رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جميل راتب.. العالمي الذي عاد الي مصر


دخل الشتا وقفل البيبان ععلى البيوت

وجعل شعاع الشمس خيط عنكبوت

وحاجات كتير بتموت ف ليل الشتا

لكن حاجات اكتر بترفض تموت

عجبي

لم يخشى جميل ابو بكر راتب الموت اوكان يهاب لحظة لقاءه، حتي بعد ان فقد وضوح صوته ولم تعد كلماته مفهومة، تمني الا يعاني الام النهايات قائلا " الموت هو راحة من معاناتي مع المرض، مستعد للموت ولا اخافه ولكن بدون عذاب والم.

بعد حياة صاخبة ومثيرة للاهتمام، حيث بدأ سلم المحد من اعلاه ولم يهبط درجة واحد، فعلي غكس جميع الفنانيين الذين بدأوا حياتهمم الفنية في مصر حتي وصلوا الى العالمية فقد فعلها جميل راتب وجاء الي مصر وظهرت اعماله المصرية بعد تحقيق نجاح باهر في السينما العالمية.

 لم يكن ابنا لام فرنسية كما يشاع عنه ولكنها سيدة صعيدية من عائلة ثرية ومحافظة، مما يفسر رفضها لتعلق ابنها بالمسرح والتمثيل والحياة الفنية عامة، اذ اعتاد جميل ان يشترك في في العروض المسرحية في المدرسة وبالفعل حصل على جائزة الممثل الاول وافضل ممثل على مستوي المدارس المصرية والاجنبية في مصر وذلك في اربعينيات القرن الماضي، ومن بعدها اشترك في بطولة اول اعماله عام السينمائية امام الممثلة الفرنسية ونجمة المسرح والتلفزيون الفرنسي وملكة جمال فرنسا "كلود جودار" في الفيلم اللمصري العالمي "انا الشرق" من اخراج عبد الحميد زكي حيث وقعت الاختلافات في تحديد سنة الانتاج فبعض المصادر تشير الي انه تم انتاج الفيلم في 1946 واخري تؤكد انه عام 1956، ل مايهم الان ان انطلاقة جميل راتي الفنية لم تبدأ من فرنسا ولكنها بدأت من مصر وذلك قبيل اختياره الحياة في فرنسا ليصبح بذلك احد نجوم مصر الذين وصلوا الى العالمية.

 

جميل راتب لا يقل شهرة عالمية عن عمرالشريف

يقول الجميل راتب ليس من المفترض ان يتطلع الفنان للوصول الى العالمية ولكن يهب حياته لخدمة الفن ذاته ووقتها تاتي اليه العالمية المنتظرة.

بات من الواضح ان عنف وشدة المقارنة بين صديقين ورفيقي الكفاح الى العالمية من الاشياء التي يصععب الخوض في تفاصيلها لكن يكفي القول انه قد اشترك كل منهما في فيلم لورانس العرب عام 1962 اخراج البريطاني النابغة ديفيد لين والحاصل على جائزة اوسكار افضل مخرج عن الفيلم كما حصل الفيلم علي جائزة افضل فيلم، بالاضافة الى تقديمه سبعة افلام فرنسية،  قضى فترة من حياته فى أوروبا متقلباً بين الشخصيات فى السينما الفرنسية والإيطالية حتى الأمريكية، كانت البداية مجموعة من الأدوار المحدودة والثانوية، حتى جاءت الفرصة أمامه فى المشاركة فى فيلم  "Trapeze" امام النجمة جينا لولو برجيدا للمخرج كارول ريد عام 1956، والذى تدور أحداثه فى عالم السيرك، وأدى جميل في الفيلم شخصية "ستيفان" أحد اللاعبين فى السيرك، وفى تلك الفترة قدم عدداً من الأعمال فى السينما الفرنسية مثل مغامرة في الشانزليزية للمخرج روجر بلان، كما شارك في بطولة فيلم To Commit a Murder عام 1967امام الممثل العالمي برنارد بلاير واخراج ادوارد مولينارو، وكان (فرط الرمان) في فيلم وداعا بونابارت للمخرج يوسف شاهين عام 1985 وهو انتاج مصري فرنسي مشترك وحصل عل اول بطولة مطلقة في فيلم فرنسي بعنوان Shadow of Evil او ظل الشيطان في 1982 إخراج أندرى هونبال، ثم توالت بطولانه المطلقة في افلام Young Wolves إخراج مارسيل كارنى، وPeau d›espion إخراج إدوار مولينارو.

لم تكن جميعها اوروبية..

لم تقتصر اعمال جميل على ادواره المتعدد في السينما الفرنسية والايطالية والامريكية بل حان الوقت ان يشترك في الاعمال العربية  وخاصة في السينما التونسية المحببة الى قلبه والتي اشار مرارا الي مكانتها في قلبه فقد شارك في عدة افلام تونسية اهمها فيلم صيف حلق الوادي للمخرج فريد بو غدير عام 1996

يعد فيلم الصعود الى الهاوية 1978 اخراج كمال الشيخ من اكثر اعمال جميل راتب تميزا في دورالضابط الاسرائيلي ادمون امام مديحة كامل  التي استطاع ادمون ابهارها بالحياة في عاصمة النور حتي جندها لصالح المخابرات الاسرائيلية اذ يذكر الجكهور اشهر جملة في الفيلم على لسان محمود ياسين "هي دي مصر يا عبلة" بالاضافة الي شخصية طارق مظهر رئيس تحرير الجريدة التي تعمل بها فاتن حمامة  في فيلم لا عزاء للسيدات 1979،  ومن اشهر ادواره ايضا تجسيد شخصية نبيه بك الاربوطلي اذ نطق باشهر جملة تميز فيلم البداية 1986 لصلاح ابو سيف، "دا مالوش ملة، دا ديموقراطي، يعني عمره ماهايورد على جنة ليجيب الفنان احمد حمدي متعجبا..دا طلع لامؤاخذة ديموقراطي"

 

لهجة خوجاتي سببت الضحك والمتاعب..بيع يا لطفي

قضي جميل حوالى 30 عاما في اوروبا، متنقلا بين فرنسا وايطاليا وسائر الدول المجاورة عشقا في فن التمثيل، اكتسب عدة لغات من برزها الفرنسية التي هي لغة تععليمه المدرسي والجامعي بالاضافة الى اكتسابه لهجات اخري سببت له بعض متاعب الفهم والاستيعاب واحيانا النطق، ففي مسلسل سنبل الشهير 1997 كان ينطقها سِنبل بكسر السين وليس بضمها، كما صرح من قبل انه لا يعلم سبب نجاحه في دورالمعلم بهظ في فيلم الكيف 1985 وحينما عرضوا عليه الشخصية تردد لأنه لم يفهم كثيرا من ألفاظ حوار الفيلم او حتى الجمل الحوارية التي ينطقها.

رغم تكريمات عدة قدمت الي جميل من مهرجانات سينمائية مرموقة وحكومات اوروبية مثل فرنسا،  الا انه وصل الي اخر ايامه وشعر بالاحباط وقام باستعادة شخصية الدكتور مفيد ابو الغار ورفع الراية البيضاء مستسلما لعدم حصوله على تكريما لائقا من وطنه الاصلي مصر.