رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد فودة يكتب: السيسى.. فى زمن المشروعات الكبرى

السيسي
السيسي

-الرئيس يمضى بكل ثقة وإصرار وعزيمة نحو رسم ملامح مستقبل مشرق لوطن يحبهإلى درجة العشق
-أهم ما يميز المشروعات التى تم تنفيذها خلال الفترة الأخيرة هو تنفيذها بسواعد مصرية


كلما شاهدتُ الرئيس والزعيم والقائد عبدالفتاح السيسى وهو يفتتح مشروعاته القومية الجديدة، أتذكر على الفور المثل العربى الشهير «القافلة تسير والكلاب تعوى»، فها هو الرئيس وقد شاهدناه ماضيًا فى طريقه بكل ثقة وإصرار وعزيمة نحو رسم ملامح مستقبل مشرق لوطن يحبه إلى درجة العشق، فهو مقاتل لا يعرف المستحيل حينما يتعلق الأمر بتنفيذ ما يحلم به، دون أن يلتفت إلى تلك الصغائر والتفاهات التى تبثها صباح مساء أبواق الإعلام المسموم المعادى لنظام ٣٠ يونيو، هذا الإعلام الذى تحركه، بخبث شديد، الأيادى القذرة لقوى الشر ودُعاة التخلف وأئمة الإرهاب وشيوخ الفتنة والتآمر.
وهو ما يدعونى إلى القول بأن الرئيس السيسى قد أتت به عناية السماء فى هذا التوقيت الحرج بالذات، لينقذ بلدًا كبيرًا فى حجم ومكانة مصر.. ليس هذا وحسب، بل من أجل أن يقيلها من عثرتها ويعيد لها الاعتبار بعد تعرضها لأزمات وأزمات كانت كفيلة بالفتك بأى أمة، لكن إرادة الله سبقت كل شىء، وأيضًا كانت حكمة وذكاء القائد الفذ التى قضت بالفعل على كل المؤامرات والدسائس والمخططات الدنيئة، فتحولت تلك الخطط التى استهدفت هدم الدولة المصرية إلى مجرد فقاعات هواء، بينما بقيت إنجازاته شاهدة على فترة من أزهى الفترات والعصور التى مرت بالمحروسة، وهو ما ينطبق عليه قول المولى عز وجل فى كتابه الكريم: {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً، وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِى الْأَرْضِ}.
وهو ما يفسر لنا أن ظهور الرئيس السيسى على هذا النحو من الهمة والنشاط لم يأت من فراغ، إذ إنه ابن المؤسسة العسكرية المشهود لها بالانضباط والدقة والحركة بشكل مدروس بإتقان وتفانٍ من أجل الوصول إلى أفضل النتائج، لذا ليس غريبًا أن نجده، وبعد عودته من جولته الخارجية التى شملت البحرين والصين وأوزبكستان، يفتتح مشروع الطريق الدائرى الإقليمى، وعددًا من مشروعات محاور النيل والطرق والكبارى، التى تم تنفيذها بواسطة الهيئة العامة للطرق والكبارى بالتعاون والتنسيق مع إدارة المهندسين العسكريين، وقد ضمت هذه المشروعات محور طما بمحافظة سوهاج، الذى يربط بين أسيوط وسوهاج، وكوبرى قوص بقنا، وكوبرى برج العرب، وكوبرى بلطيم‪.‬
واللافت للنظر أن الاحتفال بافتتاح هذه المشروعات تحول إلى مناسبة كى يوجه من خلالها الرئيس السيسى العديد من الرسائل المهمة، فقد حرص على إصدار مجموعة من التوجيهات والتكليفات للحكومة والمحافظين، وطالب أيضًا بضرورة الإسراع فى تنفيذها خلال الفترة المقبلة، وكانت أبرز تلك التوجيهات: تكليف وزير النقل، ورئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بسرعة صرف تعويضات المواطنين ممن تم نزع ملكية أراضيهم، وأعتقد أن هذا التكليف مؤشر قوى ودليل أكيد على البعد الإنسانى فى شخصية الرئيس الذى نراه دائمًا يراعى الله فى كل خطوة يخطوها، ولا يتخذ قرارًا فى أى مشروع قومى إلا بعد أن يكون قد بحثه جديًا ودرس آثاره الجانبية وأبعاده الإنسانية