رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حصاد مثمر لزيارة "السيسي" للصين

جريدة الدستور

اختتم الرئيس عبد الفتاح السيسي زيارة هامة إلى الصين هى الأطول زمنيًا، والأغزر ثمارًا ونتائج إيجابية لصالح مصر سياسيًا واقتصاديًا واستراتيجيا، فقد استغرقت الزيارة استغرقت أربعة أيام، وكانت ذات شقين، الأول زيارة ثنائية إلى جمهورية الصين الشعبية، والثاني للمشاركة فى القمة الجماعية لمنتدى الصين – أفريقيا "فوكاك".

وفى تقرير أعدته الهيئة العامة للاستعلامات، شهدت زيارة الرئيس السيسي إلى بكين على الصعيد الثنائى، عقد القمة السادسة مع الرئيس الصيني "شي جين بينج " لبحث أوجه التعاون المشترك والشراكة الإستراتيجية القائمة بين الجانبين، كما التقى الرئيس السيسي أيضًا خلال الزيارة برئيس الوزراء الصيني، بالإضافة إلى عقد لقاء مع ممثلي كبرى الشركات الصينية لمناقشة أوجه التعاون المشترك وسبل زيادة استثماراتهم في مصر، كما أجرى الرئيس زيارة إلى الأكاديمية المركزية للحزب الشيوعي الصيني والتي تعد إحدى أهم المؤسسات التعليمية في الصين والمسئولة عن تدريب المسئولين والقيادات.

أما بالنسبة لمنتدى الصين- أفريقيا " فوكاك"، فقد عُقد تحت عنوان "الصين وأفريقيا: نحو مجتمع أقوى ذي مستقبل مشترك عن طريق التعاون المربح للجميع"، وهي القمة الثالثة لهذا المنتدى، الذي عقد أيضًا أربع مؤتمرات وزارية من قبل، وقد حضر هذه القمة عدد كبير من ممثلى الدول الأفريقية على مستوى الرؤساء ورؤساء الحكومات والوزراء، وعدد من رؤساء المنظمات الدولية والإفريقية، لذلك، فإن مشاركة الرئيس السيسي في منتدى الصين - أفريقيا قد شملت أيضا عقد مجموعة من اللقاءات الثنائية مع القادة والزعماء الأفارقة المشاركين في المنتدى، بحث خلالها تعزيز التعاون بين مصر وتلك الدول في المجالات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك.


** تأكيد الشراكة الإستراتيجية الشاملة

عُقدت القمة المصرية الصينية، بعد استقبال حافل للرئيس السيسي في قاعة الشعب ببكين، بحضور الرئيس الصيني، حيث أقيمت مراسم الاستقبال الرسمي، ثم عقد الزعيمان جلسة موسعة بحضور وفدي البلدين، استهلها الرئيس الصيني بالترحيب بالرئيس السيسي، معربًا عن سعادته للالتقاء به مجددًا، ومشيدًا بتطور العلاقات الثنائية بين البلدين ووصولها إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية الشاملة، مؤكدًا ثقته في مستقبل تلك الشراكة لما فيه صالح البلدين الصديقين، وبما يعكس حضارة وعراقة تاريخيهما.

فيما رحب الرئيس السيسي بتطور العلاقات الثنائية التاريخية بين مصر والصين وارتقائها إلى مستوى "‬الشراكة الإستراتيجية الشاملة"، مشيرًا إلى التقدم الكبير الذي شهده التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين، ومشيدًا بالمشاركة الصينية في دعم التنمية بمصر، وخاصة في العديد من المشروعات التنموية الكبري الجاري تنفيذها.

وجدد الرئيس السيسي أيضا دعم مصر لمبادرة الرئيس الصيني (الحزام والطريق)، خاصة وأن مصر تعد شريكًا حضاريًا وتاريخيًا للصين في تلك المبادرة التي تمثل إعادة لإحياء طريق (الحرير)، كما أن المبادرة تتجاوز بعدها التجاري لتشكل عددا آخر من المحاور الثقافية والحضارية التي تهدف إلى تحقيق الترابط بين الشعوب، وهي الأهداف التي طالما أيدتها مصر وسعت إلى تعزيزها.

كما أكد "أهمية الدور المصري في إطار المبادرة أخذًا في الاعتبار موقعها الجغرافي المتميز الذي يربط بين قارات آسيا وأوروبا وأفريقيا، فضلا عن قناة السويس التي تعد مسارًا تجاريًا محوريًا في تعزيز وتيسير حركة التجارة عالميًا بما يتوافق مع مبادئ وأهداف مبادرة الحزام والطريق".


** مشروعات فى الأرض وفى الفضاء

شهد الزعيمان السيسى وشى جين بينج مراسم توقيع اتفاقيات للتعاون بين البلدين في عدد من المجالات، وذلك عقب انتهاء المباحثات بينهما، وتتعلق الاتفاقيات بالتعاون في مجالات الجودة الصناعية، ومنح الصين مصر قرضًا، إلى جانب التعاون في مشروعات تتعلق بالطاقة الإنتاجية والقطار المكهرب الذي تنشئه مصر بخبرة صينية، علاوة على منحة صينية لتصنيع القمر الصناعي المصري، واتفاق إطاري للمشروعات المستقبلية خلال السنوات الثلاث المقبلة لدعم المبادرات التي يطرحها الرئيس السيسي.


** زيارة أكاديمية الحزب الشيوعي

زار الرئيس السيسي إلى أكاديمية الحزب الشيوعى الصينى الحاكم، استهلها بتفقد متحف الأكاديمية، وألقى كلمة وجه خلالها تحية تقدير للصين حكومة وشعبًا، على ما أحرزوه من تقدم وما تم التوصل إليه من نتائج فى عملية التنمية يشهد العالم أجمع بنجاحها، واستعرض الرئيس التطورات التى شهدتها مصر خلال السنوات الأخيرة.

كما أجرى حوارًا مفتوحًا مع طلبة الأكاديمية أجاب خلالها على استفساراتهم بشأن العلاقات المصرية الصينية ومستقبل الأوضاع فى مصر والمنطقة العربية فى ظل ما تواجهه بعض الدول العربية من تحديات كبيرة، وقد أكد سيادته أهمية الدور المصري فى تعزيز العلاقات الصينية بالقارة الأفريقية والمنطقة العربية وأوروبا.

وأكد خلال كلمته في أكاديمية الحزب الشيوعى الصينى " أن زيارتي الخامسة إلى الصين تأتي انعكاسًا لتطور العلاقات المتميزة بين البلدين، وتأكيدًا للحرص على استشراف آفاق أرحب للتعاون، ليس فقط على الصعيد الثنائي، ولكن أيضًا بين الصين وأفريقيا، وبالأخص في المرحلة المقبلة حيث تتولى مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي للعام 2019.

وقد أسفرت المباحثات التي أجريتها مع الرئيس "شي جين بينج"، عن تأكيد استمرار توافق رؤى ومواقف البلدين تجاه شتى القضايا الإقليمية والدولية وفي المحافل الدولية، والأهمية التي نوليها لتعزيز علاقاتنا الثنائية في مختلف المجالات، والاستفادة من التجربة الصينية في مجالات التكنولوجيا والتطور الصناعي، وتعزيز العلاقات التجارية والثقافية، والتواصل بين الشعوب، باعتباره الضمانة الحقيقية لترسيخ نتائج التعاون القائم بين البلدين".