رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

القصة الكاملة للشاب الليبي الذي سبّ نساء مصر

الشاب الليبي
الشاب الليبي

"ألفاظ نابية، تهديدات، واعتراف بتسبب فتاة في الانتحار" هذا ما ورد في مقطع فيديو سافر مُدته دقيقة ونصف لشاب ليبي مقيم في مصر، يُدعى "معز الرمحي"، أكد شعوره بالفخر بعد إرساله صورًا عارية لزوج فتاة كان على علاقة بها ما تسبب في انتحارها، واصفًا جنس السيدات بأنه "جنس وسخ"، مكملًا حديثه في الفيديو "أقسم بالله الجنس ده جنس أقذر مما تتخيل".

وفي دعوة تحريضية صريحة له، نادى الشاب الليبي بضرورة التحرش بالسيدات في الشوارع خاصة "الفيمنست" الناشطات منهن، قائلا إنهن يخلعن الحجاب لإثارة الشباب عليهن، مطالبًا الشباب المصري بتصوير هؤلاء الفتيات في الشوارع ونشر صورهن على السوشيال ميديا، مختتمًا حديثه في الفيديو بالدعوة إلى دفن الفتيات مثلما كان يحدث قديمًا.

وعقب انتشار هذا الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، أثار غضب العديد من الفتيات اللاتي شعرن بالإهانة والخوف الشديد مما احتوى عليه الفيديو من دعوات تحريضية ضد بنات مصر، بألفاظ نابية، يعف اللسان عن ذكرها، فلم يكتف هذا الشاب بالتحدث في فيديو فقط، بل أيضًا سخّر حساباته على السوشيال ميديا لإهانة الفتيات ليلًا ونهارًا دون سبب واضح لما يفعله.

"طبيب نفسي يصفه بالمريض العقلي.. مشكلته وراها بنت"
قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن ما قاله هذا الشاب الليبي، ما هو إلا صورة انتقامية لموقف تعرض له، ويمكن أن يكون هذا الموقف تعرض له من فتاة مصرية، لذلك فهو يسب كل النساء كأحد أشكال الانتقام المتاحة له.

وأضاف فرويز لـ"الدستور"، أن هذا الشاب موتور ومريض عقلي، ويجب أن يتم التحقيق معه في ظل وجود كشف نفسي واختبارات للكشف عن قواه العقلية قبل أن يرتكب كوارث أخرى، مضيفًا أن مشكلة هذا الشاب يحتمل أن تكون أزمة عاطفية، نتيجة للطريقة التي يتحدث بها عن النساء، والتي تكشف عن مدى النار والغضب الكامن بداخله، لذلك يريد الانتقام من جميع الفتيات، ولكنه سيضع نفسه تحت طائلة القانون كونه يسب نساء مصر وهو مقيم في مصر.

"مؤسسة المرأة الجديدة: تقدمنا بشكاوى للمجلس القومي للمرأة"
قالت الدكتورة لمياء لطفي، مدير البرامج في مؤسسة المرأة الجديدة، إنه فور مشاهدة هذا الفيديو الذي نشره الشاب الليبي، قامت بالمشاركة مع مجموعات نسائية بتقديم مجموعة من الشكاوى إلى المجلس القومي للمرأة، منذ يومين وقت انتشار الفيديو، لاتخاذ المجلس الإجراءات اللازمة للرد على هذا الشاب، وحتى يتواصل المجلس مع الجهات المعنية بهذا الأمر، سواء وزارة الداخلية أو وزارة الخارجية، لإلقاء القبض على هذا الشاب وإما ترحيله أو تقديمه للمحاكمة في مصر، حتى ينال العقاب اللازم له.

وأضافت "لطفي"، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إن الشاب نفذ مجموعة من الجرائم، أولًا التشهير بالبنت المصرية من خلال نشر صورها على صفحته وحكاية قصتها، وثانيًا ابتزازها كما قال في الفيديو بنشر صورها، وثالثًا دفعها إلى الانتحار بعد إرسال الصور إلى زوجها، ورابعًا التحريض على الكراهية والعنف من خلال نشره هذا الفيديو، وخامسًا سب وقذف النساء المصريات وهي مجموعة من الجرائم ستجعله ينال عقابًا صعبًا وكبيرًا.

وطالبت مدير البرامج في مؤسسة المرأة الجديدة بضرورة الإسراع في خطوات إلقاء القبض على هذا الشاب، وتقديمه للمحاكمة، حتى يكون مثالًا رادعًا لغيره ممن تسول له نفسه العبث مع النساء المصريات.

"السب والقذف.. عقوبة تواجه الشاب الليبي"
كشف الدكتور أحمد مهران، أستاد القانون العام ومدير مركز القاهرة للدراسات السياسية والقانونية، أن العقوبة القانونية التي يمكن أن يواجهها الشاب الليبي صاحب فيديو الابتزاز والتشهير ببنت مصرية، هي "عقوبة السب والقذف في نساء مصر".

وأضاف مهران، لـ"الدستور" أنه ليست هناك مسألة قانونية يمكن أن يتم توقيعها عليه، بشأن ابتزازها حتى الانتحار، لأن القانون المصري يعاقب على الشروع في الانتحار وليس الانتحار الكامل، وذلك كونه لم يدفعها على الانتحار بشكل مادي.
وتابع أستاذ القانون العام:"مفيش عقوبة عليه إلا السب والقذف في نساء مصر، لكن المسألة القانونية تقع على البنت، وإذا كانت على قيد الحياة كان يمكن لزوجها إتهامها بالخيانة".
وأوضح مهران أن جريمة إهانة الشاب الليبي للمصريات، هي قضية جنح، وقياسًا عليها جريمة منى المذبوح، حيث تكون عقوبة الجنح الحبس لفترة من "يوم إلى 3 سنوات"، بحسب قرار النيابة وصحة الاتهام، مبينًا أنه في حالة إصدار الحكم عليه، سيتم تنفيذ العقوبة عليه في مصر، بنص المادة واحد من قانون الجنايات، الذي ينص على أن من يرتكب جريمة داخل القطر المصري تتم معاقبته على أرض مصر، ولكن يمكن للحكومة المصرية تعمل على ترحيله قبل إصدار الحكم عليه، ويرجع ذلك إلى قوة العلاقات بين مصر وليبيا.