رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تموتُ ببطءٍ

احمد مصطفى
احمد مصطفى

تموتُ ببطءٍ
عند آخرِ خطوةٍ
من طيبِها
ساعةَ الوداعِ

تموتُ ببطءٍ
حينَ يهجرُكَ طيفُها
وتستعمرُ العتمةُ
دروبَكَ

تموتُ ببطءٍ
حينَ الأقرانُ يمازحونَ صغارَهمْ
يضجونَ منْ صخبهِمْ
وأنتَ وحيدٌ

تموتُ ببطءٍ
والقومُ يجمعُهمْ فرحٌ
فيحلّ الفخر ليصافحَ
فينكركَ
والأهلُ يمتعضونكَ

تموتُ ببطءٍ
حينَ توقنَ أنكَ صوابٌ
والكلّ ساعات الوسعِ
وإذا حلّ العوز
فقولُكَ بالعجزِ
مصاب

تموتُ ببطءٍ
حينَ تشاهدُ الناطورَ
لصًا
وتغمضُ العينينِ
مخافةَ العقاب

تموتُ ببطءٍ
إذا أبصرتَ قلبينِ
ينزفانِ صبابةً
الفقرُ بينهما مسافات

تموتُ ببطءٍ
إذا أبصرتَ الجوعَ فى عينِ صبىّ
رائحةُ الشواءِ
أوقفتْهُ كالعابدِ
لا يفارقُ الإلهَ

تموتُ ببطءٍ
حينَ توقنُ من شتاتِ الصحفِ
والنشراتِ الإخبارية
تخدرنا بمعسولِ الكلامِ
وتطمئننا الوطنُ بخير
والغدُ عدنٌ
وهوَ محضُ هراء

تموتُ ببطءٍ
حينَ تحسدُ مَنْ ماتَ
فقدْ نجا من العقابِ
ا
ل
ح
ي
ا
ة.