رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تدمير 20 مليون قطعة بينها آثار مصرية فى حريق متحف البرازيل

جريدة الدستور

أكدت إذاعة صوت أمريكا، اليوم الإثنين، أن حريق المتحف الوطني في ريو دي جانيرو بالبرازيل هو أسوأ خسارة ترقى إلى مرتبة الكارثة، مشيرة إلى أن الحريق دمر تقريبا كل مقتنيات المتحف بعد 200 عام من تأسيسه.

ووفقا للتقرير؛ فإن المتحف كان يحتوي على ما يقرب من 20 مليون قطعة آثار منها آثار مصرية فرعونية، وحسب مصادر أمنية لـ"فويس أوف أمريكا"، فقد نشب الحريق مساء الأحد بعد أن أغلق المبنى، وهو قصر ملكي سابق من القرن التاسع عشر، ليوم واحد، والسبب غير معروف، ولكن لم تقع أي خسائر بشرية فيما دمر الحريق المتحف بالكامل.

وقال سيرجيو سا سوريتو، وزير الثقافة البرازيلي: "الخسارة غير قابلة للإصلاح.. الثقافة حزينة، البلد في حزن"، وصرحت وزيرة الثقافة السابقة مارينا سيلفا، بأن ما حدث هو تدمير للذاكرة الثقافية والتاريخية، وقالت كريستيانا سيرخو، إحدى العاملات في المتحف، إنه "كان أكبر متحف للتاريخ الطبيعي في أمريكا اللاتينية، وبه مقتنيات لا تقدر بثمن".

وأوضح لويز دوراتي، نائب مدير المتحف، أنها كارثة، حيث ضاع 200 عام من التراث ومعها 200 عام من العلم والثقافة، مضيفا أن المتحف لم يحظَ أبدا بالدعم الكافي، وأعرب عن غضبه الشديد واتهم السلطات البرازيلية بعدم الاهتمام.

ولم ترد تقارير عن وقوع إصابات، لكن معظم القطع التي يحتوي عليها المتحف والبالغ عددها 20 مليون قطعة، بما في ذلك أقدم رفات بشرية عُثر عليها في الأمريكتين اشتعلت فيها النيران.

وقال رئيس البرازيل ميشيل تامر، في تغريدة، إنه "يوم حزين لكل البرازيليين"، حيث "خسر 200 عام من العمل والبحث والمعرفة".

وأكد أحد الموظفين لقناة "جلوبو" التليفزيونية البرازيلية أن مديري المشاريع واجهوا "صعوبة هائلة" في محاولة تأمين التمويل للموارد الكافية للمتحف، الذي تأسس عام 1818، بهدف تشجيع البحث العلمي من خلال إتاحة المجموعة للإخصائيين.

وقالت صحيفة "فولها دي ساو باولو" إن ثلث قاعات المعارض الثلاثين أغلقت بسبب خفض الميزانية، مضيفة أن معرض الديناصورات الرئيسي، الذي أُجبر على الإغلاق بعد هجوم النمل الأبيض قبل خمسة أشهر، أعيد افتتاحه مؤخرًا فقط بفضل حملة تمويل جماعي.

وقال أمين مكتبة المتحف إدسون فارجاس دا سيلفا لوسائل الإعلام المحلية، إن المبنى يحتوي على أرضيات خشبية، وعلى الكثير من الأشياء التي تحترق بسرعة كبيرة، مثل الوثائق الورقية.

وأشار التقرير إلى نقص التمويل، حيث تدير الجامعة الاتحادية في ريو دي جانيرو المتحف، وهو أقدم مكتب للبرازيل، وتواجه الحكومة الفيدرالية اختلالات كبيرة في الميزانيات في السنوات الأخيرة، وكان العجز حوالي 8٪ من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2017 فقط، بانخفاض طفيف عن مستوى قياسي بلغ 10٪ قبل عامين، لكن مدينة ريو دي جانيرو تواجه أيضا أزمة في الميزانية بسبب الانحدار الاقتصادي العميق والفساد السياسي، وفي عام 2016 فقط كانت المدينة تستضيف الألعاب الأولمبية، وهو الحدث الذي كلف البرازيل مليارات الدولارات، لكن توابع الحدث الرياضي أصاب ريو بضرر كبير، فضلا عن أن الإنفاق الفيدرالي قد خُفض، ومع ازدياد العنف انخفضت أعداد السياح أيضًا.

ونقلت وكالة أسو شيتدبرس للأنباء عن روبرتو روبادي، المتحدث باسم إدارة مكافحة الحرائق في ريو، قوله إن المياه القريبة من المتحف لم تكن تعمل، وأن رجال الإطفاء اضطروا إلى الحصول على المياه من بحيرة قريبة.