رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حقائب مدرسية مصرية تنافس في الأسواق العالمية (فيديو)

جريدة الدستور

تعتبر الحقائب المدرسية من أهم المنتجات التي يسعى الأهل لتوفيرها لأبنائهم مع بداية كل عام دراسي، وقامت "الدستور" برصد كيفية تصنيع هذه الحقائب في أحد المصانع.

في البداية قال حسين فايق، صاحب شركة يارا لصناعة الشنط المدرسية: إننا بدأنا هذا المشروع في عام 1968 وفي البداية كنا نعمل مع بعض الورش في صناعة الشنط، جزء من العمال عمل على تعلم هذه الصنعة من أجل توسيع هذا المجال وجعل مصر تتميز بهذه الصناعة مثلما فعلت الصين في تطوير الصناعات المختلفة لديها والتميز بها.

وأضاف أنهم كانوا يعطون الورش "الأساليب والتصاميم" حول كيفية إنتاج شنطة مطابقة للمواصفات العالمية وكيفية تقفيل الشنط بطريقة متميزة حتى ننافس المنتجات الأجنبية، وأن الطلبية كانت تؤخذ على حسب عدد الماكينات وقوتها الإنتاجية.

وصرح بأن أول تجربة كانت عام 86 وكللت بالنجاح فقد عملوا على تجنب أسلوب الأسواق المصرية حتى يتميزوا بالجودة لأنها سوف يوضع عليها عبارة "صنع في مصر"، وبعد ذلك تعاقدوا مع بعض الشركات العالمية حتى يستطيعون الخروج بشكل نهائي متميز للشنطة، وفي 1992 قاموا بالتعاقد مع 15 ورشة، وكان دورهم في الاتفاق مع الشركات العالمية يتلخص في إعطائهم المواد الخام وإرسال مراقب جودة، وكانت هذه الفكرة مناسبة جدًا لجعل الورشة تكبر بشكل علمي صحيح حتي يصلو للتميز المطلوب.

وأضاف أن عليهم التسويق وفي آخر 15 سنة فتحوا مصنعًا خاصًا بهم لأنهم بدأوا في التصدير لشركات خارج مصر مثل فرنسا وإنجلترا وبعض الدول العربية، وكان من الضروري إنشاء مصنع من أجل الزيارات التي كانت تقوم بها الشركات حتى يتأكدوا أن المنتج الخاص بهم يصنع بالمواصفات المطلوبة مع احتفاظهم بتشغيل أكبر عدد من الورش، لكن بعض منهم نجح في التعامل مع السوق بعد كسب الخبرات المطلوبة وبعضهم فشل.

وأكد أن نجاح الفكرة هو ما جعلهم يفكرون في العرض على الدولة، ففكرة إقامة كوبون صناعي يكون فيه 100 مصنع وتقوم هذه الشركة بالإشراف عليهم من أول وصول الخامات حتى بدء عملية الصناعة، حتى يستطيعون إخراج منتج نهائي.

من أجل توسيع المجال سعت الشركة إلى التعاون مع صناع الجلود، وتم ذلك بالفعل وأنتجت شنطة جلدية، كما أنهم سيسعون خلال السنتين القادمتين لإقامة هذا الكوبون في صناعة الشنط المدرسية.

وأرجع "حسين'' الهدف وراء أخذ الشباب وهم خام وتعليمهم كيفية صناعة الشنطة بالمواصفات العالمية إلى سعيه في تطوير الصناعات الصغيرة وتوفير فرص عمل للشباب على القواعد العملية الصحيحة حتى يستطيعون وضع بصمتهم على المنتج.

فالتعليم ليس قاصرًا على كيفية تشغيل المكينة فقط، لكنه يشمل كيفية إدارة الورشة أو المصنع وكيفية التعامل مع الأسواق في جميع الأوضاع، وكيف يتعامل مع العميل بشكل لا يضر العمل ولا يضر المنتج وكيف يضع الميزانية في الاعتبار.

فالسوق يستوعب ما يزيد عن 22 مليون شنطة سنويًا ومصر تستورد 80% منهم، ونصنع 20٪ وهذا للأسف يكون بشكل عشوائي لأن الورش تعمل على حسب سعر الطلبية، والورش في مصر تنقسم إلى ورش تصنع شنطة بشكل احترافي، والباقي يحتاج المساعدة في ذلك حتى تستطيع الشنطة التحمل طول السنة الدرسية على أقل تقدير.

ومن أجل أن يكون لدينا منتج ينافس باقي الدول المنتجة مثل الصين لابد من توافر شروط معينة.

وقال إن الصين لديها إمكانيات هائلة في تصنيع الخامات المختلفة ويوجد مدينة كاملة لتصنيع المواد الخام لذلك هم يعتمدون عليهم في المواد الخام، بينما الشركة عليها التركيز في التصنيع فقط، وعندما بدأت الصين في هذا المجال في الثمانينيات كانت معظم الخامات تستوردها الصين من كوريا، ومع الوقت بدأت في اكتساب خبرات عالية من المصانع التي تعطيهم الخامات، وقدمت الدولة الصينية خدمات وعروض للمصانع لنقل تصنيعها داخل الصين، وهذه المرحلة ليست صعبة علينا ومن الممكن الوصول لها، لكن لابد من البدء في تجربة تصنيع الشنطة أولا لكسب خبرات أكثر وتوفير سوق للمنتجات.

كما عبر عن اعتقاده بأن الدوله سوف تهتم بذلك قريبا وسوف توفر الخبرات الأجنبية حتى تنهض بالصناعة المصرية في جميع المجالات، وفي مجال تصنيع الشنطة سيتوفر خبراء حتى نستفيد من خبرتهم وتعليماتهم حتى نستطيع تقديم شنطة تدوم لأكثر من 10سنوات بجودة عالية، وهذا يحتاج جمع جميع الورش الصغيرة في مكان واحد حتى يسهل تعليمهم.

وأكد أن الشركة تعاملت مع بعض الماركات العالمية لأكثر من 30 سنة مثل أديداس وغيرها من الشركات العالمية المتقدمة في هذا المجال، وقد استفادوا من خبراتهم وأعطوهم توصيف للمونتج الخاص بهم وهذه كانت بداية جيدة جدًا أن يعملوا بتوصيف معتمد كان هذه الشركات العالمية، وقد قاموا بعمل "البراند" الخاص نتيجة الاحتكاك بهذه الشركات.

أما فيما يتعلق بالأسعار، أكد "حسين" أنها زادت للضعف بسبب ارتفاع سعر الدولار، كما يجب أن تعفى جميع الخامات من الجمارك حتى يستطيعون المنافسة في الأسواق العالمية.

واختتم كلامه قائلًا: إن سعر الشنطة مختلف فيوجد نوع سعره بين 300 - 500 جنيه، والشنطة يارا تمر بحوالي 70 - 80 مرحلة تصنيع، والمكينة تقوم بعمل 6 حقائب في اليوم، مؤكدًا أن أجر العامل المصري من 2500 - 7000 جنيه على حسب خبرات العامل.