رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رسائل البابا تواضروس في زيارته الأخيرة إلى واشنطن

البابا تواضروس
البابا تواضروس

بدأت زيارة البابا تواضروس، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية للولايات المتحدة الأمريكية في 13 سبتمبر الماضي عقب تحديدها من العام الماضي، والتنسيق مع أساقفة الكنيسة بالولايات المتحدة للاستعداد لزيارته.

وخلال زيارة البابا تواضروس لولايات المتحدة الأمريكية قام بتدشين العديد من الكنائس ورسامة كهنة جدد ولقاءات بالكهنة والشعب القبطي والاحتفال بمرور 25 عامًا.

أعلن القس بولس حليم، المتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أن قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، قام خلال زيارته الرعوية بالولايات المتحدة بتدشين 15 كنيسة، وصلّى 19 قُدّاسًا، إلى جانب إلقاء 41 عظة ومحاضرة، ووضع حجر أساس 4 مباني خدمات.

أضاف حليم، أن البابا تواضروس خلال زيارته ألقى عظة باستاد جامعة روتجرز، بحضور8000 شخص، كما شارك في حضور تخريج دفعة الكلية الإكليريكية.

وتابع: "شارك البابا تواضروس في مؤتمر بلاد المهجر، حضره 16 من أساقفة الكنيسة، من الأمريكتين وأستراليا وأوروبا، كما شارك في احتفالية مرور25 عاما على تأسيس إيبارشية أمريكا الجنوبية"، لكن لم تخلو زيارة البابا تواضروس للولايات المتحدة الأمريكية والتي تعد الزيارة الثالثة له منذ توليه السُّدة المرقسية في 2012 من توجيه عدة رسائل لأقباط أمريكا عن الحديث عن مصر وأنها بلدًا للحضارة والوحيدة التي زارتها العائلة المقدسة، مؤكدًا قيادتها الحكيمة تحت قيادة السيسي منذ توليه رئاسه البلاد خلال 4 سنوات، لافتًا إلى أن الكنيسة الأرثوذكسية لا تمانع من زراعة الأعضاء.

أمّا عن زيارة الأقباط للقدس، فكان لها نصيب من تصريحات البابا من الولايات المتحدة الأمريكية، حيث علّق البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، على الأمر قائلًا: "لايوجد ما يسمّى حرام أو حلال في الكنيسة الأرثوذكسية، ففي ١٩٦٧، اندلعت الحرب ونجحت إسرائيل في النكسة في احتلال القدس، ومن يومها ما بقاش فيه زيارات وتجدد هذا الموقف في حبرية البابا شنودة، لكن الكنيسة لها مدارس وكنائس ولنا مطران هناك ومن القرن الـ 12 الميلادي كان الفلسطينيون عايشين على الزيارات التي مثلت مصدر دخل، ولما توقفت الزيارت حدثت مشكلة.

تابع: الرئيس أبومازن دعا المصريين إلى زيارة القدس لأن هذا يساعد الفلسطينيين، لهذا السبب سألني البعض عن إمكانية زيارة القدس كهدية قدمها أبناؤهم، فقلت: "الكبار من 90 سنة فما فوق يروحوا، وأنتم تقدروا تروحوا وتزوروا المطرانية القبطية هناك، وإحنا بنبعت رهبان وراهبات للزيارة هناك".

أمّا عن توحيد الكنائس، أوضح البابا تواضروس أن الكنيسة المسيحية كانت كنيسة واحدة إلى عام 451، ثم حدث انقسام الكنيسة بسبب 3 أسباب، وهي السياسة، التعريفات اللغوية، والذات.

وردًا على سؤال حول الاتحاد مع الكنائس الأخرى، قال البابا:"الجهود مستمرة منذ 70 عامًا، ومنذ أسبوع تقابلنا مع كاردينال دولان من الفاتيكان"، وأضاف: "نحاول شراء كنيسة في منهاتن، وتدخل البابا فرنسيس في هذا الأمر".

ولفت البابا تواضروس إلى أنه يسعى لتوحيد عيد القيامة والميلاد مع الطوائف المسيحية، قائلًا: "فعليًا توجد جهود تخص توحيد عيد الميلاد، وتم طرح الموضوع سابقٌا في المجمع المقدس في كنيستنا، لكن لم نأخذ فيه قرار لاختلاف الأصوات".

