رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

4 أمراض نفسية واجتماعية تسببها ألعاب الفيديو العنيفة

جريدة الدستور

أصبحت ألعاب الفيديو جزءا من الحياة العصرية. لدرجة أن بعض الدراسات أكدت أن 97٪ من المراهقين في الولايات المتحدة الذين تتراوح أعمارهم مابين 12 و 17 عامًا يشارك في أحد الألعاب الإليكترونية. ومثل أي شيء آخر فإن ممارسة هذه الألعاب يؤثر على من يلعبها. فما بالك إذا كانت الألعاب عنيفة؟

إن ألعاب الفيديو العنيفة أصبحت شائعة بشكل لا يصدق، رغم تأثيراتها السلبية على سلوك الأطفال والمراهقين، وفيما يلى نستعرض أهم التأثيرات السلبية لألعاب الفيديو العنيفة:

1 – الميل للعنف:
على مدى عقود ظل السؤال التالى مطروحا: هل يؤدى الاشتراك في ألعاب الفيديو العنيفة إلى زيادة الأعمال العدوانية والعنيفة في الحياة الواقعية؟
وقد ثبت أنها تفعل ذلك، فرؤية صور العنف بصريًا لها تأثير واحد، ولكن المشاركة في ألعاب الحركة وممارسة اللاعب الأعمال العنيفة تسهيل العنف ويجعل اللاعب يشعر بالتمكين والسيطرة، ويجعله يريد أن يشعر بهذه الأشياء في الحياة اليومية الحقيقية.
وقد أثبتت الدراسات أن ممارسة الألعاب يمكن أن يثير الحافز العدواني والسلوك العدواني على المدى القصير. ويمكن أن يصبح الشباب الذين يمارسون الألعاب أكثر عدوانية، ويقاس هذا بحجم الاشتباكات مع الأقران.
إن هناك فارق بين العدوان والعنف فمصطلح العدوان يشير إلى استعداد المرء لمهاجمة أشخاص آخرين أو مواجهتهم، مع التصرف بشكل سلبي وسليم بدون أي سبب حقيقي للقيادة. فيما يشير العنف إلى أفعال جسدية أو إثارة أفكار تهدف إلى إيذاء شخص آخر أو إلحاق الضرر به. وعلى الرغم من اختلاف المعنيين قليلاً إلا أن ممارسة ألعاب الفيديو العنيفة تزيد العدوان والعنف لدى الأطفال والمراهقين. وتدعم جمعية علم النفس الأمريكية هذا الرأى مؤكدة أن المشاركة في ألعاب الفيديو العنيفة تزيد من نزعات الحياة الحقيقية لتكون عنيفة وعدوانية.

2 – العزلة الاجتماعية:
لا يقتصر دور ألعاب الفيديو العنيفة على زيادة عنف الأشخاص في الحياة الواقعية فحسب، بل إنه يزيد أيضًا من العزلة الاجتماعية، وهو أمر غير إيجابي. فإذا كنت تمارس ألعاب الفيديو دائمًا، فمن المحتمل أنك لن تقوم بالتواصل الاجتماعي أو التواصل مع أشخاص آخرين في العالم الخارجي؛ أما إذا كنت شخصًا معاديًا للمجتمع فمن المرجح أن تشارك في لعبة فيديو عنيفة. وهذا ما يؤكده مجموعة من الباحثين ومنهم: أليساندرو جاباديني وباولو ريفا .
وبشكل عام فإن الإقصاء الاجتماعي يزيد من تفضيلات الألعاب العنيفة، والجمع بين الإقصاء واللعب العنيف يؤديان إلى نزعات عدوانية. أما الذين لا يمارسون ألعاب الفيديو فهم أكثر اجتماعية، لأن لديهم الوقت الذى يقضونه مع الآخرين.

3 – إنعدام التعاطف:
هناك تأثير آخر لألعاب الفيديو العنيفة هو أنها تقلل من الشعور بالتعاطف بين الشباب الذين يلعبون هذه الألعاب.
أيضا ممارسة ألعاب الفيديو العنيفة يجعل الأطفال أقل قدرة على التحكم بعواطفهم، فالتركيز فى عالم الفيديو جيم وهو عالم مزيف، سيؤدي إلى جعل اللاعبين قادرين على فصل أنفسهم عن الواقع. هذا بدوره سيغير عقولهم بطريقة تفصلهم عما يشعرون به، مما يجعل اهتمامهم بالآخرين أقل، ويصبحون غير مدركين لعواطفهم الداخلية، وهذا النوع من التأثير العاطفي معقد وخطير للغاية.

4 – الإدمان:
وهناك تأثير سلبي آخر يتمثل في ممارسة ألعاب الفيديو العنيفة، وهو احتمال أن يؤدي ذلك إلى أن يصبح الأطفال والمراهقون مدمنين عليها. فالتكنولوجيا شيء من السهل جدا أن ندمنه. ولذلك تدرس منظمة الصحة العالمية إضافة "اضطراب الألعاب" إلى قائمتها الخاصة بظروف الصحة العقلية.
على الرغم من أن ألعاب الفيديو يمكن أن تحسن مهارات الأطفال والمراهقين بل وتخلق بشكل إيجابي شعورا جديدا بالذات، إلا أن ذلك لا ينطبق على ألعاب الفيديو العنيفة، فالمقدار الكبير من التأثيرات السلبية لابد وأن يطغى على التأثيرات الإيجابية المحتماة، ولا يستحق الأمر أن نعرض شبابنا لهذه الأنواع من ألعاب الفيديو.