رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مناسك الشوق إلى الجنوب

جريدة الدستور

تخيل..
أنك تغسل عطشك
بنشاشة الفيروز
ويكون وجهك مسورًا
بناعور الحزن
وتومئ إلى بحر
آيل للمجىء
فتعمدك نديات الغبش
وهدير من صباحات
آيلة للروح
والكثير من النيات الطيبة
ثم قليًلا
مثل الغيمة
تتوسد على حنو نخلة
نسجت خضرة أيامك
لترهف بعشبة برد
تخيل
وأنت متكئ لا محالة
على أيقونة موال
وتتغنى
بسرابيل الفسائل
وبعض من إكليل رطب
فيساقط عليك الضوع
جنيًا
جنيًا جدًا
تخيل أن ثمة ربيعًا آخر
لحفاوة السنابل
ويأخذك مهب ارتياب
لسرب مهاجر
فتلتهمك
ارتجافة أصابع «البردى»
لتتعرش أوداجك
بالطين الحر
تخيل هذا من سابع قلب
وأنت طرى العود
واستدر «الهيل»
من عبا أرخبيل
وعض هذه الحشرجة
فى آية «مشحوف» لائذ
وتباكر مع كل خفقة
رغيف خبز حار
على ملح الأصابع
دع القصب الطرى
يتأرجح
لاصطياد ناى قصى
يمعن فى فورة
بوصلة تتراقص
على فراسة الهوى
فتسامر فيك مجاديف
على أكفها
آنست الحباحب
أعشاشها
هنا
كل آية السمار
وحمة من نعومة الندى
ومن الشمس
يحلو لك النوم
فى لين الشجى
تناسل من سلالة الطيبين
صلاتك
وتمادى فى وجل
يعاضل
رفرفة الماء
إلى القلب
كل مرابض العشق
تحلق هنا
وتمخر إلى قيلولة النوارس
لاهية فى مرافىء الروح
تنفس
أجنة الندى
واستطابة الهور
فى فرسخ أغنية
هدهد ضفائر
حرزك الجنوبى
واعنها على مصافحة
سنبلة لا تستثير
بغيض الوردة
فكلاهما يدغدغ عطر التراب
وستجد أن ما من أحد
أوصى بترافة النفح
على رمس الليل
غير قناديل الجنوب
ربما ستقصى هيبة العصافير
زقزقة المطر
ربما ستكتمل
أناقة «الدشاديش»
قى رقة الغزل
فكن أول من يشذى
وحشة الأعزل
ومن زخة موال
ومن فرط التناهيد
زف دمك للحياة
واحتشد لوشيجة الحناء
أواب الروح
فهذا نزيف الضوء
فى الشوق.