رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"من كاوتش لترابيزة".. قصة مغربي يصنع من "الفسيخ شربات"

جريدة الدستور

يعمل من الفسيخ شربات.. جملة تقال لمن لديهم القدرة على تحويل أبسط الأشياء إلى حالة أخرى، وهذه الفكرة تنطبق على الشاب الأمازيغي محمد خاتو.

نشأ "خاتو" منذ الصبا على إعادة تدوير الأشياء، وقضى طفولته في القرية الأمازيغية "المعدر الكبير" وسط غربي المغرب، فتعلم من خلال الابتكار أنه يمكن إعطاء الأشياء التالفة قيمة أخرى، لا تخطر على بال كثيرين، فعندما كبر استطاع تحويل عجلات السيارات المطاطية التالفة إلى كنبات ومقاعد وطاولات يعمُّها الأسود المتوهج، وديكورات بتصميمات أنيقة تتخلل أشكالها توليفة من الألوان.

الشاب الجامعي محمد خاتو، أوضح أنه ظل شغوفًا بفكرة تدوير الأشياء وركز مجهوده في تحويل العجلات إلى قطع ديكور عصرية للمنزل، وأثاث داخلي وخارجي، وذلك بعد إتاحة الفرصة له في العمل بشركة ما عقب الانتهاء من دراسته، وبمساعدة أحد مهندسي الديكور له، أكسبت "خاتو" خبرة في مجال التصميم والديكور، وألهمته بأن يبدأ مسافة الألف ميل بخطوة واحدة على حين غرة، وبدأ في الحد من مصير عجلات السيارات التي تملأ المكان، متسائلًا هل سيرميها في الحفر خارجًا أم سيوقد النار فيها، أو لم لا يعيد تقطيعها وتحويلها إلى شيء قابل للاستخدام.

وفي عام 2004 بدأ خاتو العمل بتحويل عجلة سيارة إلى طاولة طعام، ونال إشادة أفراد العائلة وإعجابهم بعمله، وزائرو المنزل، وشجعوه على المضي قدمًا في هذا الأمر، وبعد أن قرر خوض التجربة بتوفير مكان لعمل أثاث خارجي يضم طاولات وكراسي وبعض الديكورات المنزلية، فرصة اعتبرها خاتو نادرة، ممسكًا بها ومبدعًا في إنجاز المطلوب فيها، إذ حظي بالتنويه الكافي للانفراد بعمله أو بالأحرى ابتكاراته وإنشاء مقاولته الذاتية عام 2013.

أخذ خاتو الطريق منفردًا شاعرًا بالفخر في التطور من خلال مشروعه، بعد أن وظف معه أربعة أشخاص، فلا يعتمد على العجلات الجديدة في ديكوراته، فصميم المبادرة هو استغلال العجلات التالفة في أمور قابلة للاستعمال، لذلك فهو يشتري العجلات المستعملة من جامعي القمامة الذين ينقبون في مخلفات القمامة، وذلك من خلال توصيته لهم بجلب أكبر كمية عثروا عليها، ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعي استطاع أن ينشر فكرته بين الكثير حتى وصل إلى عملاء في الكثير من البلدان الأوروبية والعربية.