رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ناصر كامل: خلق فرص للعمل والتوظيف هدف أساسي للاتحاد

السفير ناصر كامل
السفير ناصر كامل

افتتح السفير ناصر كامل الأمين العام الجديد للاتحاد من أجل المتوسط، اليوم الإثنين، اجتماعات حوار (أصحاب المصلحة)، والذي يعقد في إطار المبادرة المتوسطية للتوظيف واجتماعات المنتدى الإقليمي الثالث للاتحاد من أجل المتوسط بمدينة برشلونة الإسبانية، لمناقشة أوجه الدعم والتكامل بين أصحاب المصلحة الرئيسيين في المنطقة.

وأكد في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للحوار، بحضور يوهانس هان مفوض الاتحاد الأوروبي لسياسة الجوار ومفاوضات التوسع، وممثلين عن المجتمع المدني والقطاع الخاص، بما في ذلك المروجين والمستفيدين من مشروع الاتحاد من أجل المتوسط، أهمية الجهود التي تقوم بها المفوضية الأوروبية لخلق فرص الأعمال، والتي تعد من أهم السبل الكفيلة بتحقيق التطور الاقتصادي بإقليم المتوسط.

وقال "إنه ما من شيء أهم من خلق فرص العمل لتكون هدفًا ومحورًا في ظل الاحتفال اليوم بالذكرى الـ10 لتأسيس الاتحاد من أجل المتوسط، مشددًا على أهمية العمل الجاد بين دول الإقليم لخلق مزيد من فرص العمل، الأهمية لتحقيق الأمن والتطور ومواجهة التحديات في المنطقة".

وأشار إلى أن المنطقة الأورومتوسطية بها أعداد كبيرة من العاطلين، سواء في دول الجنوب أو في دول الشمال أيضًا، حيث أن معدلات البطالة في 6 من دول شمال المتوسط تناهز 16%، موضحًا أن الاتحاد من أجل المتوسط تخطى العديد من العقبات، وهو غنى بالشباب والموارد الطبيعية، لكن لا تزال هناك حاجة لجهد أكبر من كافة الأطراف، ومن بينها القطاع الخاص.

وأضاف أن مناقشات اجتماعات اليوم في برشلونة سوف تركز على دور القطاع الخاص، لافتا إلى أن المبادرة المتوسطية للتوظيف قامت بخلق 13 مشروعًا، كما فرت العديد من فرص العمل وخلقت الأمل لدى الشباب في الإقليم وحققت نجاحًا فاق التوقعات عند تأسيسها.. متابعًا "لن نناقش اليوم الواقع الاجتماعي للقطاع الخاص، بل يجب أن نتشارك فيه ونقوم بجهد للتطور، كما يجب أن نصل للمستفيدين والأطراف حتى يكون المشروع ناجحًا".

ومن جانبه، قال مفوض الاتحاد الأوروبي لسياسة الجوار ومفاوضات التوسع "إن المبادرة المتوسطية للتوظيف، هى النوع الذي نحتاجه لتقديمه للشباب بالإقليم، وهى تمثل أفضل ما يمكن أن يقوم به الاتحاد من أجل المتوسط.. وإننا بالمنطقة المتوسطية تقدمنا وشهدنا تطورات وواجهنا تحديات منذ إنشاء الاتحاد عام 2008، حيث ساهم في إيجاد الحلول للعديد من التحديات والمشكلات التي تمس دول الإقليم شمالًا وجنوبًا".

وأشار إلى التحديات التي لا تزال تواجه دول الإقليم مع الاحتفال بالذكرى الـ10 لتأسيس الاتحاد من أجل المتوسط، سواء في ليبيا أو الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وغيرها، وهى تحديات أدت لتنامي مشكلات الإرهاب والتطرف، ما يحتم تضافر الجهود بين كافة دول منطقة المتوسط، وهو بكل أسف أمر لا يفهمه جميع القادة في دول أوروبا.

