رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى ميلاده.. حقيقة حب أنور وجدي للفنانه ليلى مراد

جريدة الدستور

قصة حب مزيفة، يتحاكى بها جمهور الشاشة الذهبية حتى يومنا هذا دون أن يعلم أن وراء هذة الرومانسية وجها أخرا مليئ بالأزمات والحقد.

كان حب أنور وجدي للفنانة ليلي مراد، مصلحة من الدرجة الأولى، فهو حب إمتلاك كى تعمل تحت رايته وعدم الخروج منها، وبمجرد أن تفكر في الإنطلاق السينمائي تجد ما يقابلها من الضرب والسب والإهانة.

أنور يحيى القتال، المعروف بأنور وجدي، التي تحل علينا، اليوم، الذكرى الـ 117 لمولوده، حيث أنه ولد في القاهرة 11 أكتوبر عام 1901، لأسرة سورية عانت الفقر والإفلاس، حيث كانت تعمل في تجارة الأقمشة بحلب، وتزوج 3 مرات، كانت أشهرهن ليلى مراد وبعد إنفصالهما تزوج من الفنانة ليلى فوزي.

بدأت علاقتهما من خلال فيلم "ليلى بنت الفقراء"، وكان المشهد الختامي هو حفل الزفاف الحقيقي، وربطتهما أعمال فنية مشتركة إلا أنه سعى إلى احتكار زوجته من خلال تقديم أعمال من إنتاجه فهو فكان يرفض أن تشارك في أي عمل إذا كان لصالح شركة أخرى.

كان دائما ما يتعمد إفتعال الخلافات مع زوجته قبل ذهابها إلى تصوير مشاهدها بالأستوديو، حتى تكون في حالة نفسية سيئة تنعكس على أدائها فتظهر غير متزنة، أو يضطرها لتأجيل التصوير.

ولم تقف معاملته السيئة لها عند هذا الأمر، إنما كان يرفض إعطاءها أجرًا عن الأفلام التي تؤدي بطولتها، مكتفيًا بدفع الضرائب المستحقة عنها، وفي إحدى المرات أعربت عن رفضها، فضربها، ولم تكن الأخيرة التي يعتدي عليها بل عندما علم بقرارها التعاون مع المنتج أحمد سالم، في فيلم "الماضي المجهول"، اعتدى عليها بالضرب، وحطم أثاث المنزل وطلقها الطلقة الأولى.

وعادت المياه لمجاريها، لكنها لا تدم طويلًا، فأشتبكا مرة أخرى لعدم وجود "كمون" في المنزل وكادت أن تصل للطلاق لولا تدخل شقيقاها ونجحا في حل الأزمة.

لم تقتصر الأزمات عند هذا الحد، بل أراد أن يفسد فيلمها "سيدة القطار" الذي قدمته بعيدًا عن شركته، فزعم إنها تبرعت بمبلغ 50 ألف جنيه لإسرائيل، ما ترتب عليه وضع الحكومة السورية أسمها على القوائم السوداء، وحظر فيلمها في الأردن، ثم شمل المنع كل أفلامها، فطلبت الطلاق لتكون هي الطلقة الثانية.

ونجح أنوروجدى في إقناع ليلى مراد بالعودة له مرة أخرى، إلا إنها انفصلت عنه بعد الطلقة الثالثة، لإكتشافها خيانته لها مع الفرنسية "لوسيت" عقب عرض فيلم "بنت الأكابر".

وعقب زواجه من ليلى فوزي بأربعة أشهر، اشتد المرض عليه فسافر إلى السويد للعلاج، حتى إنه أُصيب بالعمى بعد 3 أيام من وصوله إلى استكهولم، وفارق الحياة في 14 مايو عام 1955، عن عمر يناهز 51 عامًا، وعادت ليلى مع نعشه.

عاش وجدي طيلة عمرة يحلم ألا يموت إلا بعد أن ينجح في جمع ثروة كبيرة تصل لمليون جنيه، وهو ما تحقق بالفعل، حيث عاش حياة قاسية منذ نعومة أظافره، وفي أشد لحظات معاناته المادية دعا الله أن يرزقه بمليون جنيه ثم يموت بعدها.

وبالفعل نجح في جمع ثروة طائلة وصلت لنحو نصف مليون جنيه من وراء شركة انتاجه الفني والأدوار التي شارك في بطولتها، وهي ثروة كبيرة بالنسبة لرجل كان يعيش في الخمسينيات من القرن الماضي ولكنه أصيب بأمراض كثيرة منها الكلى،وسرطان المعدة.