رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أبوزهرة: تشبيهى بـ«فريمان» لطيف.. بس ليه مكونش أنا أحسن منه؟!

حوار-عبد-الرحمن-ابو-زهره-تصوير-طارق-الجباس
حوار-عبد-الرحمن-ابو-زهره-تصوير-طارق-الجباس

- غير مقتنع بـ٨٠% من النجوم الحاليين.. وبدأ يكره شخصية المعلم سردينة

«أنا عشان زهقت منك ومن إلحاحك قابلتك».. بهذه الجملة قابلنى الفنان الكبير عبدالرحمن أبوزهرة فى منزله بالعباسية. فبعد ٤ أشهر من المحاولات للقائه وبعد توسطات كثيرة من مدير أعماله عبداللطيف يوسف، فتح «الحاج سردينة» قلبه لـ«الدستور» أخيرًا، وهو المقاطع فى الأغلب لوسائل الإعلام والصحف. هنا يتحدث «على طبيعته» بروحه الحكيمة المتشبعة بالفكاهة والسخرية، عن مشواره الفنى الطويل ورأيه فى الجيل الحالى، وذكرياته فى المسرح والسينما والتليفزيون، ورأيه فى الشعبية الكبيرة لشخصيته الأشهر إبراهيم سردينة.

■ هل ظلمت نفسك كونك قضيت ٣٥ سنة من عمرك ممثلًا مسرحيًا ولم يعرفك التليفزيون إلا بعد سنوات طويلة؟
- «المكان اللى بتحبه مش ممكن تظلم نفسك فيه». وأنا لولا المسرح ما عرفنى الوسط الفنى. المسرح القومى فى السبعينيات كان حلما وشرفا لأى فنان الانضمام له.
كان له هيبة وثقل، ويكفى أنك تقدم مسرحية فتعرض لمدة ثلاثة شهور كل يوم كاملة العدد، ويراك هذا الكم من البشر وأنت تمثل أمامه مباشرة دون حاجز.
أنا سعدت بكل الأعمال التى قدمتها على المسرح الغنائى والكوميدى والتاريخى والتراجيدى، ولو عاد بى الزمن لبدأت من المسرح أيضا. «أنا حبيت المسرح والحاجة اللى أحبها أديها حياتى».
■ ولكن أليست السينما هى التى تصنع ذاكرة للفنان فى التاريخ الفنى؟
- أنا لم أختر الطريق، الطريق هو الذى اختارنى طوال الوقت. صدقنى لم أقرر قرارا واحدا فى حياتى، ولم أكن أعرف أصلا أننى سأكون ممثلا. كنت شخصا خجولا جدا وبدأت التمثيل على استحياء، بالصدفة، حتى نصحونى أن أدخل معهد فنون مسرحية وكنت وقتها فى كلية الآداب فحولت للمعهد.
فى أداء الاختبارات انبهرت اللجنة بأدائى وقُبلت فى المعهد، ومنه وجدت نفسى فجأة على خشبة المسرح القومى، وفجأة أيضا وجدتنى أمثل دراما تليفزيونية ثم وجدتنى أمثل فى السينما.
والله لم أخطط لأى شىء، أنا فقط فعلت ما أحبه. أما بالنسبة للسينما فأنا أعتبر نفسى خارج ذاكرتها، لأننى لم أقدم أعمالا كثيرة. ولكن فى نفس الوقت الأعمال القليلة التى قدمتها نلت عنها جوائز كثيرة. فيلم «أرض الخوف» مثلا قدمت فيه أربعة مشاهد فقط ونلت عنه أربع جوائز، يعنى بمثابة جائزة عن كل مشهد.
■ هل ترى أن تكريم وزارة الثقافة لك تأخر جدًا؟
- أنا رجل مؤمن بالله وبأن كل شىء يأتى فى وقته، وقد كُرمت كثيرًا ولا أظن أن فنانا قد نال مثل تلك الدروع وشهادات التقدير التى أمتلكها.
■ قلت إنك تتمنى الموت على خشبة المسرح رغم ابتعادك عنه منذ أكثر من عشر سنوات؟
- فعلا، أنا غايب منذ سنوات، ولكن ها أنا أعود بمفاجأة مع السيدة سميحة أيوب والمخرج خالد جلال قريبا، وبالمناسبة هو مخرج «جامد جدا».
■ كثير من نجوم الصف الأول حاليًا بالسينما والتليفزيون «معتّبش» خشبة المسرح، ولم يقف عليها.. ما تعليقك؟
- «خسروا كتير أوى».. المسرح هو الذى يعطى الوزن الحقيقى للفنان. على المسرح تكونت ثقافتى لأننى قدمت كل الأعمال العالمية الروسية والإنجليزية. وحتى يوم الإجازة بالمسرح كنا نجتمع فى بيت أحدنا ونقيم جلسات النقاش فى الدين والفن والأدب وكانت هذه القعدات تضم قامات مثل صلاح عبدالصبور ومحمود دياب وعبدالرحمن الشرقاوى. بالإضافة إلى ذلك، كنا جيلًا يقرأ، أنا فى مكتبتى أكثر من ٢٥٠٠ كتاب قرأت أغلبها، ونور الشريف كان دائما ما يقول إن الموهبة بلا ثقافة هى لا شىء، وأظن أن هذا ما ينقص الجيل الحالى من الفنانين.