وأضاف البابا تواضروس: "عندكم الفكرة قائمة، لكن في مصر طبعًا لا، والاختلاف بيكون مثلًا في وحدة قياس الحرارة، في أمريكا فهرنهيت وعندنا ٣٧ تقابل هنا ٩٨ تقريبًا، أقصد اختلاف التقاويم".

تابع: "في مصر أنا شخصيًا بعيد على الطوائف الثانية في يوم ٢٥ ديسمبر، وهناك مَن يسألوننا هو المسيح اتولد ٢٥ ديسمبر ولاّ ٧ يناير؟ وإجابتنا هى:"المسيح مش بنعمّله يوم واحد لعيد ميلاده، لكن بنعملّه فترة من 25 ديسمبر إلى 7 يناير".

بشأن عيد القيامة أشار البابا: "نحاول توحيد موعد عيد القيامة؛ لأننا في الشرق كل 4 سنين يتفق موعد العيد مع الكنيسة الغربية تلقائيًا".

أضاف أنه هناك اقتراح أن يكون الموعد الموحد في الأحد الثالث من أبريل، وهناك أصوات ترى أن يكون في الأحد الثاني، لكننا ننتظر إجماع كل الكنائس، موضّحًا أن الكنيسة الأرثوذكسية قدمت الاقتراح لكنائس كثيرة في العالم ودعوناهم لبحث الموضوع.

وأشار إلى أن سبب الاختلاف نتيجة لهجرة الناس جعلت كنائس كثيرة غير متفقة على مواعيد الأعياد وتختلف التقاويم، لكن، حتى الآن، لا توجد خطوة رسمية.. صلّوا من أجل هذا الأمر".

لم تخلو زيارة البابا تواضروس للولايات المتحدة الأمريكية بالحديث عن الأزمة التي تعرضت لها الكنيسة في الفترة الأخيرة منذ رحيل الأنبا ابيفانيوس أسقف ورئيس دير أبومقار بوادي النطرون واتهام اثنين من الرهبان على خلفية قتله، حيث وصف البابا الحادث بأنه جريمة بكل المقاييس.

وأوضح خلال لقائه بشعب كنيسة الملاك ومارمينا بولاية ستاتن آيلاند: "نحن ننظر لما حدث بأبو مقار على أنه جريمة والسلطات القانونية هي مَن قامت بالتحقيق، وكان واسع جدًا وتم التحقيق مع أكثر من 400 عامل وعدد كبير من الآباء الرهبان".

ولفت البابا تواضروس إلى أن الدير بكل آبائه الأحباء هو واحد من أديرتنا العظيمة والمقدسة وآباء الدير مثل آباء كل الأديرة آباء قديسين وفي وسطهم قديسين، يمارسون حياتهم وعبادتهم ورهبنتهم بصورة طيبة للغاية، مؤكدًا أن ما حدث يأخذ حاليًا طريقه القانوني وبمنتهى الدقة والاحترام.

تابع: "يوجد اثنان من الرهبان اتهموا في هذا الأمر، وواحد منهم تعرض في السابق لتحقيق كنسي وكل هذا يتم بضمير صالح أمام الله ومن خلال لجان ومن خلال وقت، مشيرًا إلى أنه في أحداث لم تعلن وهذا الشخص لأنه تعرض سابقًا للتحقيق فلذلك تم تجريده من خلال لجنة الرهبنة، والثاني برغم وجود اتهامات موجهة له ولسه فيه قضية لكن لجنة الرهبنة حتى الآن لم تقابله بسب ظروفه الصحية ولذلك لم نستطع أخذ قرار تجريده ولازم يدافع عن نفسه لذلك لابد أن تلتقي به اللجنة أولا، وبقية الأمور ماشية وأنا صرت مسؤول عن الدير في الظروف الحالية وفيه أب رُبِّيتَة الدير.

وأضاف البابا: أمور الدير ماشيه عادية جدًا وأصدرنا مجموعة من القرارات كنوع من الضبط، والغالبية من حياة الآباء في أديرتنا المصرية حوالى 50 ديرًا كلها تمشي فى خوف الله وبها عمل رائع، ولولا هذه الأديرة وصلواتهم المرفوعة باستمرار كل يوم لكنا لا نعرف أن نعيش.

