رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"سمير وهبة".. زوجين كفيفين تعاهدا على العيش معًا رغم قسوة الظروف (فيديو)

جريدة الدستور

لم يجلس سمير وزوجته في عقر دارهم في انتظار إعانة أو عطف، فرغم أنهما فاقدي البصر، لم يجلسا مكتوفي الأيدي أمام عجزهم بل أصروا على تحديه، والعمل على تربية أبنائهم بشكل سليم ومستوى أفضل مما هم عليه، فلم يكتفوا بالإعانة البسيطة التي تكفلها لهم وزارة التضامن الاجتماعي، والتي لا تسد رمقهم ورمق أبنائهم، كما رفض الزوج أيضًا مد يده للآخرين لينفق على أسرته، بل كافحوا من أجل أن ينفق عليهم بعرق جبينه، فرغم فقد بصره بشكل مفاجئ في سن العشرين، قرر أن لا يستسلم لتنيفذ مطالبه وأن لا يتعامل تحت مسمى العجز بل تحداه بتعلم حرفة الخيزران والبامبو من زوجته، لتحسين دخله الشهري.

عاش سمير جابر، صاحب الـ 40 عامًا، حياة صعبة في طفولته وفترة مراهقته، حيث ولد لأب يمعل حارسًا لأحد مواقع المعدات التابع لشركة مقاولات، يسكن غرفة بسيطة بالمكان ذاته، وبعد خلاف عائلي، غادرة منزل والده وافترش أرصفة الشوارع وهو لا يزال في الحادية عشر من عمره، حتى ذهب إلى إحدى دور التربية بالجيزة، وبقي هناك حتى أتم المرحلة الإعدادية، وبدأ بالعمل في العديد من الأماكن والحرف، حتى استقر بمكتبة في وسط البلد.

في عام 1998 حدثت واقعة غيرت مجرى الأمور وزادتها تعقيدًا، توفي والده، وازداد العبء عليه؛ حيث ترك له أسرة مكونة من أم وولدين وبنت دون مال أو مأوى، وكان يتحتم عليه شراء منزل يأويهم، وبالفعل اشترك مع أمه واشتروا منزلًا صغيرًا بـ 2000 جنية آنذاك، اتجه للعمل في كل مصدر رزق ممكن،باع الخضراوات على عربات الكارو، وامتهن صناعة الجلود، وباع السلع داخل عربات المترو.

حتى ذلك الحين، كان أزمته مادية، وأسرية، إلا أنَّه حينما أتم عامه الـ 22 انضم لعالم الظلام، فقد بصره في أحد الشجارات العائلية، وكان يجب عليه أن يكمل رحلته في الحياة.

بعد بعض الوقت التقى رفيقة دربه "هبة"، والتي كانت تعمل بصناعة "البامبو" بمدرسة النور والأمل، وتزوجا بمدينة قليوب، وعاشا بدخل شهري يبلغ 400 جنيهًا يتقاضوها من التضامن الاجتماعي، وبعد إنجابهم تَوْأَمٌ ولد وبنت، فكر سمير في مصدر دخل جديد، وفي أحد الأيام وأثناء متابعته لبرامج التليفزيون عن العمل والابتكار تولَّدت الفكرة في عقله، يقول: "كنت بتابع برنامج على التليفزيون عن ابتكار الشباب والمواهب، فقولت لنفسي أنا عندي دماغ زيهم وأقدر أشغلها ليه مشغلهاش". اقترح على زوجته أن تعلِّمه حرفة صناعة البامبو، وبدأ يطورها ببعض الأفكار المبتكرة، ومن أبرزها العمل العمل بخيوط "المكرمية" والعمل في مجال الجلد والسكاي.

لكن وسط كل ذلك قابلته العديد من الصعوبات من أبرزها ديون تراكمت عليه لتجار الخامات، وعدم قدرته على تسويق منتجه على نطاق كبير، ولكن مازال ساعيًا في طريقه ولم يستسلم.