■ ما تحفظاتك عليهم تحديدًا؟
- أستعجب جدا من نجوم هذه الأيام، لم أذهب فى مرة لتأدية مشهد إلا وأجد أنهم يذاكرون المشهد فى البلاتوه، وأحيانا تكون هذه هى القراءة الأولى لهم، فى الوقت الذى تعودت فيه أن أذهب للبلاتوه وأنا مذاكر الحوار وحافظه بأداء الشخصية وانفعالاتها.
وبجد، «يا نحسه اللى يكون ليه مشهد معايا وهو مش حافظ». أذكر أننى تشاجرت مع أحد النجوم البارزين لأنه لم يكن حافظًا للمشهد، وقد أعدناه أكثر من مرة لأن «النجم مش حافظ الحوار».
■ بشكل عام أكثر.. ما الفرق بين البلاتوه الآن والبلاتوه زمان؟
- «مفيش أوجه شبه أصلا. زمان كنا نتعب فى التمثيل، نتعب بجد، أنا إلى الآن وبعد تلك السنوات ومئات الأعمال تظل أخطر لحظة عندى هى أول يوم تصوير، لأنى أكون مرعوبًا ومتوترًا وأحلم بالشخصية وأتكلم بلسانها وناسى أصلا أنا مين، عكس نجوم «اليومين دول، اللى بيدخل البلاتوه وهو بيقول: «يا أرض اتهدى ما عليكى أدى، وهو مش عارف هو جاى هيقول إيه».
■ ما تقييمك لنجوم المرحلة الحالية؟
- غير مقتنع بـ٨٠ ٪ منهم على الأقل. الموهبة بتاعة ربنا والاجتهاد فعل بشرى وأنا أرى أنهم لا يجتهدون. الجيل كله مخارج ألفاظه سيئة، «الحرف مش طالع والحروف بتتزحلق فى بقه، ومايعرفوش يفرقوا بين الثاء والذال والظاء والدال والميم والعين والغين». أتحدى أغلبهم أن يقول «أ ب ت ث» بطريقة صحيحة.
■ ما الفرق بين الفنان والنجم؟
- الفنان تحميه الموهبة فقط، أما النجم فتتم صناعته. بمعنى أنه لا بد أن يكون «جان، طويل، ووسيم»، ويمكن أن تكون موهبته ضعيفة ولكن يتم تصنيعه وتصديره للمشهد العام، مثل عمر الشريف مثلا فى بداياته قبل أن يتطور ويصبح تمثيله قويًا.
■ لماذا قبلت دور «المعلم سردينة» فى «لن أعيش فى جلباب أبى» رغم اعتذار عدد من الفنانين عنه لأنه فى ١٠ حلقات فقط؟
- أحمد توفيق المخرج كان أعز أصدقائى، كلمنى فى التليفون وقال لى بالنص «انزل يا قفل.. عايزك فى دور ومش هتندم»، وكانت ثقتى فيه كبيرة، وفجأة وجدت نفسى أرتدى ملابس الشخصية وأمثل أول مشهد دون فهم، حتى استوعبت الدور وعرفت الشخصية.
وأذكر أنه بعد الحلقة العاشرة وبعد موت الشخصية، تلقيت مكالمات كثيرة تبكى لموته، منهم سناء جميل التى كانت شديدة التأثر بموته وقالت لى: «حرام والله يموت.. ليه كده؟!».
■ وقت عرض المسلسل.. هل نجح الدور مع الناس؟
- نعم، ونجاح لم أتوقعه فى حياتى. أثناء عرض المسلسل كنت فى كندا مع ابنتى، وأول ما خطت قدماى مطار القاهرة هجم علىّ الناس صارخين «سردينة».
■ ما رأيك فى استعادة الشخصية الآن على صفحات «السوشيال ميديا»؟
- بدأت أكرهه، لأننى أشعر أن الناس لا تتذكر لى أى أعمال غيره.
■ دور «سكار» فى «ليون كينج».. هل كان محاولة تواصل مع الأجيال الجديدة؟
- فعلا وفوجئت بنجاحه الضخم فى كل الدول العربية، وتم تكريمى من «والت ديزنى» كونى أفضل من قدم تلك الشخصية فى النسخ المترجمة. وقد تم تنفيذ أغنية سكار فى أسبوع كامل.
■ أخيرًا.. ما رأيك فى تشبيهك بالممثل العالمى مورجان فريمان؟
- تشبيه لطيف، بس ليه مكونش أنا أحسن منه؟!.
■ لماذا يقول الفنان رشوان توفيق إنك ولى أمره؟
 رشوان طيب جدًا وأنا صايع جدًا. الحكاية إننا كنا فى الأردن نمثل عملًا فنيًا وأعطانى المنتج كامل حقوقى ولأن رشوان طيب أعطاه المخرج نصف أجره فقط، وقال له «معاييش إلا دول»، وعندما أخبرنى رشوان بذلك غضبت ودخلت على المنتج وكسرت عليه الباب وقلت له «ياخد فلوسه كلها»، وبالفعل تم ذلك، ومن وقتها يقول رشوان «أبوزهرة هو ولى أمرى فى الشئون الفنية».