رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إساءات سعيد رسلان للنبى والرسل والصحابة وكتب التراث

سعيد رسلان
سعيد رسلان

- رواها تلميذه السابق محمد عبدالحى فى كتاب بعنوان «لهذا تركناه»
نشر الداعية السلفى محمد عبدالحى كتابه «لهذا تركناه.. محمد سعيد رسلان»، الذى رصد فيه ما يقرب من ٣٥ «مخالفة عقدية» وقع فيها شيخه السابق «رسلان»، وتضمنتها خطبه وكتبه. الكتاب يأتى فى ٨ فصول، ٧ منها عرضت هذه «المخالفات العقدية»، والأخير تحدث فيه المؤلف عن الدوافع التى جعلته يطرح الكتاب ويوثق فيه هذه المخالفات.
«الدستور» تستعرض فى السطور التالية ما ورد فى الكتاب من إساءات ومخالفات منسوبة لـ«رسلان»، على لسان تلميذه السابق.

داود يحكم بين الناس بالظاهر دون شهود
زعم «رسلان» أن النبى داود يحكم بين الناس حكمًا ظاهرًا دون سماع شهود، قائلًا: «بل إن داود عليه السلام لما أتاه الخصمان وجلسا بين يديه بعد أن تسورا المحراب، لم يتحقق من المسألة، ولم يسمع لبقية الحجة على لسان الخصم، ولم يطلب شهودًا وإنما حكم فى المسألة حكمًا ظاهرًا، فقال: (قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَىٰ نِعَاجِهِ)، ثم استمر فى الأمر، قائلًا: (وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِى بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ)».
وأضاف «رسلان»: «ليس من الحكم بالحق وليس من الأخذ بالإنصاف أن تحكم بين الناس ولم تسمع إلا نصف شهادة الشهود، وليس من العدل ولا من الإنصاف أن تسمع حجة واحدة، والحجة بغير أختها عوراء».
وتابع: «إن جاءك إنسان وقد فقئت إحدى عينيه، وادعى على الآخر أنه فقأها، فلا تعجل لعله قد فقأ للآخر عينيه»، مختتمًا: «لما حكم داود بالأمر الظاهر ورجع إلى الله رب العالمين أحسن المتاب إلى الله رب العالمين، فتاب الله رب العالمين عليه».


موسى «عصبى».. ومنهج إبراهيم «خاطئ»
اتهم «رسلان» النبى موسى عليه السلام بـ«العصبية»، قائلًا: «بل إنه قبل النبوة لما أن ثار عصبية وحمية وغضبًا لمواطنه على المصرى فوكز المصرى فقضى عليه تاب إلى رشده وعاد إلى ربه».
وطعن فى منهج النبى إبراهيم- عليه السلام، قائلًا: «إن النبى محمد صلى الله عليه وسلم دخل فى عمرة القضية فطاف حول البيت، وفى البيت ٣٦٠ صنمًا ما هيج منها صنمًا واحدًا، تدرى ما هو منهج محمد؟ إنه يكسر الأصنام بدءًا فى قلوب الخلق ثم يكسرونها بأيديهم، أما إبراهيم وهو الخليل عليه السلام، فإنه كسر الأصنام جميعها إلا كبيرهم فعلق الفأس أو المعول فى رقبته فكان ما كان، ماذا كان من أمرهم؟ قالوا: أحرقوه وانصروا آلهتكم، فكانت من حجارة فصنعوها من ياقوت، كانت حجارة فجعلوها من ذهب، لأنها لم تكسر بدءًا وسلفًا فى قلوبهم، وأما محمد صلى الله عليه وسلم فمعول التوحيد واليقين يكسر معتقدات أهل الباطل فى نفوسهم، ثم يكسرونها هم بأيديهم كما فعل الصحابة».

محمد أساء لـ«أيوب» بـ«طُرح على مزبلة»
أساء «رسلان» إلى النبى أيوب عليه السلام، ونسب تلك الإساءة للنبى محمد صلى الله عليه وسلم، قائلًا: «قد صح عن النبى صلى الله عليه وسلم، أن أيوب نبى الله لبث به بلاؤه ١٨ سنة فرفضه القريب والبعيد إلا رجلين من إخوانه، وكان ما كان من عظم البلاء الذى أنزله الله على نبيه أيوب حتى طرح هناك على مزبلة عند قومه، وحتى تحاماه القريب والبعيد كما قال رسول الله». وكذب «رسلان» على العالمين الطبرى وابن كثير، وظهر كذبه على الطبرى حين أسند كل ما قاله فى حق أيوب إليه ولم يقرؤه كما ادعى لتبرئ عهدته، فيما كذب على ابن كثير حين ادعى أنه نقل عنه قوله: «يقول ألقى على مزبلة».

