رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المعلم أحمد يونس: «بنسى إنى أب مع معز»

جريدة الدستور

-بعد الولادة كانت مرحلة مامته ودلوقتى دورى
-التربية فى عصر «الآى باد» مرعبة للأب والأم

هو الشخص اللى بينسى معاه إنه أب، هو نقطة ضعفه وإيده اللى بتوجعه، وهو السر اللى مخبيه عن كل المعجبين. اللى معاه بيتحول لمعجب مش مذيع، ومستمع لأول مرة مش واحد بيحب يحكى.
معز صاحب الخمس سنين، الطالب فى «كى جى ٢»، وأبوه المذيع الشهير أحمد يونس، واعترافات كتيرة فى السطور الجاية.
■ فى البداية كده.. هل التربية اختلفت عن زمان؟
- طبعا اختلفت، أنا عن نفسى بعمل ده دلوقتى مع معز، بربيه على إننا أصحاب، مش أب وابنه، ودى أحسن طريقة للتربية والمعاملة فى رأيى. زمان التربية مكنتش كده.
علاقتى بأبويا مثلا كانت جافة جدًا، صحيح مكنش بيضربنى ولا بيقلل منى بس كانت العلاقة حادة أوى، كان عصبى جدا عليّا وحاد فى التعامل وكل ده كان من حبه. أبويا لما اتعلمت السواقة جديد كان بيخاف عليّا لدرجة إنه كان بيمشى ورايا بالعربية يتأكد إنى بوصل شغلى سليم، ومن غير ما يبين ده ولا يخلينى أشوفه.
مفيش أب بيكره أولاده أكيد، بس هو المهم إنت إزاى بتعبر عن حبك ده وخوفك تجاه أولادك. لما أبويا مات عرفت إن كلامه اللى كان بيقوله لى والنصايح اللى كان بيقولها لى كلها صح، بس هو أنا كتير مكنتش بتقبل منه النصايح دى لمجرد أن أسلوبه مكنش مناسب ليا، وده اللى بحاول أعمله مع معز دلوقتى.. إن العلاقة تبقى أدفى.
■ إزاى بتشوف التربية فى عصر الآى باد؟
- بقت مرعبة أكتر طبعا، زمان كان الشارع والمدرسة هما بس اللى بيربوا، دلوقتى عندك الآى باد ونت وفضائيات خلت الأب والأم حاطين عينيهم فى وسط راسهم، وبيراقبوا الطفل ليحصلّه أى أذى أو ضرر من غير ما ياخدوا بالهم. حتى أفلام الكارتون دلوقتى مبقتش مضمونة، وبقى فيها حاجات ماتناسبش فكرهم أو وعيهم. دور الأب والأم مبقاش الكل فى الكل دلوقتى وبقت المعرفة الخارجية أكتر، وده شىء مرعب.
■ حاسس إن خوفك على معز مَرَضى مش عادى.. إيه رأيك؟
- زمان كان مَرَضى، كنت بخاف عليه حتى يسلم على الناس أو يختلط بيهم، بس دلوقتى اكتشفت إنى كنت غلط، وإنه لازم يتعامل مع الناس ويبقى اجتماعى، فباخده معايا الحملات الخيرية عشان يتعلم. بس طبعا كل ده بيحصل وعينى عليه ومراقبه.
■ إيه النصيحة اللى دايمًا بتقولها له؟
- معز كان عنده حتة أنانية كده مش عارف جايبها منين! يعنى يلعب بلعب الأطفال كلهم بس محدش يلعب بحاجته، حتى ف المدرسة يروح باللعب بتاعته ويركنها على جنب ويلعب بلعب الناس التانية، ويصرخ لو حد قرب له أو قرب من لعبه، فبقيت أوعيه أكتر أنه لازم يشارك الناس حاجاته زى ما بيشاركهم حاجتهم.