واستطرد: "الرهبان صلواتهم تحمي مصر وتحمي الكنيسة وتقوى العمل الكنسي، وأرجو أن تطمئنوا الصحافة تهتم بالموضوع؛ لأنه حصل داخل دير، وعملنا لجنة لما يسمّى أديرة وهي غير قانونية وغير معترف بها".

ووجه البابا نصائحة للرهبان قائلًا: نعلم أن الرهبنة قائمة على 3 أشياء وهي الفقر الاختياري، يعنى أنا كراهب لا استطيع أن أقول هذا، جلبابي بصيغة الملكية بل أقول الدير أعطاها لي لأرتديها، وثانى شئ الطاعة، طاعة أب الدير وطاعة الوصية وطاعة المجمع الرهباني، وثالث شئ التفرغ فى صورة التبتل وهذه هى الحياة الرهبانية وأي كسر لتلك الأشياء يكسر رهبنته ويهمنا جميعًا أن تظل الرهبنة نقية بآبائها وأمهاتها الراهبات في الأديرة.

واختتم البابا تواضروس قائلا: عندنا أديرة كثيرة موجودة فى الخارج مثل أمريكا وأستراليا وهى أديرة عامرة وبتكبر والعمل فيها يسير بخوف ربنا ولا تسمعوا أي شئ غير من الكنيسة وصفحة المتحدث الرسمى باسم الكنيسة.

أما مصر فكنت محور حديث البابا تواضروس خلال زيارته للولايات المتحدة الأمريكية ولقائاته بأقباط أمريكا حيث أكد البابا تواضروس أن مصر تتمتع بالأمن والاستقرار فى ظل القيادة السياسية الحالية وأن الأوضاع تغيرت تماما للأفضل منذ 5 سنوات، معربًا عن ترحيبه بكل من يرغب فى زيارة مصر.

أوضح تواضروس: "أحب أن أتكلم عن مصر ومكانة مصر، فمصر بلد خاص عبقري في التاريخ والجغرافيا، مصر حضارة، أقدم تاريخ، أم كل الحضارات، بلد المعابد"، لافتًا إلى أنها البلد الوحيد الذي زارتها العائلة المقدسة.

وتابع: مصر تتمتع بوجود نهر النيل في وسطها، والتفاف كل المصريين حول النهر بنسبة 95%، مؤكدًا أن نهر النيل يساعد في الزراعة والشرب، واستطرد أن مصرعاشت الفترة الفرعونية، ثم القبطية، ثم فترة الإسلام، وعشنا معهم في سلام.

أما عن زيارة الرئيس السيسي للولايات المتحدة الأمريكية دعا البابا تواضروس للترحيب بالرئيس عبد الفتاح السيسي خلال زيارته للولايات المتحدة، قائلًا إن الترحيب له أثر ووقع نفسي مهم جدًا عمّا يقال عن صورة مصر، وانعكاسها وما يقال عن العمل بها، مؤكدًا أن الترحيب مهم جدًا خلال زيارته للولايات المتحدة الأمريكية.

أوضح بابا الكنيسة الأرثوذكسية أن السيسي يرفض تمامًا استخدام لفظ مسيحي ومسلم، ولا يفرق بينهم، وإنه كرئيس للبلاد يقود مصر بصورة طيبة منعكسة عن كل المصريين، متمنيًا أن يُظهروا مصر بصورة طيبة حال تواجده خلال أسبوع.

وأضاف: "الرئيس يزور أمريكا كل عام للمشاركة في الجمعية العمومية للولايات المتحدة، لكن زيارتي من أجل تفقد أقباط المهجر، وكان المفترض أن أزور أمريكا العام الماضي، لكن بسبب ظروفي الصحية تم تأجيل الزيارة"، لافتا إلى أن المشاركة في استقبال الرئيس نوع من الوفاء وإعطاء صورة طيبة عن مصر.

وقال إنه لا صحة لربط زيارتي الحالية لأمريكا بأنها تمهيد للزيارة المرتقبة للرئيس السيسي إلى الولايات المتحدة، ولا تصدقوا ما يقال في السوشيال ميديا عن ربط الزيارتين، لافتًا إلى أن زيارته الحالية ليست تمهيدًا لزيارة رئيس الجمهورية.