رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رموز فشنك.. صحيفة بريطانية تكشف الوجه الأسود لشخصيات تمجدها الشعوب

جريدة الدستور

-ونستون تشرشل كان رجلًا عنصريًا ومتعصبًا لرأيه

«تركوا آثارهم فى كل المجالات.. نحترمهم ونعتبرهم رموزًا خالدة.. ولكن الحقيقة أن لهم وجهًا أسود لا يعرفه أحد»، بكلمات صادمة كشفت صحيفة «ذا ويك» البريطانية عن الوجه الآخر لرموز تاريخية، مثل ونستون تشرشل، ومارتن لوثر كينج، وكريستوفر كولومبوس، مؤكدة أنهم، وغيرهم، كانوا محظوظين لأن الناس لم تعرف حقيقتهم.

ذكرت الصحيفة، فى تقرير نشرته أمس، حمل عنوان «النصف الآخر للرموز التاريخية»، إنها تحذو حذو مجلة سكرايبنر، التى أفردت مساحة فى عددها، فى عيد الكريسماس عام ١٨٨٩، لمقالة الكاتب الصحفى الأمريكى جاكوب ريس التى حملت نفس عنوان ذا ويك للكشف عن الوجه الآخر للرموز التاريخية.
وتجدر الإشارة إلى أن مقالة «ريس» جاءت فى ١٨ صفحة فى العدد المذكور، وتحولت بعد ذلك إلى كتاب عام ١٨٩٠ تسبب فى صدمة للمجتمع الأمريكى حينها.
وتساءلت الصحيفة: «هل يجب أن نكرم أشخاصًا مثل تشرشل أو توماس جيفرسون، أو مارتن لوثر كينج، أو كولومبوس، وغيرهم؟ وهل حاول الذين كتبوا عن بطولاتهم فى كل أنحاء العالم استكشاف شخصياتهم الحقيقية؟»، مؤكدة: «هؤلاء الأبطال فعلوا كل ما فعلوه انطلاقًا من دوافع عنصرية وسيئة، وهو أقل ما يجب أن يقال عنهم».
وترى الصحيفة أن «تشرشل» مثلًا كان رجلا عنصريًا غريبًا وعنيدًا، رغم أن البريطانيين يضعونه فى مصاف الأبطال والرموز التاريخية التى قادت بلادهم إلى النصر فى الحرب العالمية الثانية، موضحة: «كان يرى دائمًا أن رأيه صائب، ولم يعترف بأخطائه قط، وكان يدافع بقوة عن الحريات ضد شر النازية، بمنطق مشابه لها، ورغم ذلك يثير الإعجاب فى عالمنا».
وعن توماس جيفرسون، الرئيس الثالث للولايات المتحدة الأمريكية، قالت الصحيفة، إن هذا الرجل الذى كان يتحدث باسم الديمقراطية، ونادى بمبادئ الجمهورية وحقوق الإنسان، كانت له آراء سيئة ضد السود، وكانت له علاقة حميمية على المدى الطويل مع واحدة من العبيد تسمى سالى همينجز، وهى من أصل مختلط أبيض وأسود، ورغم ذلك كتب جيفرسون فى عام ١٨١٤ عن الزواج بين السود والبيض، قائلا: «سيتسبب فى التدهور».
وأضافت الصحيفة: «جيفرسون كان ينادى بالديمقراطية وحقوق الإنسان، ويمتلك جارية سوداء ويقيم معها علاقة، وفى نفس الوقت يهاجم أصحاب البشرة السمراء، ويهاجم من ينادون بالزواج منهم، مؤكدًا أنهم لا يحبون بلادهم».
كما هاجمت الصحيفة مارتن لوثر كينج، الحاصل على جائزة نوبل للسلام، والذى كان له دور كبير فى إنهاء التمييز العنصرى فى أمريكا، وقالت عنه: «إنه منتحل، وكان معاديًا للأديان»، مشبهة إياه بالقساوسة الذين ينتشر بينهم الفساد والاعتداءات الجنسية، مؤكدة: «هو مثلهم، له وجه آخر.. أمام الناس هم يد الله على الأرض ويتغنون بالفضيلة، وهم أبعد ما يكونون عنها».
وبنفس الطريقة هاجمت الصحيفة كريستوفر كولومبوس، الرحالة الإيطالى، الذى ينسب إليه اكتشاف الأمريكتين، مؤكدة أن ما دفعه لخوض هذه المغامرة هو كراهيته للمسلمين، وسعيه لتحقيق الشهرة والثراء، وأنه كان متعصبًا لديانته وللكاثوليكية تحديدًا، مشيرة إلى أن هذه الدوافع جعلته يبحث عن طريق آخر فى الحياة بعيدًا عن «المحمديين وبلاد المسلمين»،على حد قوله.
وتقول الصحيفة إن هناك الكثير من الرموز الدينية أو السياسية أو العلمية تحمل وجوهًا أخرى غير ما يراه مريدوها، ومن المفترض أن نفكر فى الأشخاص الذين نعتبرهم رموزًا، من خلال عدم التحيز، ويجب أن ندرس مدى تأثير تحيزاتنا الخاصة على الحياة، وهذا يعنى ملاحظة ما إذا كانت ميولنا وولاءاتنا قد قادتنا إلى استبعاد أخطاء الماضى من أجل ملاءماتنا السياسية.
وأوضحت الصحيفة أنه فى العصر الحديث نجد أبطالًا يلمعهم مريدوهم ومحبوهم، وهم لا يستحقون ذلك، وربما يكشف التاريخ فى يوم ما حقيقتهم، مؤكدة: «وحتى عندما نتحدث عن جون كينيدى، الرئيس الأمريكى الأكثر كاريزما، نتغافل مغامراته الجنسية، وميله لتدخين المخدرات وغيرها من التفاصيل الشاذة فى حياته الأخرى».
وتقول الصحيفة إن الأهم دائمًا هو عدم التعصب لأى طائفة أو منهج، وأن يدرك من يقدسون الرموز التاريخية، أن هناك بشرًا آخرين تعرضوا لظلم ما وفق منهج ما، حتى تصنع هذه الرموز التاريخية أمجادها.