■ بصراحة مين ليه الدور الأكبر فى تربيته.. إنت ولا مامته؟
- التربية مرتبطة بالسن أكتر، يعنى زمان كان دور مامته أكبر بكتير منى، فى سن كده كان لازم يرتبط بيها أكتر، لما كبر شوية جت مرحلتى بقى واتعلقنا ببعض وبقينا نخرج نروح مشاوير سوا ونجيب هدوم سوا ونتكلم راجل لراجل يعنى.. وساعات بنضرب بعض، نسيت أقول دى.
■ هل تربية الأب بتبوظ أكتر؟
- طبعًا، دى معاناتى مع مراتى طول الوقت، لأنها بتقعد معاه ف البيت تربيه وتعاقبه مثلا على حاجة غلط عملها وأنا آجى بمنتهى السخافة أجيب له هدية معايا أو أديله الحاجة اللى بتعاقبه بيها فأهد كل اللى هى بتعمله.
الأب عموما مابيعرفش يربى كويس، لأنه مش صبور ولا حمول زى الأم، وبيحب يشترى دماغه ولا بيطيق الزن والعياط.
■ كتير من النجوم ما بيحبوش يطلّعوا ولادهم فى الإعلام.. إيه موقفك؟
- هو فيه مدرستين، مدرسة بتمنع ده خالص ومدرسة معندهاش مانع. أنا كنت المدرسة التالتة اللى هى مكنتش عايزه يبان، بس هو فرض نفسه واكتشفت أنه عنده كاريزما فضلت إنى أداريها أو أخبيها، وهو شاطر جدا فى إنه يلفت انتباه الناس فى أى مكان.
مرة كنت طالع هوا على الراديو فى رمضان وهو كان معايا صدفة، فجأة وأنا بعمل حوار مع الناس، لقيته دخل على الخط وبيهزر وبيغنى والحلقة اتقلبت مسخرة، ومن ساعة ما الحلقة دى اتذاعت جماهير كتير بتطالب إنه يطلع تانى كتير.
عموما أنا متنبئ له إنه لما يكبر شوية هيبقى عنده حضور أقوى، وهنعمل أنا وهو دويتو جامد.
■ كتير متخيلين إن ابن أحمد يونس أكيد أبوه بيحكى له قصص رعب قبل ما ينام.. ده بيحصل؟
- معز عمومًا ما بيخفش من الحاجات اللى بيخاف منها الأطفال اللى فى سنه زى الضلمة أو حتى حواديت الرعب، بس أنا بحكى له قبل ما ينام قصص فيها تعديل سلوك أكتر.
يعنى أحكى له مثلا قصص دايما اسم البطل فيها هو معز، وبحكى له مغامرة هو بطلها ودايما هو فى القصة شقى وبيغلط، واللى لما بيسمع كلام أهله بيبقى كويس ويتعاقب فى الآخر عشان ماشى بدماغه.
■ تفتكر أطفال اليومين دول لسه بتفرق معاهم الحواديت؟
- الأطفال عمرهم ما هيتغيروا، هات أى طفل بيعمل أى حاجة وقول «كان يا ما كان» هتلاقيه ساب اللى ف إيديه وباصلك بانتباه. أنا شايف إن الحواديت هى أسهل وسيلة تعليم وأمتعها بصراحة، وأنصح كل الآباء والأمهات يجربوها.
■.. وهو بيحكيلك إيه؟
- بيحكى لى حكايات كلها متخلفة عقليا، ومالهاش أى علاقة ببعض، بس أنا بحبها. أنا معاه بنسى خالص إنى كبير وبنسى خالص فرق السن بينا وبحس إن أنا الطفل وهو الأب.
■ يعنى نقدر نقول مين بيربى مين؟
- إحنا الاتنين بنربى بعض، هو علمنى الصبر وإنى أبطل زعيق على الفاضى والمليان وأهدى على نفسى شوية فى الحياة، لأنى طول الوقت متهور ومعنديش خُلق لحاجة وبايع القضية ودايما بمشى وما بطيقش الصبر.
أنا اكشتفت إنى لما بقيت أب إن حاجات جوايا كتير اتغيرت، وإن الأبوة مش سهلة زى ما كنت متخيل.
■ لو جه معز وقالك «أنا مصاحب بنت» هتعمل إيه؟
- وحياتك حصل.. كان بيعرّفنى على زمايله فى الفصل ولقيت بنت كده لازقة فيه عرفت إنهم مأنتمين، جيل آخر زمن.