وأضاف يوهانس هان أن التحديات ليست محددة داخل حدود بعض الدول دون غيرها، مبينا أن البطالة من بين، بل في مقدمة تلك التحديات والمشكلات التي تستدعى تضافر جهود كافة الدول شمالا وجنوبا، حيث بلغ معدل البطالة بين الشباب بالمنطقة 30%.. لافتا إلى أن إقصاء المرأة من سوق العمل هو خسارة للاقتصاد، حيث أدى إلى نمو اقتصادي بطئ بالتجارة والاستثمار، ونشهد بمنطقة المتوسط أقل نسبة من التكامل الاقتصادي في العالم.

وشدد على أن إعطاء الجيل الشباب الفرص والإمكانات ليتطوروا سيجعلهم يخلقون مجتمعات أكثر تماسكا، وهذا من أهم الأهداف، مؤكدا أنه لا وجود لوصفة سحرية لحل مشكلة البطالة، وأنه لابد من إشراك القطاع الخاص وإيجاد الأطر القانونية المناسبة والشروط المناسبة لأصحاب العمل والشركات المتوسطة والصغرى لتكون محركا لخلق فرص العمل، وكذلك تحفيز الشركات لكى نعطى وجهة جديدة للأنشطة والأعمال في أسواق جديدة، ونساهم في التعددية الاقتصادية وتيسير الاقتراض لهذه المشروعات بالعملات المحلية.

واختتم كلمته بالتأكيد على أن المستقبل هو لمنطقة متوسطية نتشارك فيها جميعا أفرادا ومؤسسات، منوها إلى أن السياسة يمكنها فقط أن توفر إطارا للعمل والتنمية لكن على الاقتصاد أن ينتهز هذه الفرص.

ويعد حوار (أصحاب المصلحة)، الذي يعقد للمرة الثالثة في إطار المبادرة المتوسطية للتوظيف (ميد فور جوبز)، نهجا متكاملا يتعامل مع جانبي العرض والطلب في سوق العمل من خلال استهداف ثلاث قضايا أساسية، هي: التوظيف، ووساطة العمل، والبنية التحتية التي تسهم في تمكين الأعمال.

ومن المقرر أن تنطلق أعمال المنتدى الإقليمي الثالث للاتحاد من أجل المتوسط على مستوى وزراء خارجية الدول الأعضاء، بمشاركة وزير الخارجية سامح شكرى في وقت لاحق اليوم.. ويعقد المنتدى برئاسة فيديريكا موجرينى الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والأمنية نائب رئيس المفوضية الأوروبية، وبحضور وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، وباستضافة جوزيف بوريل وزير الشئون الخارجية والتعاون في إسبانيا، وناصر كامل الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط.

ويهدف المنتدى إلى تقييم عمل الاتحاد خلال السنوات العشر الماضية، ومناقشة آفاق العمل المستقبلي للمنظمة في ظل التحديات والفرص الراهنة.. ويعد المنتدى هو الثالث من نوعه بعد الدورتين الأولى والثانية، حيث انعقدت الأولى في نوفمبر 2015 بالتزامن مع الذكرى العشرين لعملية برشلونة، والثانية في يناير 2017، حيث اعتمد الوزراء خارطة طريق جديدة للعمل من أجل المتوسط بهدف تعزيز التعاون الإقليمي في المنطقة.

وقبل 10 سنوات، أطلق رؤساء الدول والحكومات الأوروبية المتوسطية الاتحاد من أجل المتوسط في باريس على خلفية عملية برشلونة وجمع 43 دولة في شراكة مبنية على التعاون بهدف معالجة التحديات المشتركة التي تواجه المنطقة الأورومتوسطية، ومن بينها التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتدهور البيئة، بما في ذلك تغير المناخ والطاقة والهجرة والإرهاب والتطرف، وكذلك تعزيز الحوار بين الثقافات.