والاجتماعية، من أجل أن يعطى كل ذى حق حقه.. وجاء التكليف المتعلق بإزالة كل التعديات والمبانى على حرم الطرق والمحاور المرورية الجديدة بعد تعويض أصحابها، لمنع انتشار العشوائيات على جانبى هذه الطرق والمحاور، ليعطينا صورة كاملة وواضحة الملامح عن إيمان الرئيس وقناعته التامة بأن تلك العشوائيات هى الخطر الحقيقى على المجتمع، بل إنها فى كثير من المناطق أصبحت بمثابة قنابل موقوتة قابلة للانفجار فى أى وقت فى وجه المجتمع بالكامل.. ولم يكتفِ الرئيس بتوجيه تكليفاته للمسئولين بل إنه حذّر، وعلى الهواء مباشرة، مسئولى الدولة من خطورة التعدى على الأراضى الزراعية ونهر النيل، ووجّه بسرعة إزالتها والتخلص من تلك الآفة التى أساءت لأهم شريان مائى فى العالم.. وذلك حينما كلف وزارة الرى والمحافظين بضرورة الإسراع فى تطهير نهر النيل والترع من ورد النيل والأعشاب، وذلك لقناعته التامة بضرورة توفير المياه، وبالطبع فإن توفير المياه لن يأتى دون أن تكون هناك استراتيجية واضحة تستهدف فى المقام الأول الحفاظ على مياه النيل مهما كانت التحديات.
ولأن الرئيس يؤمن دائمًا بضرورة التفكير خارج الصندوق، فقد أعلن فى هذه الاحتفالية أيضًا إطلاق مسابقة لتطوير الطرق فى مدة من ٣ لـ٦ أشهر، وأهمية هذه المسابقة تتمثل فى أنه من شأنها إفساح المجال لإطلاق العنان للجيل الجديد من المتخصصين للتفكير فى وضع آليات جديدة قادرة على الخلق والابتكار، والوصول إلى حلول عملية لتطوير الطرق والميادين بأشكال تتناسب مع المجتمعات التى بها تلك الطرق بوضعها الحالى.
كما كلف الرئيس، المحافظين، بالقضاء على المطبات فى جميع الطرق والمحاور، وأن يعمل كل محافظ فى محافظته على هذا الأمر، وهذا فى تقديرى سوف تسفر عنه طفرة غير مسبوقة فى خلق نوع من التنافسية بين المحافظات، ويدفع كل محافظة لأن تحسّن وتجوّد من الخدمات التى تقدمها لمواطنيها فى مجال الطرق، الأمر الذى يوضح لنا السر وراء تكليف المحافظين بتدبير الأموال والميزانيات لتنفيذ وتطوير شبكة الطرق والمحاور، كل فى محافظته.
أما النقطة التى أراها فى منتهى الذكاء من الرئيس، فهى تلك التى تتعلق بتكليفه بتشكيل لجنة تضم الإسكان والنقل والهيئة الهندسية للقوات المسلحة والكلية الفنية والرقابة الإدارية، لمراجعة جميع الطرق القديمة، على أن تنتهى هذه اللجنة من عملها خلال شهر، وذلك بوضع قيمة مالية لتكلفة رفع كفاءة هذه الطرق القديمة، والقيام بصيانتها.
وفى السياق نفسه، نجد الرئيس وقد كلف أيضًا اللجنة الجديدة بمراجعة الكبارى التى تجاوز عمرها الـ١٠ سنوات، للتأكد من مدى سلامتها.. ولأنه فى سباق دائم مع الزمن وفى صراع مع الوقت، فقد وجّه فى الاحتفالية نفسها، أيضًا، بضرورة الانتهاء من الدائرى الأوسطى بكل كباريه، بحلول ٣٠ يونيو ٢٠١٩.
ولم يكن غريبًا على الرئيس تحديد هذا التوقيت القصير للانتهاء من مشروع الدائرى الأوسطى، لأنه يؤمن بفلسفة أن الأولويات فى إنجاز أى مشروع وتحديد التوقيتات أحد أهم عوامل النجاح فى التنفيذ الدقيق.. وفى هذا الاتجاه نجده وقد وجّه أيضًا بضرورة الالتزام بالمواعيد المحددة لتنفيذ المشروعات.. كما كلف محافظ القاهرة بمراجعة أعمدة الإنارة بطريق المطار، ومن جهة أخرى كلف اللواء كامل الوزير، رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، بإجراء تعديلات على كوبرى محور التعمير بالإسكندرية.
