رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بالصور والفيديو.. توقف السياحة يهدد حرفة الخيامية بالانقراض

جريدة الدستور

منذ ما يقرب من 1000 عام، وتحتفظ هذه المنطقة بشكلها وحرفتها، لم تستطيع عوامل الزمن تغييرها منذ العصر الفاطمي.

هذا المكان كان قديمًا إسطبلًا للخيول، وعندما تطأ قدمك شارع «الخيامية» بمنطقة الغورية بالقاهرة؛ تشعر بأنك داخل بوابة زمنية من التاريخ، بأشكال الورش والمحلات ذات الطراز الإسلامي القديم.

أٌطلق على هذه المنطقة اسم "الخيمة" لأن كافة حرفيي هذه المنطقة يمارسونها، ورغم صمودها طيلة هذه السنوات، وتوريثها من الأجداد إلى الأبناء إلى الأحفاد، إلا أن رواد هذه المنطقة يبدون قلقهم من انقراض هذه الحرفة التي عاشت حتى وقت قريب بسبب السياحة، ولكن بعد الركود الذي يشهده قطاع السياحة فإن أصحاب هذه المهنة يعانون ويواجهون أزمات مالية، ومن ثم يخشون على مستقبلها وتوقف توريثها.

«الدستور» تجولت بشارع الخيامية، والتقت محمد فوزى (38 عامًا)، الذي يعمل بمحل أبيه منذ عام 1995 وتوارثها عن أجداده، رغم تخصصه الدراسي في مجال الإنترنت والكمبيوتر، إلا أنه فضل العمل في المحل لحبه للمهنة ولأهميتها.

يقول "محمد" رغم أنني كنت قريبا من دخول الهندسة إلا أنني اخترتها "كنت بحب المهنة من زمان، وكنت بقعد في المحل مع والدي والصنايعية لحد ما اتعلمتها"، مضيفًا أن الأزمة الحالية في السياحة تعد الأكبر، ولها تأثير سلبي كبير على مستقبل الحرفة، لافتًا إلى أن الأزمة بدأت مع ثورة 25 يناير 2011 وكان يعمل في المحل 10 حرفيين، وبعد الثورة اضطر للاستغناء عنهم بسبب توقف حركة البيع "ساعة مذبحة سياح الأقصر سنة 1997 قولنا الدنيا هتقف والمهنة هتنقرض، إلا أن السياحة متضربتش بالشكل ده، هو شهر والحال رجع زي الأول وأحسن"، وذلك لأن هذه الحرفة يقبل عليها السياح فقط: "دا شغل للسياح، مفيش مصري بيدخل يشتري إلا لو هيهادي حد أجنبي".

"مش هينفع أخلى عيل من ولادي ينزل يتوارث المهنة في الظروف اللي احنا فيها".. هكذا رأى "فوزي" مستقبل المهنة في ظل هذه الظروف، متمنيا رجوع السياحة بنسبة 50% مما كانت عليه، لتدب الروح من جديد في هذه المهنة.

وعن مراحل صناعة الخيامية قال: "في المرحلة الأولى نقوم برسم التصميم على ورقة مقواة وتطبيقها بطريقة تسمى(التمن) ثم يقوم بتخريم الورقة وتوضع بودرة مخصصة لطبع الرسم على القماش حتى يقوم الحرفي بعملية التطريز ثم حياكة الخيوط فوق القماش، وذلك لعمل التصميم المطلوب، ثم آخر مرحلة وهي التشطيب وقص الرسمة وعمل البرواز".