رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جعلونى فيمينستًا


فقالوا: للذكر الكل ولك النصف.. فأنت نصف.. نصف كل شىء.. ونصف فى كل شىء.. لك نصف حياة.. لك نصف اهتمام.. لك نصف مودة.. لك نصف رحمة.. لك نصف احترام.. لك نصف الحقوق.. فأنت نصف الدنيا.. ولك النصف.. لن تأخذى سواه.

افرحى به وأنت صاغرة يا نصف.. مدى يديك وخذيه شاكرة مهللة فلهذا تركنا لك يدين لا واحدة يا نصف.. واحذرى فقد يذهب ذلك النصف إن تمردت.. لك نصف النضال.. ولك نصف المطالب.. ولن تناليها كلها.. لك كل الأحلام.. ولك كل الأمنيات الطيبة.. ولكن لك نصف المجد يا نصف.. ولك نصف الطيبة لأنك طيبة.
سنمنحك نصفها متبرعين ونحن الأعلون فافرحى يا نصف.. لك نصف الفرحة فقط.. وكل الحزن.. فالفرح لك فيه النصف، وفى الحزن والأتراح لك الكل.. وافرحى بذلك فلم تكونى نسيًا منسيًا.. لك النصف فى الأفراح.. ولك كل الملمات.. فارضى بالنصف يا نصف.. أنت بنت الدهر.. فلتشبعى من بناته إذن.. لك وعليك كل المصاعب والكوارث.. كلها لك.. هنيئًا لك بها ومباركة أنت على الكوارث.. تدفعين كل الضرائب ولك نصف الحقوق.. عليك كل الواجبات فأنت مواطن كامل، لكنك يا امرأة لك النصف.
فأنت لا تصلين الدهر كله.. ولا تصومين الدهر كله.. أنت مدللة مجبرة على ترك الصلاة والصيام فأنت نصف عابدة.. ومطالبة بالحساب كاملا يوم الحساب بل قبله- أمام القانون- لأنك كل رغم أنك نصف!!.. وقبل القانون.. يحاسبك المجتمع ويحاسبك الناس.. فأنت المحرضة دومًا لا المجنى عليها.. من لمسك وآذاك أو جرحك فأنت المسئولة عن ذلك دومًا ولك كل أنواع العقاب يا نصف.

أنت مكتملة.. خُلقت فى أحسن تقويم.. لك عينان لا عين واحدة تمامًا كالرجل.. لك أذنان ويدان وقدمان لا قدم واحدة.. خلقك الله مكتملة تماما كالرجل لم تكونى نصفه.. لكنك خُلقت من ضلع أعوج هكذا يقولون.. أنت محض قارورة لها النصف.. أنت حرمة يحرم عليها أخذ الكل ولها النصف.. أنت ضعيفة فلك نصف الحماية.. أنت عماد الأسرة فلتأخذى النصف.. أنت من تعدين شعبًا طيب الأعراق ولكن أنت نصف.. أنت تعطلين العمل فى سنوات حمل وولادة.. أنت تحافظين على بقاء النوع ونقاء السلالة وامتداد النسب وصلة الدم والأرحام وتمنحين جينات كاملة، لكنك نصف.
تأخذين نصف الأشياء دومًا.. وتمنح لك الأنصاف.. ويعد ذلك إنصافًا.. يحكم عليك كما يحكم على الرجل.. أهليتك تؤهلك لفترة الحبس كاملة ولا تأخذين نصف العقوبة رغم أن لك نصف كل شىء.. وعليك كل الواجبات نعم، ونصف الحقوق نعم.. لا تأخذين الأراضى فى جنوب البلاد كيلا يذهب الطين للغرباء.. لكن قد تُقتلين وتُرهبين وتهانين وتروعين إن ظللت عزباء، وعند زواجك تحاسبين على ما سيذهب للغريب.. وإن تزوجت من القريب لكانت رحمك أنت من تحمل العور والعوار وتخلق وحدها ذكرًا كاملًا مشوهًا أو نصفًا، أى «فتاة مشوهة».. وأنت الملومة فى الحالتين.. لك ظل الرجل كاملا.. أى لك كل السراب.. فأنت نصف الظل يا نصف.. ولقد كنت المذنبة أيضًا حتى عهد ليس بالبعيد إن أنجبت النصف.. وتأخر العلم وضن عليك بذلك الإنصاف المبكر يا نصف.
أنت نصف عقل، لكن كونى مكتملة الحكمة واقبلى وارضى بالنصف.. أنت نصف دين وعليك صيانة الدين كاملا ومعه العرف والتقليد.. أحمال مضاعفة تحمليها يا نصف.. كل شىء يقع عليك وعلى كاهلك يا نصف.. هكذا أنت.. مجرد نصف.. أنت محض نصف.. فابتهجى.. فلقد كرمناك بالكثير من الإنصاف، وكان ذلك هو عين الإنصاف.. يا نصف.