رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كارثة بسكك حديد بنها والمحافظة تفقد السيطرة

جريدة الدستور

تسبب إلغاء مزلقانين بمنطقة الرياح التوفيقي، بمدينة بنها محافظة القليوبية، في أزمة وخلاف بين مسئولي المحافظة، ومواطني العاصمة، حيث تجنب المواطنون استخدام كباري المشاة الجديدة، معتمدين على فتحات غير شرعية بسور السكة الحديد، متجاهلين قرارات المسئولين بغلق الفتحات، واعتبار أن كوبري المشاة بالمنطقة هو الحل الأمثل، على عكس ما يؤكده المواطنون أن كوبري المشاة خيال مآتة.

بداية الأزمة

تقع كبارى "الرياح التوفيقي" بمنطقة "وابور الثلج" بالحرس الوطني بمدينة بنها، وأنه بعد الانتهاء من إنشاء الكباري تم إلغاء مزلقانين بالمنطقة لإقامة كوبريي مشاة بالمنطقة، حيث استغرق العمل فيهما أكثر من عام، وبعد إنشاء وافتتاح كباري الرياح التوفيقي، كان البديل هو عبور المواطنين من فتحات غير شرعية من خلال السور الموازي لقضبان السكة الحديد مكان المزلقانين اللذين تم إلغاؤهما.

معاناة المواطنين

ويقول أسامة عبدالله، أحد أهالى مدينة بنها، إنه بعد الانتهاء من كوبريى المشاة، فوجئ المواطنون بارتفاعهما بمسافة تصل أكثر من 4 أمتار، وهو أمر اعتبروه مشقة وتعبا لكون الكوبريين تم تصميمهما بارتفاع يسمح بمرور القطارات من أسفلهما، مشيرا إلى أنه تمت هجرة الكوبريين وأصبحا مقامين دون فائدة واستسهل المواطنون العبور من الفتحات غير الشرعية بسبب أنهما غير مناسبين لكبار السن والمرضى والأطفال، مما يعد إهدارا للمال العام بقيمة 5 ملايين جنيه، لكون المسئولين لم يراعوا الارتفاع الكبير ولم يفكروا أيضا فى تزويدهما بسلالم متحركة وكهربائية لراحة وسلامة المواطنين.


وأضاف فتحى نبيل، بائع خردوات بالمنطقة، أن كل مسئول يمر بالمنطقة يعطى توجيهات وقرارات عنترية بغلق الفتحات حفاظا على الأرواح، موضحا أنه يتم هدم الحائط من قبل المواطنين لرفضهم استخدام كبارى المشاة التى تحولت إلى مناطق مهجورة غير مستغلة، حتى وصل الأمر إلى الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، الذى تلقى شكوى من وزارة النقل وهيئة السكة الحديد بأن هذه الفتحات تتسبب فى تهدئة القطارات فى مدخل مدينة بنها حرصا على المواطنين، معللين ذلك بالتسبب فى خسائر وتأخير حركة قطارات السكة الحديد، التى تغضب المسافرين، مما دفع محافظ القليوبية للتنبيه بغلق الفتحات، ولكن يتم فتحها مرة أخرى فى مشهد أقرب من لعبة القط والفأر بين المواطنين والمسئولين.

والتقط أطراف الحديث بلال مرزوق، مهندس، بأنه آخر مرة تم غلق الفتحة غير الشرعية، ولكن تمت إعادة فتحها ليلا مع تزويدها بـ4 سلالم أسمنتية لتسهيل العبور داخل وخارج الفتحة علما بأنها مرتفعة كثيرا عن الأرض، مما أدى إلى إصرار المواطنين على العزوف عن استخدام كبارى المشاة بهدف توصيل رسالة للمسئولين بأنها مقامة بطريقة غير مناسبة، ورفض إجبارهم على استخدامها.

وأوضح عادل فرج، محام، أنه لم يفكر مسئول واحد فى حل المشكلة أو ابتكار طريقة لتسهيل تفعيل واستخدام الكبارى وإنقاذ أرواح المواطنين العابرين لقضبان السكة الحديد، مضيفا أنه بعد إلغاء المزلقانات أصبحت المنطقة دون إشارات وأجراس تنبيه ما يعرض حياة المواطنين للخطر، وانتظار كارثة مرتقبة يذهب ضحاياها مواطنون أبرياء.

وطالب المواطنون الدكتور علاء عبدالحليم مرزوق، محافظ القليوبية، بضرورة تفقد المنطقة محل المشكلة، ووضع حلول عاجلة تتناسب مع احتياجات المواطنين، خصوصا كبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة، ومنعا لحدوث كارثة مرتقبة.

من جانبها، أكدت نجوى العشيري رئيس مركز ومدينة بنها بمحافظة القليوبية، في تصريح خاص لـ"الدستور"، أنه تم إخطار هيئة السكة الحديد بضرورة تعيين خدمة أمنية على الفتحات غير الشرعية بمنطقة الكباري لعدم هدمها بعد غلقها وعبور المواطنين من خلالها، مشيرة إلى أنه تم إلزام الهيئة بضرورة استكمال بناء سور السكة الحديد بطول المنطقة السكنية حفاظا على حياة المواطنين.

وأضافت أنه جارٍ إعداد دراسة لإيجاد حل مناسب لكبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة بشأن عبور مزلقان السكة الحديد، وللتغلب على مشكلة كبارى المشاة التي يصعب على تلك الفئات صعودها، وذلك من أجل راحتهم.