رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«المقاتل مبارك».. حكاية ابن «عرب مطير» الذي أبكى الملايين

البطل محمود مبارك
البطل محمود مبارك

«فقدت بصري، لكن لم أفقد بصيرتي.. لم أرَ صغيرتي سُندس بعيناي، لكن ـ أقسم لكم ـ أنني رأيتها بنور قلبي».. صامدًا، شامخًا، وقف البطل محمود محمد مبارك، متحدثًا أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي وقيادات مصر، عن مشهد من آلاف المشاهد البطولية التي تشهدها سيناء الكرامة.

في صباح الحادي عشر من أكتوبر، كان الرئيس يشهد الندوة التثقيفية التاسعة والعشرين للقوات المسلحة، بينما أُعلن عن كلمة أحد أبطال سيناء.. مُجند، فقد بصره في انفجار عبوه ناسفة خلال مواجهات مع «فئران الإرهاب».

كصلابة الجبال التي تقع بالقرب من قريته، تحدث ابن قبيلة عرب مطير بمركز الفتح بأسيوط، معربًا عن فخره لانتمائه لتلك القرية، وذات المركز الذي يحمل اسم الزعيم جمال عبد الناصر (مسقط رأسه).

«لستُ هُنا لأتحدث عن بطولة من البطولات التي كنا نعيشها كل يوم في سيناء».. قالها البطل الذي فقد عينيه، معلنًا أنه أتى ليتحدث عن روح الجندي المصري الجاهز دائمًا لتقديم كل التضحيات من أجل وطنه.

في نهاية العام 2014، كان الشاب «المُطيري» على موعد مع ارتداء الزي العسكري، ليلتحق في صفوف رجال الجيش مُدافعًا عن الوطن، ليقضي فترة منها في الإسماعيلية، لإعداد مقاتلين قادرين على مواجهة أي مخاطر تُهدد الوطن.. كان «مبارك» يتتوق وقتها لأن ينضم لصفوف الأبطال في أرض الفيروز.. «سيناء».

«تمنيتها كثيرًا.. وتحققت الأمنية» يتحدث البطل بسعادة عن تلك اللحظات التي جاء فيها قرار الانتقال لسيناء، للمشاركة في عمليات القوات المسلحة ضد التكفيريين هُناك، متذكرًا سيطرة رجال الجيش هناك، وإصابة زميل لهم برصاص قناصة، ثم استشهاد مقدم أركان حرب أحمد السيد الوتيدي، وملازم أول محمود محمد أصلان.. «وقتها شعرت أكثر بخِسة العدو الذي نواجهه.. هم مثل الفئران، تخرج لتُنفذ عملية، ثم تعود لجحورها مرة أخرها».

«أقسمنا بأن نأتي بحق كل شهيد» يقولها «محمود» متابعًا.. «لو فرطنا، هنموت واحد ورا التاني.. وممكن الخطر يوصل للأم.. لمصر».. يؤكد أن الحملات استمرت بشراسة، حتى كان موعد إصابته في يوم 9 سبتمبر 2015، حينما انفجرت عبوة ناسفة، ففقد نور بصره.

يقسم البطل أن راضِ عما جرى له.. ماذا يُفيد البصر إن لم يكن هٌناك بيت أعيش فيه؟!.. يتساءل «مبارك»، ثم يُجيب: لو ارتد بصري 1000 مرة، وفقدته 1000 مرة، لأجل أن تظل مصر آمنة ومستقرة، فأنا راضِ».