رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

3 مواقف من حياة الفنان الراحل جميل راتب

جريدة الدستور

كان لجميل راتب ذلك الحضور القوي والمدهش، والذي مرة بعد مرة يصبح له ذلك التأثير، وما حدث بموته هو أنه فجر طاقات الناس، ولعب على وتر معرفتهم به، فراحوا يكتبون على صفحاتهم بمواقع السوشيال ميديا "فيس بوك" ما يؤكد وجوده القوى داخل أرواحهم.. "الدستور" رصدت عددًا من المواقف التي كتبها رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن الراحل القدير جميل راتب:

مي منصور
قالت الشاعرة مي منصور عن لقاء جميل راتب وسناء جميل ولويس جريس: كان "راتب" قد درس المسرح في فرنسا وعمل أدوارًا على المسرح هناك، وقرر أن يكمل حياته بها بعد احتدام الخلاف بينه وبين عائلته الارستقراطية بسبب التمثيل وقولهم "إحنا ابننا ميبقاش مشخصاتي".
وحدث في أوائل الستينيات أن رأى جميل راتب سناء جميل في فيلمها "بداية ونهاية" وظل يحلم باليوم الذي سيقابلها فيه ويجسدان معا أحد الأدوار، وذهبت سناء إلى فرنسا وتقابل "راتب" مع لويس جريس زوج سناء جميل وسناء، وبعد عودتهم إلى مصر جسد "راتب" و"سناء" شخصيتين في مسرحية "زيارة السيدة العجوز"، وتوالت أعمالهما.
وتابعت "منصور" أن دور مسلسل "الراية البيضاء" كان معروضًا على محمود مرسي وقيل له "أنت ستكون بطلا أمام سناء جميل"، فقال مرسي: "محدش يعرف يبقى بطل قدامها".
ومنح الدور لجميل راتب، وكان يسمى بملك الإعادات لأنه كان يعيد المشهد أكثر من مرة وتكرر الأمر 15 مرة أمام سناء جميل، وكان يلاحظ علو أداء "راتب" وانخفاض أداء سناء جميل، فثارت جدا وقالت له: "أنت بتعلى وأنا بقل".

علي عبد الخالق
قال علي عبد الخالق إن الفنان العظيم جميل راتب قام بدور "البهظ بيه" الشهير في فيلم "الكيف" وعاد لتوه من باريس، وقد قام بالدور دون أن يفهم معظم كلمات الحوار التي كتبها السيناريست المبدع محمود أبو زيد بلغته الخاصة والمميزة، وكان علي عبد الخالق يحاول تبسيط معنى الكلمات حتى يتمكن "راتب" من منحها الانفعالات المناسبة.

هاني المتناوي
قال الفنان المسرحي هاني المتناوي: أول لقاء لي مع جميل راتب كان بمركز الهناجر للفنون، في لقاء مع المخرج المسرحي الكبير "بيتر بروك"، وكان حاضرًا هذا اللقاء أهم المسرحيين في مصر وقتها مثل سعد أردش وأحمد عبد الحليم ولفيف من أساتذة المسرح والمخرجين الكبار لأن اسم بيتر بروك عالميًا يعرفه العاملون بفن المسرح.
اختار بيتر بروك أن يتكلم بالفرنسية لأن الجهة التي وجهت له الدعوة لهذا اللقاء كانت فرنسية، وكانت الدكتورة هدى وصفي شخصيا هي التي تقوم بالترجمة منه وإليه.
وقف "بروك" وتكلم لمدة 20 دقيقة وبعدها فتح المجال للحاضرين للمداخلات معه، وهنا صعد خالد النبوي وقال: "أنت مين أنت يعني.. إحنا عندنا هنا في مصر أساتذة كبار"، وظل يتكلم بشكل يقلل به من قيمة الرجل، ويمتدح سعد أردش والأساتذة الحاضرين، لدرجة أحرجت كل الحضور.
وبعد أن انتهى "النبوي" من مداخلته خرج من قاعة المسرح كلّه، وظل الحضور واجما، واستغرب بيتر بروك والتفت للدكتورة هدى وصفي يستفهم علها تترجم له ما يجرى، وحاولت الدكتورة أن تترجم وكانت مرتبكة لا تقدر على تجميع تركيزها لكي تخرج من هذا الموقف شديد الحرج.
هنا قام جميل راتب وراح للميكروفون وطلب التحدث وكان مثل طوق النجاة للدكتورة هدى وصفي وللأساتذة الكبار، وطرح تساؤلات فنية لبيتر بروك متجاهلا الارتباك الذي حدث، وفي نص كلامه أشار للنبوي بطريقة في منتهى اللباقة والشياكة وسيطر على كل القاعة وعاد بوصلة اللقاء إلى بيتر بروك، في موقف أنقذ فيه كل المسرحيين من أن يوصموا بالانطباع الذي حاول "النبوي" فرضه، وانتقل مستوى الحضور الأكثر للثقافة واللباقة والتواضع والعالمية.