رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رحيل هادئ لأسقف صاخب.. الصلاة على جثمان الأنبا بيشوى بدير القديسة دميانة غدا

الأنبا بيشوى
الأنبا بيشوى

رحل الأنبا بيشوى، أو «مكرم نيقولا إسكندر»، مطران دمياط وكفرالشيخ والبرارى، عن دنيانا، فى الساعات الأولى من فجر الأربعاء، متأثرًا بإصابته بأزمة قلبية، عن عمر ناهز الـ٧٦ عامًا.
وأصدرت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بيانًا، ودعت فيه «بيشوى»، الذى يرأس دير القديسة دميانة للراهبات القبطيات الأرثوذكس، وقسم علم اللاهوت بمعهد الدراسات القبطية.
وفوض البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، ٤ من كبار كوادر الكنيسة، للإنابة عنه فى صلاة الجنازة المقرر إقامتها، ظهر غد، بدير القديسة دميانة ببرارى بلقاس للراهبات، قبل أن يدفن الجثمان فى المدفن الخاص فى الدير تنفيذًا لوصيته.
ولد الأنبا بيشوى، لأسرة تنحدر من عائلة القديس الشهيد سيدهم بشاى، وهو أحد شهداء الكنيسة المعروفين، منذ عصر الوالى محمد على باشا، واستكمل المسيرة بتفوقه فى مراحل الدراسة الأولى ببورسعيد على الرغم من وفاة والده فى عامه الرابع، وتولى عمه «الفونس» تربيته.
التحق «الراحل» بخدمة القرى والتربية الكنسية سواء فى عزبة دنّة بحى باكوس بالإسكندرية عام ١٩٦٣، أو بكنيسة مارجرجس بباكوس، وحصل على بكالوريوس الهندسة «قسم كهرباء» بتقدير امتياز عام ١٩٦٣، كما عين معيدًا بالكلية حتى حصل على درجة الماجستير فى الهندسة الميكانيكية عام ١٩٦٨.
وتأسس «بيشوى»، على يد اثنين من كبار معلمى الكنيسة، هما القمص القديس بيشوى كامل، والقمص تادرس يعقوب ملطى، أحد علماء تفسير نصوص الكتاب المقدس المعاصرين، وهو ما شد من أزره مبكرًا وقوى ساعده ليترك الحياة فى العالم، ويطلب المسلك الرهبانى فى دير السيدة العذراء السريان للرهبان الأقباط الأرثوذكس بوادى النطرون، يوم ٣٠ مايو ١٩٦٨ م.
وأتمت الكنيسة طقس سيامة الأنبا فى يوم أحد الرفاع الموافق ١٦ فبراير ١٩٦٩، وسيّم قسًا فى يوم أحد الشعانين الموافق ١٢ إبريل ١٩٧٠ م، كما تمت ترقيته قمصًا فى ١٧ سبتمبر ١٩٧٢، وبعدها بأيام سيم أسقفًا فى ٢٤ من نفس الشهر لنفس العام، ليرقى مطرانًا فى ٢ سبتمبر ١٩٩٠.
وتولى عدة مناصب داخل الكنيسة، أبرزها منصب سكرتير المجمع المقدس، الذى تقريبا انفرد به طيلة فترة تولى البابا الراحل شنودة الثالث كرسى الباباوية، وتحديدًا فى الفترة من ١٩٨٥ وحتى عام ٢٠١٢، كما تولى أيضًا منصب مطران دمياط وكفرالشيخ، بالإضافة إلى توليه رئاسة دير القديسة «دميانة»، أكبر دير للرهبنة النسائية فى العالم، وأول تجمع نسائى مسيحى على الإطلاق، بجانب توليه شئون الكهنة بالمجمع والمحاكمات الكنيسة.
ودخل الراحل فى معارك مع بعض القساوسة الأقباط، الذين كانت لهم ميول غير أرثوذكسية، من بينهم القس مكارى يونان، راعى الكنيسة المرقسية الكبرى بالأزبكية، والقس سمعان إبراهيم، راعى دير سمعان الخراز بالمقطم، كما خاض اشتباكات مع من وصفهم بـ«المهرطقين»، منهم «الأب دانيال البراموسى»، وماكس ميشيل، الملقب بالأنبا مكسيموس وحنين عبدالمسيح، وعاطف عزيز، وجورج حبيب بباوى، والذى كان سكرتيرا للمجمع المقدس.
وقال مرقس وديع، أحد خدام مطرانية دمياط، إن الأنبا بيشوى، لم يرفض لقاء أى أحد من شعب الكنيسة، رغم حالته الصحية المتدهورة فى الفترة الأخيرة، مؤكدًا أنه كان يسعى جاهدًا لإفساح الوقت بشكل مستديم لأبنائه من شعب الإيبارشية، وذلك على الرغم من مشغولياته المستديمة.