رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"أم على".. طاهية بورش المراكب القديمة في الإسكندرية (فيديو)

المراكب القديمة
المراكب القديمة

بمجرد عبورك بوابة ورش المراكب القديمة بمنطقة الأنفوشي في الإسكندرية، تستقبلك سيدة خمسينية بابتسامتها الواسعة وكلماتها البسيطة، وهي توصف لك كل ركن من أركان الورش، فهى السيده "أم على" التي تملك عربة خشبية مزودة بأنبوبة غاز لتعد عليها الطعام لعمال المراكب.

تقول "أم على" إن ظروف زوجها العامل البسيط بأحد المصانع في السبعينيات لم يكن يقوى على تلبية الحاجات المعيشية، وعندما عرض عليها أن تعاونه على مشقات الحياة أو أن يحلها من عهدها، رفضت وأصرت أن تكافح معه.

وبالفعل بعد أن تم إحالة زوجها على المعاش المبكر في بدايات الثمانينيات، عاونته في صنع عربة خشبية، وزوداها بمستلزمات إعداد الطعام السريع في الشارع، واتجها سويًا إلى منطقة بحري، باعتبارها مقصد للتنزه، ومكان للعمال بشكل دائم، بالفعل وقفا أمام مسجد أبي العباس المرسي وبدأ في بيع السندوتشات الجاهزه خلال نافذة تلك العربة الصغيرة.

وبعد سنه من البدء اتجها إلى الوقوف داخل ورشة المراكب، حيث أن العمال متواجدين بكثره يوميًا، وهم بحاجة دائمة للطعام بدلا من أن يضطر أحدهم أن يخرج ليأتى بالطعام من الخارج، وبالفعل ذهبا الزوجان ووضعا عربتهما داخل الورشة، حيث تشير "أم على" إلى ما قدمه لهما العمال من ترحيب واحترام، ونفت تماما فرض أى فرد داخل الورشة إتاوة أو إيجار لمكان وقوفهما، بل تقول إنهم خصصوا لها مكانا مناسبًا لوضع عربة الطعام، كي لا تطولها الشمس وجيدة التهوية حتى لا يتلف طعامها سريعا.

"الرزق كان كثيرا، والقليل يكفي لتجهيز الوجبة اليومية، الآن فالرزق أصبح محدود".. هكذا قالت "أم على" حينما سئلت عن الأحوال الاقتصادية، وتضيف أن منذ 25 عامًا، كان الطلب كثيرًا وبالتالى يزيد المكسب، والبضاعة التي تحتاجها كانت رخيصة الثمن، حيث كانت تبيع طعامها من 25 إلى 150 قرشًا، أما الآن فأصبحت المستلزمات باهظة الثمن، وما تربحه من العربة لم يعد يكفي بعد، بل كلما ذهبت لشراء أى نوع من الأطعمة تجده أغلى سعرًا مما كان عليه.

"لن أستطيع منع اللقمة من الناس التي تشبهني".. بهذا الكلام وصفت "أم علي" معاملاتها مع العمال، فهى تشير إلى ظروفهم المادية الصعبة، فتبيع لكل منهم حسب قدرته، فمن لديه جنيه يأكل ومن لديه 10 يأكل، وأحيانا يأخذ بعض العمال طعامهم، ويأجلون الدفع بعد أن يتقاضوا يومياتهم البسيطة.

وتضيف "أم على" أنها كافحت مع زوجها طوال فترة زواجهما، فعلى مدار 25 عامًا كانت تقوم بطهي الطعام بمنزلها وإعداده، بالإضافة إلى واجباتها المنزلية، دون أن تشتكي يوميًا، بل تعتبر ما تقوم به من واجباتها الزوجية أيضًا، إلى أن رحل زوجها منذ أشهر قليلة، ولكنها ما زالت محتفظة بمشروعهما الصغير.