رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مدينتنا ومكاتب البريد


مدينتنا عريقة، فى وسط الصعيد، وكبيرة ومأهولة بالسكان، وسكانها متحضرون. بها جميع الخدمات الحكومية التى فى إمكان الحكومة تقديمها. لكنها خدمات متواضعة ولم تعد تلبى طلبات أهالى المدينة.
من تلك الخدمات التى تقدمها الدولة، خدمات البريد، بها أربعة مكاتب للبريد فى مناطق متفرقة فى أحياء المدينة المختلفة، قامت هيئة البريد بتجديد مكتبين فقط.
الأول فى منطقة وسط المدينة، والثانى فى منطقة القرشية، وقد جهزت هيئة البريد المكتبين بأحدث الإمكانيات، وجعلت نوافذ خارحية ليتعامل الجمهور منها مع موظفى البريد، ويرتدى العاملون فيهما ملابس الهيئة، ويؤدون أعمالهم لخدمة المواطنين على أكمل وجه، ويوجد فاصل زجاجى سميك يفصل بين المتعاملين والعاملين، من خلال فتحات مناسبة، كما توجد نوافذ أخرى للتعامل من خارج المكتب دون الدخول، وقد وفر هذا نوعًا من الحماية للعاملين، فضلًا عن سرعة أداء الخدمات.
غير أن الهيئة تغاضت عن المكتبين الثالث والرابع، وهما فى أهم منطقتين بمدينة ديروط. الأول فى منطقة أبوجبل، والثانى فى المساكن الشعبية بطريق بنى يحيى.
مكتب منطقة أبوجبل، هذا المكتب بالذات، يقع فى منطقة راقية، وهى عبارة عن تقسيم حديث وجديد، وسكانه متعلمون، وتوجد به مدارس ومصالح حكومية، ويقع عليه عبء كبير جدًا، سواء لبيع طوابع واستمارات الخدمات الحكومية، أو ممارسة مهام البريد العادية من إيداع وسحب أموال ومدخرات، ويتردد عليه يوميًا مئات المواطنين، ما بين صرف معاشات أو دفاتر توفير أو شراء طوابع، أو إرسال حوالات وطرود بريدية وخدمات أخرى من الخدمات التى تقدمها هيئة البريد، والمكتب عبارة عن حجرة واحدة واسعة، حوائطه على الطوب الأحمر، وأحيانًا تفيض مياه الصرف لتغطى مدخله الضيق، فيضطرون إلى وضع قوالب من الطوب ليدوس عليها الناس عند الدخول والخروج، ولا توجد به أى تشطيبات أو دهانات، ولا توجد به نوافذ ولا أدوات للتهوية وجلب الهواء فى الحر الشديد، سوى المراوح المتهالكة. وللوهلة الأولى تشعر وكأنك فى مكتب فى قرية من القرى النائية.
الموظفون والموظفات على درجة عالية من الكفاءة، ويؤدون أعمالهم بطريقة ممتازة، ويحاولون دائمًا إرضاء المتعاملين معهم، رغم أنهم يعانون فى هذا الموقع البدائى.
الذين يعانون هم المتعاملون مع هذا المكتب. فلا يوجد مكان لجلوس كبار السن والانتظار، والمساحة التى يقف فيها المتعاملون ضيقة.
لأجل هذا لا مكان للانتظار، ويقف المتعاملون مع المكتب مباشرة أمام الموظفين، مما يضعهم فى حرج شديد، ولا حاجز بينهم وبين الموظفين لحماية الموظفين، والأموال والدفاتر والطوابع متاحة أمام المتعاملين مباشرة، ولولا يقظة الموظفين وحرصهم لوقعت حوادث سرقات وخطف، ويضطر المتعاملون مع المكتب للوقوف وجهًا لوجه أمام الموظفين مما يعرضهم لكثير من الأخطار، كما لا توجد بالمكتب خاصية البريد السريع أو الطرود والمطبوعات. مع أن المكتب يقع فى منطقة راقية فى المدينة ويؤدى خدمات لأعداد كبيرة من الناس ومندوبى مختلف المصالح المجاورة للمكتب، كما يقوم بصرف المعاشات.
أما عن صرف المعاشات لآلاف المتقاعدين، فإنهم يضطرون للوقوف بالساعات أمام مكتب البريد فى الشمس الساخنة والحر الشديد. فى وضع إنسانى فى منتهى البؤس.
لذا نأمل أن تقوم الهيئة بتطوير هذا المكتب، لجعله صالحًا للاستخدام الآدمى الراقى، أو البحث عن مكان أكثر اتساعًا، خصوصًا أن أرباح الهيئة جعلتها فى مصاف الهيئات المميزة ماليًا، بعد أن قامت بمضاعفة أسعار خدماتها للمواطنين.