ذابح زوجته وأولاده بالشروق: "خلصت الحكاية في 10 دقايق"
- وضع لهم مادة منومة بالطعام.. نفّذ جريمته بعد الطلاق.. وخرج يصرخ حاملًا سكينًا: «قتلت ولاد الحرام»
- شهود عيان: الضحية كانت تكافح لتنفق على أبنائها وسُمعتها طيّبة
- «الداخلية»: الجانى توجه إلى سوهاج وتم القبض عليه داخل القطار
بدأت نيابة القاهرة الجديدة، برئاسة المستشار محمد سلامة، اليوم، التحقيق مع المتهم بقتل زوجته وأولاده الأربعة، وفصل رءوسهم عن أجسادهم داخل شقتهم فى مدينة الشروق، فيما أمرت بدفن جثامين الضحايا الخمسة.
وقال المتهم، خلال التحقيقات، إنه خطط لـ«تنويم» أسرته بوضع المنوم لهم خوفًا من أن يتم اكتشاف أمره وصراخ أحدهم أثناء عملية الذبح، مؤكدًا أن الجريمة بأكملها لم تستغرق أكثر من ١٠ دقائق. كانت التحريات فى الواقعة قد أثبتت أن أحد أفراد الأسرة وراء ارتكاب الجريمة، وذلك بعد رفع البصمات، وإجراء معاينة خبراء المعمل الجنائى، فضلًا عن عدم وجود كسر فى نوافذ وأبواب المسكن، إلى جانب عدم سرقة أى محتويات.
قال أبوخالد، أحد ساكنى العقار، إن المتهم «كرم» يعمل فى منطقة التجمع، ولديه ٤ أطفال صغار، وكان يحبهم ويلعب معهم باستمرار، مضيفًا: «منذ ٤ أشهر أخبرنى نجلى الأكبر بأن كرم يبحث عن مأذون لتطليق زوجته، فأسرعتُ للنزول له وتحدثتُ معه وهدأته، وأخبرته بأن الحياة مليئة بالصعوبات، وأقنعته بالتراجع عن الفكرة».
وأكد الشاهد أن المتهم كان دائم الشجار مع زوجته بسبب الماديات، لافتًا إلى أن المجنى عليها كانت سيدة محترمة وسُمعتها طيّبة، ولم يصدر عنها أى سلوك غير لائق، متابعًا: «كانت تنظر إلى الأرض إذا قابلتها على السلم».
من جهتها، قالت أم محمد «مكتشفة الواقعة» إنها شاهدت المتهم يطلب «دليفرى» يوم ارتكاب الجريمة، وهذا على غير العادة، فالزوجة كانت تشتكى دائمًا من قلة المال، مضيفة: «فى منتصف الليل سمعتُ المتهم يتحدث مع امرأة عبر الهاتف ويقول لها (قتلتهم بسببك.. قتلت ولادى بسببك)، وبعد عدة دقائق أغلق باب الشقة وخرج مسرعًا».
وأضافت: «عندما رأيته وهو يخرج مسرعًا ومرتبكًا تأكدتُ أن هناك جريمة، وسريعًا أبلغت الشرطة، وكان فى مخيلتى أنه قتل زوجته فقط، لكن عند دخولنا الشقة وجدنا مذبحة؛ خمس جثث منفصلة الرأس، والدماء مبعثرة بكل مكان فى الصالة».
وتابعت: «الزوجة كانت مكافحة لتربى أولادها، وحضرت لشقتى يوم الواقعة تسألنى عن ملابس مدارس الأولاد والمحلات القريبة من هنا، وكانت تتردد عليها سيدات من البدو، ولا أعرف مدى علاقتها بهن، لأننى كنت أعلم أنها ليست بدوية».
وقبل عيد الأضحى الماضى، أرادت نادية (الضحية) شراء ملابس جديدة لها ولباقى أفراد الأسرة، فذهبت إلى محل جنة الرحمن، الذى تملكه «هناء»، واختارت ملابس داخلية قطنية لزوجها «دون أكمام»، فاندهشت من الطلب، خاصة أنها كانت ترفض هذه النوعية من الملابس بحجة أن زوجها لا يفضلها، كما اشترت لها أيضًا قميصًا وملابس داخلية، ولم تدفع من قيمتها شيئًا، مع وعد بوفاء الدين من العيدية التى سيحصل عليها أبناؤها الأربعة.
زلة لسان من «هناء» كانت السبب فى خلاف كبير نشب بين الزوجين وصل إلى تطاول بالأيدى، حيث طالبت «نادية» بدفع مقابل ما حصلت عليه من ملابس، وكان ذلك أمام زوجها «كرم»، الذى سأل عن هذه الملابس، فأخبرته هناء عنها، وتبدلت ملامح وجهه، فيما قالت الزوجة إنها اشترت هذه المنتجات لصديقة لها تدعى «أم سيد».
بعدها بيومين، اشتعلت نيران الشك مرة أخرى فى قلب الزوج، حين ذهب لشراء علبة سجائر من السوبر ماركت المقابل له، فأعطاه البائع واحدة من نوع «الميريت الأصفر»، فسأله «لماذا هذا النوع؟»، فأخبره بأن زوجته سبق واشترت علبتين منذ يومين، علاوة على زجاجتى «بريل»، هنا قفز فى ذهنه أن هذا النوع من السجائر هو المفضل لدى صاحب العمل، الذى يعمل لديه.