ويعد الاتحاد من أجل المتوسط منظمة لتعزيز التعاون والحوار الإقليميين، فضلا عن تنفيذ مشاريع ومبادرات ملموسة ذات تأثير ملموس على الاستهجان مع التركيز على الشباب من أجل معالجة الأهداف الإستراتيجية الثلاثة بالمنطقة (الاستقرار، التنمية البشرية، والتكامل).. وبعد عامين من إطلاقه تم إنشاء أمانة الاتحاد من أجل المتوسط في عام 2010، والتي يتولى قيادتها حاليا السفير ناصر كامل، كمنصة لتفعيل القرارات التي تتخذها الدول الأعضاء وتنفيذ المشاريع الإقليمية الاستراتيجية من خلال منهجية محددة تقوم على الشبكات الديناميكية المتعددة الشركاء وتبادل أفضل الممارسات والأدوات المبتكرة.

وتهدف أنشطة الاتحاد إلى المساهمة في الاستقرار الإقليمي من خلال صلتها بالبعد الإنمائي عبر التركيز على التنمية البشرية وتشجيع التنمية الإقليمية المستدامة، حيث تساهم مشاريع الاتحاد من أجل المتوسط ومبادراته في الاستقرار والتكامل الإقليميين، سواء من خلال المبادرة الرئيسية الشاملة لمختلف القطاعات المعنية بتوفير فرص العمل (المبادرة المتوسطية للتوظيف) أو نتيجة التأثير الاجتماعي الاقتصادي للبنية التحتية الاستراتيجية ومشاريع التنمية الحضرية المبتكرة من خلال مبادرة تمويل المشاريع الحضرية.

ويعتبر الاتحاد من أجل المتوسط بفضل تكوينه الجغرافي وحوكمته المؤسسية ومنهجيته، المنظمة المثلى التي تأخذ في اعتبارها أولويات كل من الاتحاد الأوروبي، كما تجسدها سياسة الجوار الأوروبية المنقحة والإستراتيجية العالمية للسياسة الخارجية والأمنية وبلدان جنوب البحر الأبيض المتوسط وشرقه؛ إذ يعمل الاتحاد بشكل استباقي لتحقيق مستويات أعلى من التكامل والتعاون في المنطقة من خلال منهجية محددة أسفرت عن نتائج إيجابية من حيث الحوار السياسي وتنفيذ مبادرات على مستوى المنطقة يلعب فيها الشباب دورا أساسيا.

وبرصيد يضم 50 مشروعا يحمل ختم المنظمة وأكثر من 300 منتدى للوزراء والخبراء حضرها 25 ألف صاحب مصلحة منذ عام 2012، تؤكد أنشطة الاتحاد من أجل المتوسط برهانا ساطعا على الإيمان القوي بأن التحديات الإقليمية تتطلب حلولا إقليمية، وبأنه لا يوجد أمن بلا تنمية.

ويبني الاتحاد من أجل المتوسط هويته حول بعد سياسي، وهي الاجتماعات الوزارية واجتماعات الممثلين الحكوميين التي تحدد أولويات العمل من خلال اعتماد أجندة إقليمية مشتركة.. يجتمع وزراء الخارجية مرة كل عام في المنتدى الإقليمي للاتحاد من أجل المتوسط لتحديد المجالات والأولويات الإستراتيجية، وتحدد القرارات التي يعتمدها الوزراء الـ43 بتوافق الآراء نطاق تلك الأجندة المشتركة وأهدافها.

وعلى المستوى الاقتصادي، نجح الاتحاد في إقامة 50 مشروعا للتعاون الإقليمي بميزانية تزيد على 5 مليارات يورو تتركز بشكل أساسي في مجالات النمو الشامل، وإمكانية توظيف الشباب، وتمكين المرأة، وحركة الطلاب، والتنمية الحضرية المستدامة، والعمل المناخي.