رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"المهاجر" و"عيون ساحرة" يواجهان مقص الرقيب والأزهر

صورة ارشفية
صورة ارشفية

وقع العديد من أفلام السينما المصرية تحت مقص ومقصلة الرقابة ودخل أصحابها المحاكم؛ للدفاع عن رؤيتهم الخاصة التي دفعتهم لإنتاج هذه الأفلام، واستطاع بعضهم الانتصار لوجهة نظره وتم تمرير الفيلم، مثل فيلم «المهاجر» الذي انتصرت له محكمة الاستئناف ورفضت الدعوى المقدمة لوقف عرضه.

ولا يغيب عن البال دور الأزهر في التعرض لبعض الأفلام ومطالبته بوقفها لأسباب دينية مثل فيلم عيون ساحرة الذي وجّهت له الإنتقادات من جانب المؤسسة الدينية بأنه يحتوي على مشاهد بها كفر صريح بالإضافة إلى انها مخالفة للعقيدة

◘ «المهاجر»

كان فيلم المهاجر الذي أخرجه «يوسف شاهين» بطولة خالد النبوي، يسرا، محمود حميدة، أحمد سلامة، صفية العمري، حنان ترك،وغيرهم بمثابة الفتيل الذي أشعل الخلاف حول العديد من القضايا، عندما تقدم «يوسف شاهين» إلى جهاز الرقابة بسيناريو فيلم يوسف وإخوته تأليف رفيق الصبان وذلك عام 1992؛ للحصول على التراخيص بتصويره، ورفض الأزهر الفيلم، رفضًا قاطعًا بدعوى تحريم تجسيد الأنبياء على الشاشة أو القيام بتشخيصهم، وطالبوا بتعديل السيناريو من جديد، فتم إعادة كتابة السيناريو ليتحول إلى فيلم «المهاجر».

حاول شاهين البعد عن شخصية النبي يوسف الصديق بعد لقائه بعددي من رجال الأزهر وناقش موضوع الفيلم معهم، وحاول تفنيد آرائهم وبعدها قدم”شاهين” الفيلم مرة أخرى، ووافقت على تصويره بعد أن أبدى رئيسها “حمدي سرور” بعض الملاحظات الخاصة بالحوار وبعض العبارت التي قد توحي بأن “رام” جاء ليعلم المصريين وليس للإستفادة من علمهم، فطالب بحذف العبارات التي قد تسخر من فكرة التحنيط التي برع فيها الفراعنة وتحاشى كل ما يسىء إلى التاريخ والحضارة القديمة، وأوصت الرقابة بضرورة وضع عبارة قبل بادية الفيلم،تؤكد أن أحداث الفيلم لا تمت بصلة إلى قصة أو حادثة في التاريخ ولا تتعرض لشخص أى من الأنبياء وإنها مجرد رواية سينمائية لفترة خصبة في التاريخ المصري القديم.

وبدأ شاهين تصوير الفيلم في تكتم شديد وبحضور أحد الرقباء لتنفيذ الملاحظات التي أدبتها الرقابة وتم تصويره في 1421944 وفي 391994 حصل على تصريح العرض الجماهيري، وعرض وشاهده 400 ألف مشاهد مصري.

لكن المحامي «محمود أبو الفيض» قام برفع دعوى لمصادرة الفيلم من الخارج وإيقاف عرضه لتجسيده قصة حياة الأنبياء، وحصل بالفعل على حكم من قاضي الأمور المستعجلة جبرا إبراهيم جبرا رئيس محكمة القاهرة للأمور المستعجلة بناء على رأي الازهر حسبما قال في مبررات حكمه.

لكن القضية لم تصل إلى أروقة المحاكم فقط بل وصلت لمجلس الشعب، وطرحها النائب جلال غريب الذي تقدم بطلب إحاطة لوزير الثقافة يطالبه فيه بسحب ترخيص الفيلم وفقا للمادة 9 من القانون 34 لسنة 1955، لكن محكمة الإستئناف ألغت قرار وقف العرض ورفضت الدعوى.

◘ «عيون ساحرة»

انتجت «آسيا داغر» فيلم «عيون ساحرة» عام 1934 من تأليف وإخراج «احمد جلال»،وعرض لأول مرة في 8 فبراير 1934 بطولة ماري كويني، أحمد جلال، عبد السلام النابولسي يوسف صالح الذي تدور أحداثه حول تحب المطربة دليلة شابًا يدعى سامى وهو يبادلها مشاعرها أيضًا، لكن هذا الشاب بعد فترة يسأم علاقته بها ويقرر الانفصام عنها فى حين تزداد حبًا له، تعلم دليلة برغبة سامى فى قطع صلته بها فتثور ثورة عارمة، يغادر سامى الملهى الذى يعمل به مندفعًا، تقفز معه دليلة داخل السيارة، ينطلق سامي بسرعة شديدة، يقع لهما حادث تنجو منه “دليلة” بينما يموت سامى، يكاد عقل دليلة أن يختل ولا تصدق أنها ستفقد سامي إلى الأبد.

يحدث أن تعود دليلة إلى قبر سامي فى ظلمة الليل وتشرع فى ممارسة صقوس السحر الأسود وتحضير الأرواح جثة “سامي”، تنجح فى استحضار روحه الهائمة الحائرة، ولأنه يلزم لهذه الروح التى لم تستقر فى جسد الجثة أن تمتزج بروح عذراء فتية، ترسل دليلة عيونها الساحرة تجوب أنحاء القاهرة حتى تقع على فتاة بائعة يناصيب حياة حيث تقودها وهى شبه منومة إلى قبر سامى، تقوم دليلة بتوثيق “حياة” وتنقل روحها إلى جثة “سامى” فاستقرت روحه فى جسده وانتقل من عالم الأموات إلى الحياة. يعيش سامي تحت سيطرة دليلة، لكن روحه لا تزال معلقة بروح حياة، تجمع دليلة بين سامي وحياة ويكون هذا الحب هو السبب فى إبطال سحر دليلة، تصحو دليلة لتكتشف أن كل ما حدث منها ما إلا كابوس أو حلم صوره لها حبها الشديد لسامي.

اعترضت الرقابة والأزهر على أحداث الفيلم، وجاء اعتذار الازهر قائمًا على أن الشكل الذي تظهره الرواية بعد كفرًا صريحًا ومخالفًا للعقيدة وطالب بحذف المشاهد المخالفة لذلك.