■.. ومعجباته عاملين إيه؟
- معجباته أكبر بكتير من أبوه، وبيجيله هدايا أكتر بكتير منى، وبغير منه عشان راجل مُبخت ومُرزق من يومه.
■ إيه الصفة الحلوة اللى تحب ياخدها منك؟
- أنا منضبط فى شغلى بشكل مرعب، ونفسى يكون كده فى حياته، بس برضه مش عايز الوظيفة تاكل عمره ما زى ما كلت عمرى.
■ وإيه الصفة الوحشة اللى ماتحبش يورثها منك؟
- أنا شخصية مزاجية أوى، وعيبى إنى مليش صاحب، يعنى تبقى حبيبى النهارده يحصل موقف تافه بينا أقلب عليك وأشيل منك أوى، حتى لو الموقف مش مستدعى ده كله، وبكابر إنى أروح أصالح حد أنا مزعله، وبستنى هو اللى ييجى يصالحنى.
■ أول حاجة بتسأل عليها فى مدرسته إيه.. درجاته؟
- درجاته آخر حاجة ببص عليها، دايما ببص على سلوكه مع زمايله والمدرسين. معز كان أول ما دخل المدرسة بيضرب زمايله وبيشوط ف المدرسين، وتابعنا مع دكتور قال إن عنده «فرط حركة»، يعنى نشاط زايد وانتباه قليل لأنه مشتت، بالإضافة إلى إنه مش اجتماعى ومايتفاعلش مع فعاليات المدرسة خالص، وده بيتعالج أول بأول.
■ إيه الفرق بين مدرستك ومدرسته؟
- يا عم هو إحنا كنا فى مدارس! إحنا كنا فى سجن، معز مدرسته فيها حمام سباحة وملعب اسكواش و١٥ طفل فى الفصل. إحنا كنا بنقعد أربعين واحد ف الفصل وأربعة فى التختة وطابور مدرسة وحاجة تعذيب، إحنا كنا جيل ساندويتشاته طعمية وحلاوة وده جيل «اللانش بوكس» اللى فيه نوتيلا وبانيه وناجتس.
■ وإيه رأيك فى موضة دروس «الكى جى» بتاعة اليومين دول؟
- كلام فاضى والله.
■.. بتعاقبه إزاى؟
- هو مستفز جدا الحقيقة، يعنى مثلا أقرر إنى مكلموش أو آخد منه الآى باد، ألاقيه بمنتهى العِند قاعد عامل شخصيات وهمية وبيكلمهم وبيهزر معاهم ولا كإنه فارق معاه إنه يبقى لوحده، يعنى ممكن يعمل من الكنبة شخصية يكلمها معندوش مشكلة.
■ إمتى بتقوله «لِم نفسك يا مززو»؟
- لما بيبتز الناس عاطفيا عشان عارف حبهم ليه، وبيطلب حاجات بيبقى عايزها تتنفذ حالًا، لدرجة إنهم مسمينه فى العيلة «عبدالجبار».
■ وإزاى بتعرف إنه عايز منك حاجة؟
- أول ما ييجى يبوس إيدى ويحضنى ويصحينى من النوم بحنية بقوله «بلاش الحبتين دول إنجز عايز إيه».
■ وإمتى بتعرف إنه عمل مصيبة؟
- أول ما ألاقى البيت ساكت كده وهادى وقاعد ف حاله ومحدش سامعله صوت بقوله «قولى هببت إيه من سكات».
■ هل الجيل ده صعب إرضاؤه؟
- جدًا، يعنى إحنا كنا غلابة؛ حتة شيكولاتة كورونا بتجيلنا هدية كانت بالدنيا وما فيها، إنما دلوقتى تجيب للطفل هدية بالشىء الفلانى يكسرها بعدها بساعة ويقولك زهقت. إحنا اتظلمنا؛ لا عرفنا أعياد ميلاد ولا فُسح ولا كيدزانيا ولا ملاهى فطلعنا راضيين بأقل حاجة.