رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى ذكرى رحيل السنباطى.. حياته "من المنجد لأم كلثوم"

أرشيفية
أرشيفية

"أمير النغم"، مبدع عالم التلحين، الذي يحل اليوم ذكري رحيله، حصل على ألقاب مختلفة أهمها "العملاق" تلك الموهبة التي ظهرت في عصر شهد على موسيقى عربية لا تزال مستمرة برغم وفاة أصحابها، رياض السنباطي الاسم تميز بالغناء والتلحين.

بدأ حياته بالعمل كصبي منجد، مثله مثل غيره في حاجة للمال فكان أثناء عمله يغني ويدندن، حتى أخذ والده باله من هذا فوبخه وضربه وأعاده للمدرسة إلا أنه مرض بالرمد الشديد الذي منعه من تكملة دراسته، ومن بعدها خضع والده لموهبة الصبي وعلمه المقامات الموسيقية ليرافقه في الأفراح وإحياء الليالي.

لقب السنباطي ببلبل المنصورة فكانت حياته الخاصة في غاية من البساطة بل أنها تكاد تقترب من ملامح الانطوائية والعزلة بين خاطره وإلهامه في إبداع الألحان، إلا عمن يتعامل معهم من المطربين والموسيقيين.

وفي منتصف الثلاثينيات سطع نجمه أمام ام كلثوم، وكانت نقطة التلاقي بينهما من خلال أغنية "على بلد المحبوب وديني" التي صنعت عام 1935 ولاقت نجاحا كبيرا لينضم السنباطي الي جبهة الموسيقي الكلثومية، ولكن السنباطي كان مميزا عن الآخرين فيما قدمه من ألحان لأم كلثوم بلغ عددها نحو 90 لحنا، إلى جانب تميزه فيما فشل فيه الآخرون الا وهي القصيدة العربية التي توج ملكا على تلحينها سواء كانت قصيدة دينية أو وطنية أو عاطفية ولذلك آثرته السيدة أم كلثوم من بين سائر ملحنيها بلقب "العبقري".

لم يكن الأمر متوقف حول التلحين على أم كلثوم فقط بل لحن للكثيرين من سلاطين الطرب أمثال منيرة المهدية، فتحية أحمد، محمد عبد المطلب، سعاد محمد، صالح عبد الحي، عبد الغني السيد، أسمهان، هدى سلطان، فايزة أحمد، وردة، نجاة.

لم تتوقف حياة "السنباطي" عند عالم التلحين فقط ولكن في عام 1952 قدم فيلما للسينما شاركته بطولته الفنانة هدي سلطان، وعلى الرغم من نجاح الفيلم إلا أن السنباطي الذي قدم فيه مجموعة من الأغنيات التي لاقت الاستحسان لدى الجمهور لم يفكر في تكرار التجربة من دون إفصاح عن الأسباب إلا انه قال في حوارات صحفية "لم أجد نفسي في التمثيل فاللحن هو عالمي".

ومن أهم أسراره هي أزمته مع أم كلثوم حول تلحينه لقصيدة الأطلال والتي انتهى من تلحينها وينتهي من اللحن، وعندما سمعت ام كلثوم اللحن حدث الخلاف، فالسنباطي قدم لحن الأطلال من أكثر من مقام موسيقي فالمقدمة من مقام "الهزام" او راحة الأرواح، بداخله صولو من مقام الرست، بينما الغناء في الكوبلية الأول من راحة الأرواح، ثم ينتقل إلى الصبا في يا حبيبا زرت يوما أيكه، وينتقل بعد ذلك على مقامي الكرد والنوا، ويختتم السنباطي لحنة بـ "قفلة عالية" في لا تقل شئنا فإن الحظ شاء، مما نشب خلاف حول تغيير البداية.

يذكر أن في عام 1906 ولد السنباطي بفارسكور دمياط، وكان والده الشيخ محمد السنباطي يعمل مقرئا وكان يحيي الليالي الدينية والأفراح، ورحل عن دنيانا في عام 1981.