والحق يقال، فإنه بعيدًا عن كل تلك التكليفات التى قدّمها الرئيس للمسئولين فى الدولة، سواء كانوا وزراء أو محافظين أو رؤساء هيئات، فإننا أمام حقيقة مؤكدة وهى أن شبكة الطرق فى مصر شهدت طفرة غير مسبوقة، خلال عهد الرئيس السيسى، فتكلفة المشروعات التى افتتحها منذ أيام تبلغ ٧.٩ مليار جنيه، يأتى على رأسها الطريق الدائرى الإقليمى، الذى من شأنه تخفيف حدة الضغط والتكدس المرورى على الطريق الدائرى بنحو ٥٠٪، وهذا الطريق صُمم طبقًا لأحدث المواصفات العالمية، من أجل تقليل زمن الرحلة وخفض معدل المحروقات من الوقود، بالإضافة إلى أنه يخدم نحو ١٥ محافظة، وبالتالى تعزيز حركة التجارة الداخلية بين المحافظات.
وهناك مسألة غاية فى الأهمية أود الإشارة إليها فى هذا السياق، وهى أن المشروعات التى تم افتتاحها تثبت وبشكل قوى براعة مصر فى هذا المجال، فأهم ما يميزها هو تنفيذها بسواعد مصرية، وهى دليل أيضًا على أن اهتمام القيادة السياسية بمجال الطرق والكبارى لا يقتصر على طرق العاصمة، بل إن المحافظات شهدت طفرة فى هذا المجال.
ولم يكتفِ الرئيس برسائله التى بعث بها إلى الداخل، بل قدّم فى هذا الاحتفال رسالة فى منتهى الأهمية إلى الخارج أيضًا، وتلك الرسالة تفيد بأن مصر مستمرة فى البناء، وأن المصريين يصنعون الآن تاريخًا جديدًا لوطنهم، وأن شبكة الطرق والكبارى والأنفاق شهدت طفرة غير مسبوقة فى عهده، لأن كل مشروع يتم إنجازه يعد بحق إضافة كبيرة للاقتصاد المصرى الذى يعانى من الكثير من الأزمات، ما يؤكد، بما لا يدع مجالًا للشك، أن مصر تسير فى الاتجاه الصحيح، وأن الرئيس السيسى يؤسس بالفعل لدولة عصرية وحديثة تضاهى أفضل وأعرق الدول فى مجال جذب الاستثمارات والمشروعات الكبيرة فى مختلف المجالات، الصناعية والزراعية والإنتاجية، وكيف لا يكون الأمر على هذا النحو من الإتقان ونحن نلمس بوضوح كل يوم حجم الإنجازات التاريخية وغير المسبوقة فى تاريخ الحياة العمرانية فى مصر، خاصة أن الرئيس السيسى قد أنجز بالفعل خلال السنوات القليلة الماضية ما يعادل ما تم إنجازه خلال عدة عقود ماضية.. وما شاهده الرأى العام المصرى اليوم يؤكد أن مصر كانت تفتقد مشروعات البنية الأساسية فى مجالات الطرق والكبارى، التى أصبحت تؤهلها لأن تدخل فى عالم المشروعات الاستثمارية والصناعية والجاذبة للاستثمارات المحلية والعربية والأجنبية.
لقد تابعتُ عن قرب ما يقوم به الرئيس السيسى من نشاط يوميًا فى مختلف المجالات، وأصبحت على قناعة تامة، بل أصبح الرأى العام المصرى أجمع، بجميع اتجاهاته وانتماءاته السياسية والحزبية، على قناعة تامة بأن الرئيس عازم على المضى قدمًا فى تنفيذ كل ما تعهد به أمام شعبه.
