رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"نجاتي": الحكومة لا تطبق الشمول المالي بطريقة صحيحة

الدكتور خالد نجاتي
الدكتور خالد نجاتي

وضع الدكتور خالد نجاتي، الخبير الاقتصادي ونائب رئيس الاتحاد الدولي للمشروعات الصغيرة والمتوسطة السابق، روشتة لموضوع لطالما ظل يؤرق الحكومة المصرية في كيفية تنفيذه، وهو سحب السيولة النقدية من الشركات العاملة في القطاع غير الرسمي، وإدخالها للقنوات المصرفية الشرعية وإجبارهم علي استخدام بطاقات الائتمان أو الشيكات مقبولة الدفع، مما سيساهم في تطبيق الشمول المالي بصورة صحيحة، مؤكدًا أن الحكومة تطبق الشمول المالي بطريقة غير صحيحة.

وأكد نجاتي أنه يجب أن يتم وضع إجراءات استثنائية حتي يمكن إجبار هذا القطاع علي التعامل من خلال البنوك، والتي من أهمها إصدار البنك المركزي قرارا بعدم تمكين أي شركة عاملة في السوق المصرية أيًا كان نوع الخدمة التي تقدمها من عمل إجمالي إيداعات مبلغ يزيد عن 50000 جم نقدي في الشهر الواحد، مع إعطاء مهلة زمنية يتم تحديدها وقت اتخاذ القرار، حتي يتمكن أصحاب الشركات من إجراء عمليات الإيداع لأموالهم الحالية، وبعدها يتم تطبيق هذا القرار، وفي هذه الحالة لن يحتفظ أي شخص بأموال نقدية بمبالغ كبيرة في منزله، أو شركته، لأنها لن تقبل منه في التعاملات التجارية.

وأوضح نجاتي أن هذا سيساهم في تحقيق الشمول المالي بصورة صحيحة، ففي هذه الحالة إذا كان التاجر يود تحصيل مبلغ مليون جنيه، علي سبيل المثال، فلن يتمكن من إيداع المبلغ كاملًا لأن قرار المركزي الذي نقترحه يمنع إيداع مبلغ يزيد عن 50000 جم نقدًا خلال الشهر، ومن هنا ستكون الشركات والتجار مضطرين لاستخدام بطاقات الائتمان والشيكات للمبالغ الكبيرة، وهنا تظهر مشكلة ارتداد الشيكات أو رفضها.

وقال نجاتي إن القضاء علي هذه المشكلة سهل جدًا، فهناك جهاز مستخدم بأمريكا منذ ما يقرب من 15 سنة، وهو جهاز مثل ماكينة قبول بطاقات الائتمان المستخدم عند معظم الشركات والتجار، بحيث يقوم البائع بإدخال الشيك فيها وعمل مسح ضوئي لحظي للكشف علي رصيد الشيك، فإذا كان الحساب يحتوي علي رصيد يتم ختم الشيك من الماكينة علي أنه مقبول، وتحويل الرصيد إلي حساب البائع، وفي حالة عدم وجود رصيد كافٍ يتم رفض الشيك، وفي هذه الحالة لن يقبله البائع بالطبع.

وأكد نجاتي أن هذا سوف يحل العديد من المشاكل للاقتصاد المصري، أهمها تفعيل مبدأ الشمول المالي فعليًا، فالعبرة ليست بعدد الحسابات الجارية التي يتم فتحها، بل باستخدام هذه الحسابات، فما الفائدة من فتح مليون حساب بالبنوك ولكن لا يتم استخدامها ولا عمل إيداعات بها؟ كما أن تطبيق هذه الفكرة يساعد وبقوة في التحكم في نسبة التضخم ومعدله، ويزيد كذلك إجمالي المبالغ الموجودة بالبنوك، مما يتيح فرصة أكبر لإقراض القطاع الخاص.