رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الزبون مش دايمًا على حق".. عمال وأصحاب محال يشتكون المشترين

جريدة الدستور

"النظرة الأخرى".. لكل مهنة مميزاتها وعيوبها، ولفتح أبوابها يجب أنّ نقترب من صناعها، نسمع منهم لا عنهم، ولذلك تجولت "الدستور" فى شارع شبرا بروض الفرج الملىء بمحلات الملابس، لترصد وتراقب وتتحاور مع العمال بالمحال التجارية؛ وهذه المرة الوضع كان مختلف، فبدلًا من التحدث حول جشع التجار أو تعاملهم مع الزبائن، كان الحديث عن نظرة البائع أو صاحب المحل التجاري لـ"الزبون".

تحدث إبراهيم كامل العامل في أحد محلات الملابس بشارع شبرا، عن أحد الأمور التي تزعجه خلال عمله: "بشتغل فى المجل جنب دراستى فى كلية أداب، ومعنديش مشكلة أنى اتعب مع الزبونة حتى لو مش هتشتري لكن على الأقل تسلمنى الهدوم ف أيدى زى ما أدهتهالها مش تمشي وتسبها فى البروفة على أساس أنى شغال عندها"، مضيفًا: "فى فئة كبيرة من الزبائن بتتعامل مع عمال المحلات على أنهم أقل منهم، وجملة الزبون على حق حتى لو غلطان تصريح للزبون أنه يغلط فينا".

واستكمل: "الزبون فى مصر ينقصه ثقافة التعامل وأنه يطلب الطلب بصياغة الأذن مش الأمر وكمان المفروض أنه يخدم نفسه وده بيحصل بره مصر"، متابعًا: "صاحب المحل دائمًا بيقولي بالناقص من الزبون المتعب، وقانون الاستبدال والارتجاع خلال 14 يوم بيخلى البائع يتعب مع الزبون وممكن يفضل فى المحل نص ساعة عشان يشترى قطعة وتاني يوم يرجعها ويقول أنه صاحب حق".

فيما قال يوسف ميلاد العامل فى أحد محلات الملابس، إنَّه يعمل فى التجارة منذ صغره لأنَّ تلك المهنة مجببه إلى قلبه، ورغم تخرجه في كلية التجارة، إلا أنَّه لا يتطلع إلى تغيير مجاله: "مرتبي مكفينى وفى المستقبل هيفتح بيتي ومعنديش أى رغبة أنى أغير مهنتي وبستحمل كل الزبائن عشان أكل عيشي".

والأنثى أيضًا كانت حاضرة خلال تغطية "الدستور"، وكان لابد من الإطلاع على ما تواجهه في هذا السوق، حيث يبدأ العمل في الصباح الباكر ويستمر طوال اليوم. تقول "هدى" وهي تعمل فى محل ملابس أيضًا: "أنا حامل في الشهر السادس مع ذلك بشتغل فى المحل يوميًا عشان بحس بقيمتى وأنا فى الشغل لكن القاعدة فى البيت مملة"، مضيفة: "بقالي 10 سنين شغالة في نفس المجال وزباين كتير بتتنك عليا وبستحمل الكل لكن لو زبونة زودتها أوى صاحب المحل ساعتها بيدخل".

أما هانى وديع، مالك المحل، وهو حاصل على ليسانس حقوق، قال إنَّه يفضل حركة البيع والشراء عن الجلوس على مكتب محاماة أو الترافع فى قضية، مشيرًا إلى أنَّه يمارس عمله المحبب إلى قلبه ويتعامل مع الزبائن التى تقدره فقط، مضيفًا: "الزبونة اللى بتضايقيني بقولها متجيش تانى، هى لو مشترتش هنبات من غير أكل يعني!، الزبون المحترم بنشيله فوق دماغنا حتى لو قاس المحل كله من غير ما يشتري حاجة".

وحطم وديع قاعدة "الزبون على حق": "منا برضو زبون وبشترى من محلات مينفعش أضر صاحب المحل وأقول أصلي على حق"، متابعًا: "الغلاء وتعويم الجنيه وقف الحال دلوقتى، والمحل يدوب بيجيب المصاريف، وأيام الثورة وحظر التجوال كان في شغل عن الأيام دى".