رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تسريبات إسرائيلية تربك قطر.. والدوحة ترد

جريدة الدستور

حلقة جديدة من حلقات الجدل المتواصل حول الدور القطرى إزاء القضية الفلسطينية، أو محاولة ممارسة الوساطة من خلال عقد لقاءات مع عدد من الشخصيات اليهودية لنقل مقترحات قطر إلى دوائر صناعة القرار في الداخل الإسرائيلي، وسط تسريب أدلة إسرائيلية حول هذا الدور تارة، ونفى قطرى عما تصفه بالمزاعم الإعلامية تارة أخرى.

وكانت آخر هذه الأدلة، ما نشره باراك رافيد، كبير المراسلين الدبلوماسيين في القناة العاشرة الإسرائيلية، على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعى "تويتر"، من صورة تجمع بين وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبدالرحمن وإحدى الشخصيات اليهودية البارزة.

وعلق "رافيد" على الصورة التي نشرها قائلًا: «من المهم أن نفهم أن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو- قد تحقّق من الرسائل التي توصل إليها الوسطاء حول صحة هذه الخطوة، وحقيقة أن الوسطاء قريبون من القيادة القطرية، وكانت إحدى الشهادات التي أدلى بها الحاخام مويال مع وزير الخارجية القطري في منزله بالدوحة".

وأضاف "رافيد"، نقلًا عن مصدر آخر اطلع على الرسالة القطرية، أن المقترح القطري كان يشمل اتفاقًا مع كل الفصائل في غزة لوقف الاحتجاجات، بالإضافة إلى عودة برنامج تحسين البنية التحتية والكهرباء والبنية التحتية للصرف الصحى في غزة، بالإضافة إلى إنشاء منطقة تجارة في شكل ميناء أو مطار فى غزة، كما اقترح بدء مفاوضات سرية حول هذا الأمر.

وجاءت هذه الصورة عقب تقرير سابق بثته القناة العاشرة الإسرائيلية، حول خطة أعدتها قطر لمنع الاحتجاجات يوم افتتاح السفارة الأمريكية فى القدس.

وذكر التقرير أن قطر استعانت بوسيطين لإقناع تل أبيب بخطتها، وهما رجل الأعمال اليهودى الفرنسى فيليب سولومون، والحاخام أفراهام مويال، وهما قريبان من وزير الخارجية القطرى وأمير قطر.

وقالت القناة العاشرة الإسرائيلية، إن وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثانى، حاول إرسال خطاب مكتوب بهذا المقترح إلى إسرائيل، وحاول تميم بن حمد أمير قطر، ووزير خارجيته الاتصال هاتفيًا برئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو لإقناعه.

وأشارت القناة إلى أن "نتنياهو" رفض التواصل معهما، كما أن الحكومة الإسرائيلية رفضت تلقى الاقتراح المكتوب الذى قدمه وزير خارجية قطر.

وأضافت القناة: "فى أبريل الماضى طلب سولومون ومويال من سفير إسرائيل فى اليونيسكو فى ذلك الوقت، كرمل شاما-هاكوهن، أن يجتمعا معه على وجه السرعة لإطلاعه على اجتماع عقداه فى نفس اليوم بباريس مع وزير الخارجية القطرى.

وحسب القناة الإسرائيلية، نقل شاما هاكوهن الرسالة إلى وزارة الخارجية الإسرائيلية وإلى مكتب "نتنياهو"، وتلقى تعليمات بمواصلة الاتصالات مع سولومون ومويال، موضحة أنه فى مرحلة معينة نقل القطريين رسالة مفادها بأنهم يريدون إجراء محادثة هاتفية بين وزير الخارجية القطرى أو أمير قطر مع نتنياهو من أجل تقديم الاقتراح، إلا أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى طلب الحصول على الاقتراح فى وثيقة رسمية.

وطرح وزير الخارجية القطرى اقتراحًا لتهدئة الوضع فى قطاع غزة كتابة، وأن يتم توجيه رسالة بهذا الشأن إلى كبير مستشارى الرئيس الأمريكى جارد كوشنير، واشترط تلقى الضوء الأخضر من نتنياهو قبل تمرير الاقتراح إلى البيت الأبيض.

وفي أول تعليق قطري على هذه الأدلة المسربة، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية القطرية لولوة الخاطر، في تغريدة على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعى "تويتر": "لا رسائل أرسلت لنتنياهو.. وساطة قطر ليست سرًا وهدفها رفع الظلم عن الشعب الفلسطيني.. الصورة لوزير خارجية قطر هي مع شخصية أمريكية ولا علاقة لديانة هذا الشخص بإدانة الاحتلال الإسرائيلي وممارساته الإجرامية.. ولا تنازل عن القدس وحق اللاجئين".

وفي أغسطس الماضي، كشفت صحيفة "تايم أوف إسرائيل" عن أسباب إخفاء اللقاء الذي عقده وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، مع وزير الحرب الإسرائيلى أفجيدور ليبرمان، سرًا في قبرص، يونيو الماضي، حسبما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية.

وقالت الصحيفة الإسرايئلية آنذاك: إنه ربما تم إخفاء أنباء هذا الاجتماع؛ نظرًا لرفض إسرائيل -علنًا- وساطة قطرية بين تل أبيب وحركة حماس، مفضلة الوساطة المصرية، رغم جهود مؤيدي حماس مثل قطر وتركيا للتدخل نيابة عنها.