كاملة أبوذكرى: أفكر جديًا فى اعتزال الإخراج وفتح "محل كشرى"
-رأت أن الوسط يعانى تدخلات غير فنية تستهدف تلميع أشخاص
-أُجهز لفيلم استعراضى مع تامر حبيب.. ولم أجد شبيهة لـ«السندريلا»
-مريم نعوم أختى وضغوط العمل وراء خلافنا
-أحب العمل مع منه شلبى لأنها ناجحة
كشفت المخرجة كاملة أبوذكرى، عن عقدها جلسات عمل مكثفة مع السيناريست تامر حبيب مؤخرًا للاستقرار على الملامح النهائية لفيلم سينمائى جديد مشترك بينهما، لافتة إلى انتمائه للنوع «الاستعراضى».
ورأت فى حوارها مع «الدستور»، أن أوضاع الوسط الفنى تتسم فى الآونة الأخيرة بمعايير غير واضحة، ما جعلها تفكر جديًا فى اعتزال مهنة الإخراج، والتخطيط لفتح محل كشرى أو مطعم صغير، نظرًا لحبها الكبير للطبخ الذى تعتبره فنًا لا يقل عن السينما.
■ بداية.. كيف بدأ مشوارك مع الإخراج؟
- نشأت وفى داخلى حب السينما. كنت أخشى الوقوف أمام الكاميرات، ورغبت دائما فى الوقوف خلفها، وعندما كنت فى سن الـ١٦ وأثناء دراستى فى «جى سى آى» التى تعادل الثانوية العامة، قررت النزول إلى «اللوكيشن» لأول مرة.
■ كيف استقبلت الأسرة هذا القرار؟
- عندما استأذنت والدى الكاتب وجيه أبوذكرى لأول مرة فى العمل بالسينما عارض ذلك بشدة، وكنت أعرض عليه النزول معه إلى أماكن تصوير بعض الأفلام التى يكتبها لكنه كان يرفض ذلك باستمرار.
وعندما أردت الالتحاق بمعهد السينما لتحقيق حلمى، طلب منى دخول الجامعة الأمريكية أو كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، أو أى مكان آخر بعيدا عن هذا العالم.
■ ما السر وراء هذا الرفض؟
- لم أعلم وقتها، لكنى بعد ذلك أدركت أنه كان يخاف علىّ من هذا المجال، لأن العمل فيه شاق للغاية، خاصة أننى لم أكن أعرف معنى الإخراج، بل كنت أحب أن أفعل ذلك دون أى علم بطبيعة العمل نفسه.
■ هل تتذكرين أول يوم لك فى «اللوكيشن»؟
- نزلت «اللوكيشن» أثناء تصوير فيلم «الشيطان يستعد للرحيل» عام ١٩٩٠ من تأليف والدى وإنتاج التليفزيون وإخراج شريف يحيى، وكان أول تدريب لى، وتقاضيت وقتها ٣٠٠ جنيه.
■ هل تعتقدين أن كون والدك كاتبًا كبيرًا هو سبب تعلقك بالسينما؟
- طبعا، والدى كان مؤثرًا بشكل كبير، خاصة أنه لم يكن يفارقنى أنا ووالدتى تقريبا، ورغم أسفاره الكثيرة فإنه لم يكن يغيب عنا بشكل مستمر أكثر من أسبوع واحد.
■ من المخرج الذى تعتقدين أنه من أصحاب الفضل على مسيرتك؟
- أول المعلمين كان المخرج عاطف الطيب أثناء عمله فى فيلم «ضد الحكومة»، فساعتها ذهبت إلى الكواليس لرؤية ما يدور هناك، لكنه انزعج من وجودى لكونى طفلة صغيرة وقتها، ونظر إلىّ بقسوة كى أخرج من «اللوكيشن»، لكنى رفضت وظللت أنظر إليه وهو يعمل وكنت منبهرة به بشكل كبير.
وفى سنة أولى معهد علمت أنه سيخرج فيلما جديدا، وأردت أن أتدرب معه، والتقيت الراحل أمير البهنسى المخرج المنفذ للعمل فوافق على تدريبى، وكنت البنت الوحيدة فى طاقم الإخراج.
■ ما حقيقة الخلافات بينك وبين الكاتبة مريم نعوم؟
- مريم نعوم أختى وبيننا رحلة طويلة من التفاهم الكبير والحب وأيضا المشاكل الكثيرة التى تنتهى سريعا، فنحن نقاطع بعضنا ثم نعود كما كنا، لأنى أشعر بأنها «نصفى الآخر».
وضغوط العمل فى «واحة الغروب» و«بنت اسمها ذات» سببت القطيعة بيننا، لأننا اختلفنا فى الرأى وتصاعد هذا بسبب الأجواء وتدخل بعض الناس لنقل كلام بيننا، لكننا ندرك فى كل مرة أنه ليس من مصلحتنا أن نختلف.
