رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

توابع اغتيال السادات «١»


اُغتيل الرئيس السادات فى تمام الساعة الثانية عشرة والنصف، ظهر يوم ٦ أكتوبر ١٩٨١ عن عمر يناهز الثالثة والستين عامًا، ودفن بالقرب من مكان استشهاده فى ساحة العرض العسكرى بجوار قبر الجندى المجهول يوم العاشر من أكتوبر ١٩٨١.
وفى فجر يوم ٨ أكتوبر ١٩٨١، قام تنظيم الجماعة الإسلامية باقتحام مديرية أمن أسيوط، وكان هذا تكملة لمخطط بدأه تنظيم الجهاد والجماعة الإسلامية للاستيلاء على الحكم فى مصر بعد اغتيال رئيس الجمهورية.
كان فى تخطيطهم الاستيلاء على مدينة أسيوط والزحف منها إلى الجنوب، وعزلها عن باقى الدولة بكل مؤسساتها.
عندما علم ناجح إبراهيم، رئيس الجماعة الإسلامية فى الصعيد، بنبأ اغتيال السادات من وسائل الإعلام، قام على الفور بعقد اجتماع لمجموعة أسيوط، وتم الاتفاق على تنفيذ ما سبق الاتفاق عليه، وذلك فجر ٨ أكتوبر ١٩٨١، الموافق ٩ ذى الحجة، وكان يوم الوقوف بعرفات.
شكل التنظيم لهذا الغرض ثلاث مجموعات.
المجموعة الأولى: تحركت ناحية تشكيل الأمن المركزى الموجود أمام مباحث التموين بوسط البلد، وقاموا بإطلاق أعيرة نارية على القوات فقتلوا ثلاثة وأصابوا سبعة آخرين، وهرب جنود الشرطة وتركوا سيارة الشرطة، قادها أحد أفراد المجموعة حتى وصلوا إلى نقطة شرطة إبراهيم، وقاموا بإطلاق الرصاص على أفرادها فقتلوا اثنين وأصابوا عشرة وتوجهوا إلى قسم أول أسيوط، تنبهت القوات الموجودة أمام قسم أول فأطلقوا الرصاص على السيارة التى يقلها أفراد التنظيم بمجرد ظهورها، وأصابوا عددًا من أفراد المجموعة، ولكنهم تحاملوا على أنفسهم وتوجهوا إلى مديرية أمن أسيوط.
المجموعة الثانية: كان أفرادها يرتدون ملابس الشرطة، وتوجهت ناحية مركز ناصر بأسيوط، وأثناء تحركهم تصادف وجود سيارة إسعاف، فقاموا بالاستيلاء عليها، وصادفهم لورى شرطة عند نفق أسيوط، كان يقف لحراسة منطقة المساجد والكنائس المجاورة وبه مجموعة من الجنود بأسلحتهم. قامت المجموعة بإطلاق النار على لورى الشرطة، واستولوا على ثلاث بنادق آلية وأسلحة أخرى وتوجهوا إلى مديرية الأمن.
عند بوابة المديرية ألقيت قنبلة، وفر جنود الحراسة، وأخليت البوابة تمامًا للمهاجمين، دخل المهاجمون المديرية، وصعد أفراد المجموعة إلى السلم المؤدى إلى الدور الثانى، قابلهم العميد رضا شكرى الخولى، «ضابط عظيم المديرية» كان نائمًا، واستيقظ على صوت القنبلة، أطلقوا عليه أكثر من ثلاثين طلقة، مزق رصاصهم جسده، وحوله إلى أشلاء، ثم واصلوا اقتحامهم المديرية.
توجهوا إلى مبنى مباحث أمن الدولة فى المبنى الخلفى الملاصق لمبنى المديرية، بغرض احتلاله والاستيلاء على التقارير والأوراق الخاصة بهم، تصدى لهم المقدم أحمد ممدوح كوانى.
استولت تلك المجموعة على أسلحة حراس المديرية، واستقل بعضهم سيارة شرطة كانت تنقل القوات للمديرية، وكانت تقف أمام الباب، وقادوها إلى منطقة الحمراء، وهناك استولت المجموعة على سيارة ملاكى وهربوا بها.
المجموعة الثالثة: اتجهت إلى قسم ثان أسيوط. وكان رجاله فى حالة يقظة بعد أن أيقظتهم القنبلة التى ألقيت على مديرية الأمن، استعدوا لهم وأبادوا أفراد تلك المجموعة.
توالى وصول التعزيزات لمبنى المديرية. وحاول مدير الأمن اقتحام المديرية، فوجد الجثث مكدسة عند الباب فقام بتكليف نائبه بمحاولة اقتحام المديرية عن طريق سيارة لورى، ولكن أعضاء الجماعة تنبهوا له، وأطلقوا النيران، فترك السيارة، وهى السيارة التى استخدمها أفراد المجموعة الثانية وهربوا بها إلى جنوب المدينة.