الداعية يشبه صحابيًا بـ«المرأة الحامل»
وصف «رسلان» أحد الصحابة بأنه كالمرأة الحامل وذلك لكبر حجم بطنه، بقوله: «النبى صلى الله عليه وسلم نظر يومًا إلى رجل قد تكورت بطنه وانتفخت كامرأة فى شهرها التاسع على أهبة وضعها، فقال: (لو كان هذا فى غير هذا لكان خيرًا)».
وطعن طعنًا شديدًا فى خلاد بن رافع رضى الله عنه: «يقول صلى الله عليه وسلم للرجل الذى دخل المسجد فصلى فى حضرته فقام وقعد وانثنى وتلوى ثم سلم وجلس: (ارجع فصلِ إنك لم تصلِ)، فقام الرجل كهيئته التى صلى عليها من قبل ثم خرج من الصلاة، فقال له: (ارجع فصلِ فإنك لم تصلِ)، فصلى ثالثًا فأتى بمثل ما أتى عليه فى المرتين الأوليين، فقال: (ارجع فصلِ فإنك لم تصلِ)».
وتابع: «ثم قصد المسجد ودخل فصلى فى حضرة الرسول فقال له فإنك لم تصلِ، لم تصنع شيئًا. ثم قال الرجل فى الثالثة وبعدها: والله لا أحسن غير ما رأيت، فعلمه الرسول كيف يصلى، فقام فصلى على حسب ما علمه، فقال النبى بعد أن مضى الرجل: لو مات على ما كان عليه لدخل النار، لأن الصلاة ليست هوى شخصيًا وليست سلوكًا فرديًا».
واتهم رسلام خلاد بن رافع بأنه يلعب فى الصلاة، متابعًا: «هذا التهريج الذى عشنا فيه دهرًا، إن مت على ذلك الإساءة فى الصلاة، دخلت النار لأن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما جاء الرجل فصلى بين يديه فقال له بعد أن فرغ من لعبه: قم فصلِ فإنك لم تصلِ، فقام فلعب مرة أخرى نفس الذى أتى به المرة الأولى».

أهل أُحد «متمردون».. والأنصار «رجس»
اتهم «رسلان» الصحابة فى غزوة أُحد بالتمرد والتعسف، بقوله: «لما خالف الرماة ونزلوا مع عبدالله بن جبير فى ملمح من ملامح النفس الإنسانية فى تمردها وتعسفها رغم أنهم مأمورون من النبى بألا ينزل واحد منهم، بقوله: و(إن رأيتمونا قد اكتسحنا القوم اكتساحًا ونسفناهم نسفًا)».
واتهم الصحابة بأنهم تسببوا للمسلمين فى أكبر هزيمة، وذلك خلال خطبة بعنوان «غثاء كغثاء السيل» قائلًا: «نسى رسول الله أمر قد علمه الله إياه، وهو معرفة وقت ليلة القدر التى هى خير من ألف شهر على سبيل التحديد القاطع، ذلك الإنساء بسبب معصية بعض رعيته، ولم يكن يضر ذلك كثيرًا على عهد الصحابة لأنهم كانوا مجتهدين فى العبادة، علموا ليلة القدر أم لم يعلموها، ولكن إطلاع أمثالنا على ذلك، يعد أعظم غنيمة وذلك التضييع بالنسبة لنا يعد أعظم هزيمة».
وسب «رسلان» صحابة الرسول من الأنصار، واصفًا إياهم بـ«الرجس النجس» فى خطبة بعنوان «الهجرة هجرتان»: «قالوا الأنصار رضينا بالله قسمًا.. قسمًا وحظًا، النبى قال يا معشر الأنصار لولا الهجرة لكنت امرؤًا من الأنصار، اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار، فبكى الأنصار حتى اخضلت- أى ابتلت- لحاهم من دموعهم، لا تخرج من مآقيهم وعيونهم، وإنما تخرج من ذوات قلوبهم ومن ذوات نفوسهم يطهرون بها، بعدما تمر على ألسنتهم مقالة قالوها لكى يخرج الرجس النجس من مقالة ألقاها الشيطان، مطهرًا ذلك كله فى بحار الدموع والندم، رضينا برسول الله قسمًا وحظًا».

رجال حُنين «متكبرون».. والله حرمهم من النصر
اتهم «رسلان» الصحابة الذين شهدوا غزوة حُنين بأن الكبر دخل قلوبهم وأثر على عقيدتهم، وذلك فى كتابه «حقيقة ما يحدث فى مصر»، الذى يقول فيه: «الصحابة هم الصحابة فى ثباتهم ويقينهم وإيمانهم ومتابعتهم لرسولهم لما نظروا إلى جمعهم، وأعجبتهم كثرتهم فدخل شىء من الإعجاب والعجب بعض القلوب، فمع سلامة المعتقد وصدق المتابعة لرسول الله بالالتزام بالسنة، ظهر شىء من العجب، فقد قال قائلهم: لن نهزم اليوم من قلة، فحرموا النصر أولًا، فكيف بالذين على معتقد باطل؟ يشركون بالله جل وعلا ويعبدون سواه ويتوجهون بكثير من العبادات القلبية والقولية وعبادات الجوارح لغير الله فأنى لهم النصر؟ ثم أنى لهم النصر».
وسخر من أحد الصحابة فى خطبة «الصحابة والرسول القدوة»: «النبى يسألهم ماذا تقولون فى هذا؟ فيقولون: هذا حرى إذا ما خطب أن يزوج، وإذا ما قال أن يسمع له، وإذا ما شفع يشفع، فسكت النبى، ثم مر رجل فى هيئة رثة وهو معدم وكأنه لا يملك شيئًا من عرض الحياة الدنيا وما تستقر الفئران فى بيته لشىء من عرض الحياة، إنما تستقر الفئران فى بيته لحب الوطن كما يقولون، له من المنزلة ما الله به عليم، يقول لهم النبى: ما تقولون فى هذا؟ يقولون: هذا حرى إذا خطب ألا يزوج وإذا ما شفع ألا تقبل شفاعته، أما النبى فيقول: هذا خير من ملء الأرض من ذلك».