■ من الفنانة التى تمنيت العمل معها؟
- سعاد حسنى، فأنا أحبها كثيرًا وبحثت عن مثيلتها طويلا ولم أجد حتى الآن، فهى كانت أعجوبة عصرها، وحياتها كلها كانت عجيبة أيضا حتى وفاتها، وتركيبتها الفنية كانت ناجحة على جميع المستويات، لجمعها بين الكوميديا والدراما والجمال وخفة الروح.
■ من أقرب الفنانات لقلبك فى الوقت الحالى؟
- أحب العمل مع منة شلبى، فهى ممثلة ناجحة ومتميزة وشخصية خفيفة الظل، كما أحب جدا صوت المطربة شيرين كثيرا لأنه عذب ونقى، وكذلك أحب أصالة والكينج محمد منير.
■ ماذا عن نيللى كريم؟
- أحب نيللى كريم كثيرا وتعاملت معها أكثر من مرة، فهى شخصية لطيفة ومستقيمة و«مالهاش فى الضحك ولا الهزار ولا التجمعات ولا النفاق، يعنى بتيجى تعمل شغلها على أحسن وجه وتروح بيتها لأولادها ولوالدتها ولأصحابها».
وعلى المستوى الفنى، أداؤها فى التمثيل صادق جدا ودائمًا ما يفاجئنى، لأن بداخلها مشاعر كثيرة وكأنها تنتظر أن يخرجها أحدهم.
لذا كانت «نيللى كريم» الحصان الأسود الذى راهنت عليه وخضت به المعارك ونجحت فى تقديم موهبته الكبيرة فى عدة أعمال مثل: «واحد صفر» و«ذات» و«سجن النسا» و«يوم للستات».
■ ماذا عن حياتك الشخصية؟
- لدى بنت واحدة فقط تبلغ من العمر ٢١ عامًا أعتبرها كل حياتى، لذا أدخلتها الجامعة الأمريكية التى كان والدى يحلم بأن التحق بها، وأنا فى البيت مختلفة تماما، ففى «اللوكيشن» تكون كلمتى مسموعة ودمى ثقيل وشخصيتى جادة رغم أنى أحاول التعامل بلطف. أما فى البيت فأنا على عكس ذلك، وأكون «كوكى» الضعيفة التى تحب ابنتها وزوجها كثيرا، وتهتم بسعادتهما، كما أهتم بمصطفى وزياد ابنى زوجى أحمد عفت الذى يملك شركة إنتاج ويشجعنى كثيرا، سواء فى العمل أو البيت.
■ ما اهتماماتك الأخرى إلى جانب الإخراج؟
- أحب الإخراج كثيرًا لكن فى الفترة الأخيرة بدأت أفكر فى تركه، لأنى رصدت تأثر الفن بأشياء كثيرة وتدخلات غير فنية تتسبب فى تلميع أسماء بعينها وظهور أعمال غير هادفة، وإذا استمر الوضع بهذا الشكل سأترك المجال لأنى لن أعمل فى شىء لست مقتنعة به.
وأعتقد أننى لو تركت مهنة الإخراج سأفتح مطعما أو محل كشرى وهو ما أفكر فيه حاليا بجدية، لأنى أحب الطبخ جدا وأعتبره فنا، وأطبخ بيدى كل أصناف الأكل حتى الأكلات الأجنبية باستثناء محشى الكرنب وورق العنب، لكنى أحب الكشرى والملوخية بشكل خاص.
■ وماذا عن السياسة؟
- المخرج والكاتب هما أكثر من يبحث عن الكمال، والواقع فى مصر فى السنوات الماضية كان يحتاج إلى تغيير، لذا عندما علمت أن ثورة يناير قامت ذهبت مسرعة إلى الميدان لأطالب بالتغيير.
وأعتبر أن مشاركتى فى ثورة يناير لمدة ١٨ يومًا كانت أفضل وأطهر شىء قمت به، لأنى كنت إلى جوار «شباب زى الورد» ضحوا بحياتهم كى يجعلوا مصر أفضل، وخرجوا بالهتافات ليغيروا المجتمع، وهذا نفس ما جعلنى أشارك أيضا فى ثورة ٣٠ يونيو، التى كانت تبحث عن الأمن والأمان.
■ ما مشروعاتك الفنية فى الفترة المقبلة؟
- بدأت فى الفترة الأخيرة جلسات عمل مع السيناريست تامر حبيب من أجل الاستقرار على الملامح النهائية ووضع الخطوط العريضة لفيلم جديد ينتمى للنوع الاستعراضى، لكننا لم ننته من ورش العمل حتى الآن، وإن كان «تامر» بدأ بالفعل فى كتابة بعض أجزاء السيناريو.
■ ما سر نجاح أعمالك المأخوذة عن روايات أدبية؟
- فى الحقيقة لم أتوقع كل هذا النجاح لمسلسلاتى المأخوذة عن أعمال روائية مثل «ذات» و«واحة الغروب»، لكنى أعتقد أنه تحقق بفضل طاقم الإخراج المبدع واستعانتنا بباحثين فى التاريخ، فضلًا عن الاختيار المناسب للمساعدين ومصممى الملابس، بجانب الصدق والضمير، اللذين جعلا الجميع يخافون على العمل ويحاولون إخراجه فى أحسن صورة.