة يحددون "ضوابط الإفتاء"
تعقد دار الإفتاء المصرية، الثلاثاء، المؤتمر العالمي الرابع لدار الإفتاء المصرية، بحضور المئات من علماء المسلمين في العالم، لمناقشة العديد من المحاور والقضايا الهامة من أجل تحديد واضح للمفاهيم والضوابط للكثير من القضايا المعاصرة، في ضوء الفتوى الشرعية سواء من ناحية التنظير الذي يبدأ من استنباط الأحكام من الأدلة الشرعية، أو من ناحية التَّطبيق الذي يكون شكله النهائي في صورة العلاقة بين المفتي والمستفتي.
وقال الأمين العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم الدكتور إبراهيم نجم، في تصريحات، السبت، إن المؤتمر العالمي للإفتاء هذا العام والذي يعقد هذا العام تحت عنوان "التجديد في الفتوى بين النظرية والتَّطبيق" يناقش خمسة محاور رئيسية هي: الأصول المنهجية في الفتوى، وسوف يناقش تحت هذا العنوان ماهية التجديد في الفتوى، حيث تحير الباحثون المعاصرون في قضية التجديد ما هي وما المقصود منها، وما هي مجالات التجديد بين الثابت والمتغير، وهل تستطيع الأمة أن تستكمل طريقها نحو الحضارة بلا تجديد للخطاب الديني خاصة في مجال الفتوى؟ ثم تأتي القضية الأخرى تحت نفس المحور فيما يتعلق بالمعايير المعتبرة عند العلماء فيمن يتصدى لشأن الفتوى موقعا عن رب العالمين تبارك وتعالى، لذلك أصبحت مسألة الاهتمام بالمعايير أمرا لا يمكن إهماله البتة مهما بذلت المؤسسات الدينية فيه من جهد وعطاء فهو في النهاية الضمانة الوحيدة لانضباط الفتوى وسلامتها.
وأضاف الأمين العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم ينبثق من هذا المحور تفعيل دور الاجتهاد الجماعي المؤسسي الذي يستند إلى مبدأ تضافر الجهود وتناغمها بين عدد من التخصصات التي تحتاج إليها الفتوى، خاصة مع تسارع حركة الحياة وتعقد الواقع حيث لم تعد الفتوى قاصرة على قضايا الطهارة والعبادات والأحوال الشخصية، بل تعدى الأمر هذا ليشمل قضايا السياسة والاقتصاد والاجتماع وكافة مناحي الحياة، ومن ثم فإن التدقيق والتعمق في فهم الواقع لم يعد في قدرة مجتهد أو شخص واحد بصورة متكاملة ودقيقة.
وأشار الدكتور نجم إلى أن المحور الثاني للمؤتمر حول "ضوابط الإفتاء في قضايا حقوق الإنسان"، حيث تعالت أصوات مغرضة تربط بين انتهاكات حقوق الإنسان من الجماعات المتشددة وخاصة في قضايا المرأة وحرية المعتقدات وحرية الممارسات والشعائر الدينية وحق التعبير وحرية الرأي بالإسلام، ولم يأت هذا الربط المشوه إلا نتيجة للممارسات المتطرفة التي تمارسها الجماعات المتشددة من قتل وحرق وتدمير باسم الإسلام ولم يميز البعض بقصد أو بغير قصد بين ممارسات هذه الجماعات الضالة وبين تعاليم الإسلام السمحة.
وأوضح الأمين العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم أن المحور الثالث للمؤتمر يتناول "ضوابط الإفتاء في المستجدات الطبية المعاصرة"، حيث تنتشر الآن الكثير من القضايا الطبية التي تحتاج إلى اجتهاد معاصر كمسألة القتل الرحيم، والموت الدماغي ومفهوم الحياة والموت في الإسلام وقضية حقوق الجنين وتقنية استخدام الخلايا الجذعية في علاج الأمراض المستعصية وقضايا الهندسة الوراثية.
ولفت الدكتور نجم إلى أن المحور الرابع يناقش "ضوابط الإفتاء في المستجدات الاقتصادية المعاصرة"، حيث تطورت المفاهيم المتعلقة بالاقتصاد وأصبح العالم الاقتصادي حول العالم شبكة مترابطة من البنوك والمؤسسات والبورصات والشركات العابرة للقارات وأصبح الاقتصاد الإسلامي جزءا لا ينفك عن منظومة الاقتصاد العالمي، حيث نشأت أنواع من المعاملات الحديثة المرتبطة بكثرة وشيوع أنماط وصور جديدة للتعامل عبر الإنترنت وشبكات التواصل كالتسويق الشبكي ومعاملة الفوركس وتداول الأوراق المالية.
وأوضح الأمين العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم أن المحور الخامس للمؤتمر يتناول "ضوابط الإفتاء في قضايا الشأن العام والدولة"، ويشتمل على مفهوم الدولة في الإسلام وعلاقته بالفتوى، وقواعد الإفتاء في القضايا السياسة وشئون الدولة، والإفتاء ودعم الاستقرار في أمور الدولة، وتثير فتاوى الإسلام السياسي على مسارات الأمن وكذلك قضية الإسلام والعلاقات الدولية.