إننى على يقين بأن التاريخ سوف يتذكر للزعيم والقائد عبدالفتاح السيسى أن شبكة الطرق والكبارى والأنفاق فى مصر شهدت طفرة غير مسبوقة خلال عهده، والتى سيكون لها تأثيرها الكبير على حركة النقل فى مصر، وسوف تساعد على تسهيل حركة التجارة وإنجاز المشروعات الاستثمارية بمختلف أنواعها، الصناعية والزراعية، فى محافظات ومدن مصر، وبما يعمل على تسهيل العملية المرورية وتقليل الحوادث، وتوفير جهد المواطنين، من خلال تقريب المسافات بين المحافظات، بالإضافة إلى زيادة الاستثمارات الكبرى من جانب المستثمرين، نتيجة وجود شبكات طرق عالية المستوى، تسهّل عملية التنقل فى كل أرجاء الدولة، مما يسهم فى زيادة النمو الاقتصادى المصرى.
وهنا أرى أن الكرة أصبحت الآن فى ملعب الحكومة، وجميع المحافظين، الذين أصبح لزامًا عليهم الالتزام بتكليفات الرئيس عبدالفتاح السيسى، التى وجّهها لهم، سواء فيما يتعلق بإنجاز مشروعات الطرق الداخلية داخل المحافظات، أو الإسراع فى تعويض عادل لمن يُضار من المواطنين بعد نزع ملكية أراضيهم لإنجاز هذه المشروعات، والتصدى لجميع التعديات على الأراضى الزراعية وتطهير نهر النيل والمصارف من جميع المخلفات للحفاظ على المياه وترشيدها، لأن افتتاح الرئيس السيسى هذه المشروعات يوضح أن مصر مستمرة فى البناء، وأنه فى الوقت الذى تحارب فيه الإرهاب الأسود نيابة عن العالم، تُنجز هذه المشروعات العملاقة، كما أن إنجاز هذه المشروعات وبالمواصفات القياسية العالمية، وفى توقيت قياسى، يؤكد أيضًا أن المصريين، الذين سطروا تاريخًا سياسيًا جديدًا وملحمة وطنية لمصر فى ثورة ٣٠ يونيو الخالدة عام ٢٠١٣، يثبت الواقع والتاريخ أنهم قادرون، بفضل القيادة الحكيمة للقائد الزعيم البطل الرئيس عبدالفتاح السيسى، على صناعة تاريخ حديث وجديد لمصر فى مشروعات قومية عملاقة، فى مختلف المجالات، سواء مشروعات البنية الأساسية من طرق وكبارى وأنفاق وصرف صحى ومياه شرب وكهرباء وغاز، أو المشروعات الإنتاجية والاستثمارية والصناعية والزراعية وغيرها، وأكبر دليل على ذلك ما شاهده الشعب المصرى من المشروعات القومية الكبرى التى افتتحها الرئيس السيسى.
التحية والتقدير والاحترام لكل يد مصرية شريفة، سواء من أبطال مصر البواسل من أبناء الجيش والشرطة أو أبناء الشركات المصرية الوطنية، التى ساهمت فى إنجاز هذه المشروعات القومية الكبرى، التى أُنجزت فى توقيتات زمنية قياسية، تصل إلى حد الإعجاز، وتؤكد قدرة المصريين على تحقيق المستحيل، وهو ما يستوجب القول بأن كل من ساهموا فى إنجاز هذه المشروعات القومية العملاقة، سواء من القوات المسلحة الباسلة أو من وزارة النقل والشركات المصرية الوطنية، يستحقون كل التقدير والاحترام، وهو ما نراه واضحًا فى قيام الرئيس السيسى بتوجيه الشكر لهم أكثر من مرة، خلال احتفالية افتتاح المشروعات القومية الكبرى، لأنهم أكدوا، ليس للمصريين فقط بل للعالم كله، أن هناك خبرات مصرية وطنية تمتلك المقومات والخبرات والكفاءة، التى ربما تتفوق على بعض الخبرات العالمية العاملة فى مثل هذه المشروعات العملاقة.. فتحية من القلب وإعجاب وتقدير لهؤلاء المصريين الشرفاء الذين يعملون بإخلاص للوطن، مستلهمين ذلك من الزعيم والقائد الذى أخلص للوطن فاستحق كل هذا الحب والتقدير والاحترام.
وأنا على يقين تام بأن المواطن البسيط سوف يلمس بنفسه خلال الفترة المقبلة طفرة هائلة فى شتى مجالات الحياة على يد الزعيم والقائد عبدالفتاح السيسى، لأن تنمية المواطن بالنسبة للرئيس مسألة حيوية لا تقل أهمية عن التنمية المستدامة التى ينشدها منذ توليه المسئولية.