يعمل كرم (الزوج)، خفيرًا لدى «عودة. س»، ويعاونه فى نقل المواشى من المزرعة إلى التجار والعكس، ونشأت علاقة صداقة قوية بين الرجلين، حتى إن «كرم» كان ينادى ابنه الأصغر على بـ«عودة»، امتنانًا لما قدّمه له صاحب العمل.
بعدها بأيام سمع الجيران صوت صراخ وشجار بين كرم وزوجته، اقترن ببكاء الأطفال الأربعة، واضطر الجيران للتدخل، فيقول «صدام»، الذى يسكن فى الشقة المقابلة، إنه دخل فوجد الزوج يسبّ زوجته وينعتها بألفاظ مشينة، لترد عليه: «إنت مش راجل»، ثم صفعته على وجهه.
واتفق الجيران على عقد جلسة صلح بين الزوجين حفاظًا على سلامة المنزل، وظن الجميع أن الأمر انتهى عند حد الاعتذار المتبادل بينهما، لكن فى صباح الخميس الماضى، اشتعل المنزل مرة أخرى لينتهى بالطلاق فى الرابعة عصرًا.
وعاد «كرم» مرة أخرى للمنزل، عصر السبت الماضى، فطرق الباب بينما كانت طليقته تجرى اتصالًا بصديقتها «منال»، التى تسكن فى منطقة قريبة منها، وأنهت الاتصال معها، واستشعرت منال بوجود خطر خاصة بعد علمها بالطلاق، فذهبت إلى منزل صديقتها وطرقت الباب لتفاجأ بخروج «كرم» حاملًا معه سكينًا وهو يردد: «هى اللى خلتنى أقتلها وأقتل ولاد الحرام دول».
ويبدو أن الخلافات بين الزوجين دائمًا كانت تستخدم فيها الآلات الحادة، فيقول محمد، الذى يعمل جزارًا بالمنطقة، إن كرم اتفق معه قبل عيد الأضحى على ذبح ثلاث أضاحى، اثنان منها لعودة، وواحدة لأسرته، مضيفًا: «تواجد كرم وزوجته صباح العيد للإشراف على النحر، وبعد الانتهاء وقع خلاف مادى بين الزوجين على تكاليف الذبح، وسحب كرم السكين وهددها إن لم تحترمه أمام الناس».
وأصدرت وزارة الداخلية بيانًا عن الواقعة، مؤكدة أن قطاع الأمن العام، ومديرية أمن القاهرة، نجحا فى كشف ملابساتها، وتمكنا من ضبط مرتكبها.
وأضافت: «تلقى اللواء محمد منصور، مدير أمن القاهرة، إخطارًا من الرائد محمد كمال، رئيس مباحث قسم الشروق، بمقتل (نادية)، ٢٧ سنة، وأطفالها الأربعة داخل الشقة سكنهم، بمنطقة المساكن الاقتصادية بدائرة القسم، والعثور على جثثهم مفصولة الرأس، وبجوارها سكين، وعدم تواجد الزوج (كرم. م. ع) - ٣٨ سنة، خفير وسمسار».
وتابعت: «بناء على توجيهات وزير الداخلية، اللواء محمود توفيق، أمر اللواء علاء الدين سليم، مساعد الوزير مدير قطاع الأمن العام، بالاشتراك مع أجهزة البحث الجنائى بمديرية أمن القاهرة، بتشكيل فريق بحث لكشف ملابسات الواقعة والعمل على ضبط مرتكبها».
وأشارت إلى أنه تبين من خلال التحريات، التى أجراها اللواء نبيل سليم، مدير المباحث الجنائية بالقاهرة، بإشراف اللواء أشرف الجندى، مدير الإدارة العامة للمباحث، هروب الزوج وتوجهه إلى بلدته بناحية آبار الوقف، بدائرة مركز شرطة أخميم، بمحافظة سوهاج «محل إقامته الأصلى».
واختتمت: «عقب تقنين الإجراءات، بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية بمديرية أمن سوهاج، والإدارة العامة لشرطة النقل والمواصلات، وإعداد الأكمنة اللازمة، أسفر أحدها عن ضبط المتهم حال تواجده بمحطة سكك حديد سوهاج، وبمواجهته، اعترف بارتكاب الجريمة لشكه فى سلوك زوجته، وانفصالهما قبل ثلاثة أيام من ارتكاب الواقعة».
وعن تفاصيل ضبطه، قال مصدر أمنى، إنه تم تتبع الهاتف المحمول الخاص به وشقيقه، وتبين هروب المتهم إلى محافظة سوهاج، وبالتحديد فى مركز أخميم، للحصول على مبلغ مالى، كما تبيّن أن المتهم أجرى مكالمة هاتفية بشقيقه أثناء تواجده فى المحافظة، وتم إعداد كمين له، وتمكن رجال الأمن من ضبطه أثناء استقلاله قطار سوهاج فى طريقه إلى القاهرة.