رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصطفي السيد.. ترزى برتبة عسكرى: عندى 70 سنة ولسه بكافح (صور)

جريدة الدستور

يجلس داخل دكانه الصغير منهمكًا في عمله. تجاوز الـ 70 عامًا، ومازال شغوفًا بمهنته، يستقبل زبائنه بابتسامة عريضة، يمزح مع الصغار ويبارك لهم زيهم الجديد. يبدأ يومه في الثامنة صباحًا، ويغلق دكانه في التاسعة مساءً، وبين هذا وذاك يتردد عليه ابنه الصغير الذي يدرس بالثانوية العامة، إنه مصطفى محمد السيد من رجال القوات المسلحة، عسكري في إدارة المساحة العسكرية، وكانت غرف العمليات المتواجد فيها مع الفريق سعد الدين الشاذلي قبل 35 عامًا ودعّ الرجل السبعيني الحياة العسكرية، وقدم استقالته، وتطرق إلى مهنة تفصيل الملابس، بعدما حصل على كورس تصميم.

تخرج الرجل السبعيني في كلية الفنون التطبيقية، قسم تصوير. شارك في حربي 1967 و1973، وكان يعمل على أجهزة عالية في إدارة المساحة العسكرية، يقول: "نشأت في أسرة متواضعة وكنت أكافح طيلة الوقت، الحياة العسكرية صعبة وشعرت أنني غير قادرًا على تحملها، خاصة أنني قضيت بها فترة طويلة، لم يكن عندي خطة بديلة بعد الاستقالة لكن الحياة العسكرية علمتني أن آخذ قراراتٍ حاسمة. لم أكن أجيد لضم الإبرة وقررت أن أفتح مصنع ملابس".

وظلت الأمور على ما يُرام حتى 15 عامًا، إلى أن كثرت الضرائب، وقرر مصطفى، إغلاق مصنعه، وانفرد بعمله في دكان صغير بـ"المطرية"؛ لتوفير احتياجات ابنه بالثانوية العامة: "أحب عملي وأرفض أن أمد يدي إلى أحد، أنجبت من زوجتي الأولى هبة وأحمد ودخلوا شركاء في المصنع معي بنصيب متساوٍ، وبعدما توفيت تزوجت من أخرى وأنجبت منها محمد، طالب بالثانوية العامة الذي أعمل واجتهد من أجله".

وأوضح أنه حاول الحصول على معاش، لكن الوزارة رفضت بسبب وظيفة زوجته: "راتب زوجتي محدود جدًا، وأعمل في محلات بالإيجار المؤقت، وعملي موسمي يعتمد على تفصيل الزي المدرسي، والمنافسة في السوق شديدة الصعوبة، وكل عام مدير المدرسة يغير الزيّ ويفتح كشك أمام المدرسة لبيعه، وأنا أعتمد في عملي على تفصيل الزيّ الحكومة وأغلب الناس تشتري جزء من اللبس، من لديه قميص يشتري بنطلون وهكذا".

يقع دكان مصطفى بالقرب من منزله تؤنسه الجيران والزبائن، لذا يمضى وقته في العمل ممتعًا خفيف الظل، ويضيف: "أصبحت مصمم أزياء بارع وتعلمت من الصنايعية في الفترة التي فتحت بها المصنع، أحب مهنتي لأنها ستراني وتسد احتياجاتي".