رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تفاصيل مخطط قطر لاستهداف "ترامب" سياسيًا

ترامب وتميم
ترامب وتميم

كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، عن كواليس مخطط قطر لاستهداف جماعات ضغط مؤثرة على سياسة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، من خلال قائمة تضم 250 شخصًا.

وقالت الصحيفة الأمريكية، إن رجل الأعمال جوي اللحام، صاحب مطعم "نيويورك لونج تايم"، زار كنيس بارك إيست في مانهاتن، آواخر العام الماضي، وعرض عليه المحامي آلان ديرشويتز، زيارة الدوحة، بدعوة من الأمير تميم بن حمد آل ثاني.

وقال ديرشويتز إنه لم يقابل اللحام من قبل، واعترض في البداية قبل الموافقة على الذهاب لقطر، كما أنه لم يكن يعرف أنه كان ضمن قائمة تضم 250 شخصًا، وقال اللحام إنه وشريكه في مجال كسب النفوذ، نيك موزين، عرفا أنه مؤثر في مدار الرئيس ترامب.

وذكرت "وول ستريت جورنال"، أن القائمة كانت جزءًا من حملة ضغط جديدة قامت بها قطر، بعد أن وقف ترامب مع دول الخليج التي فرضت المقاطعة العربية ضد قطر، وقال اللحام إن قطر أرادت استعادة العلاقات الجيدة مع الولايات المتحدة.

وأضاف اللحام أنه أبلغ المسؤولين القطريين بعد فترة وجيزة من المقاطعة، أنهم سيتدخلون لمحاولة إقناعه أو التأثير عليه، وأشارت الصحيفة الأمريكية أن عملية الضغط التي قامت بها قطر خلال العام التالي، كانت خطة نفوذ غير تقليدية لاستهداف رئيس غير تقليدي، في إشارة إلى دونالد ترامب، وبالفعل تبين مدى تغيير سياسة ترامب لقواعد اللعبة في صناعة النفوذ.

وقال جوي اللحام: "نريد أن نخلق حملة ندخل فيها إلى رأسه"، موضحًا إنه أبلغ المسؤولين القطريين عن خطته للتأثير على ترامب، كما أكدت الصحيفة الأمريكية، أنه نظرًا لتجنب ترامب - في كثير من الأحيان - عمليات صنع السياسة التقليدية، واعتماده على نصيحة الأصدقاء والزملاء، فإن جماعات المصالح قضت الأشهر الـ19 الماضية في إعادة توجيه ضغطها.

وتشمل الأساليب الجديدة الإعلان من خلال البرامج التلفزيونية المفضلة للرئيس، وتشكيل العلاقات مع الأشخاص الذين يتحدثون إليه، كما كشفت "وول ستريت جورنال" عن أن قطر أنفقت 16.3 مليون دولار على كسب النفوذ الأمريكي في عام 2017، في الولايات المتحدة، وهو عام المقاطعة، ارتفاعًا من 4.2 مليون دولار في العام السابق، وفقًا للإيداعات الفيدرالية بشأن المدفوعات للعملاء الأجانب المسجلين.

واعتبارًا من يونيو 2018، كانت البلاد توظف بشكل مباشر 23 شركة ضغط، ارتفاعًا من سبع شركات في عام 2016، وأمضت جماعات الضغط التي تربطها علاقات مع ترامب في دفع الآخرين لدخول قاعات الكونجرس، وهو نهج نموذجي يهدف إلى الضغط على المشرعين وكبار المسؤولين في الإدارة.

ووفقًا لما قاله اللحام، فإن القائمة تضم 250 شخصًا من المؤثرين في سياسة ترامب، مثل المحامي آلان ديرشويتز، المعروف أن لديه تأثير كبير على الرئيس بشكل رسمي أو غير رسمي، وأكد اللحام أنه بصحبة نيك موزين، جمعا القائمة واقتربا من أهدافهما، فأرسلا ما يقرب من عشرين شخصًا إلى الدوحة، ومن بينهم حاكم ولاية أركنسو السابق، مايك هاكابي، والمضيف الإذاعي المحافظ جون باتشيلور.

كما أنهم رتبوا اجتماعات في الولايات المتحدة بين مسؤولين قطريين وبعض مساعدي ترامب، وقال ستيف بانون، المستشار الأقدم السابق لترامب، وهو منتقد لدولة قطر: "إن الحصول على كل هؤلاء المؤثرين، القادة اليهود، والأشخاص المقربين من الرئيس، يظهر مستوى عاليًا من التطور".

وحصلت شركات الضغط التابعة لجوي اللحام وموزين على ما لا يقل عن 3 ملايين دولار من أعمالهم في قطر، حسب ما أظهرته الإيداعات الفيدرالية، حيث ناشد القطريون ضيوفهم نشر أخبار عما يرون من أعمال قطر الجيدة، بما في ذلك مساعدتها في إعادة إعمار غزة، كما أنهم لم يطلبوا من الزوار أن ينقلوا وجهات نظرهم بأي طريقة محددة، رافضًا إعطاء تفاصيل عن مناقشاتهم مع أي فرد في القائمة.

وأشارت "وول ستريت جورنال"، إلى أن هناك علامات قد تشير إلى أن محاولات قطر أتت أكلها، حيث استقبل الرئيس ترامب، أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، بالبيت الأبيض في أبريل الماضي، ووصف قطر بأنها شريك قيم وصديق قديم.

وردًا على أسئلة حول ما إذا كان الجهد القطري قد أثر على ترامب، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، جاريت ماركيز: "لقد حدث تحسن في علاقة الحكومة الأمريكية مع القطريين بسبب العديد من المشاركات الثنائية الرسمية الناجحة، خلال العام الماضي".

ولفتت الصحيفة الأمريكية، إلى أن بعض الأشخاص الذين سافروا إلى الدوحة - بمن فيهم ديرشويتز، يقولون إنهم يشعرون بالخداع لأنهم لم يكونوا على علم بأن الرحلات كانت جزءًا من جهد سياسي للدولة.

ووفقًا لما ذكره التقرير الأمريكي، فإن قطر استأجرت في يوليو 2017 شركة "Avenue Strategies"، وهي شركة ضغط بقيادة مستشار حملة ترامب، باري بينيت، في وقت سابق، حيث وافقت في النهاية على عقد بقيمة 6 ملايين دولار في السنة، وفقًا لوثائق الشركة، وقال بينيت إن مهمته الرئيسية هي تطوير استراتيجية البلاد على المدى الطويل في الولايات المتحدة.

وفي الوقت ذاته، قال اللحام وموزين، اللذان عرفا بعضهما البعض من خلال دوائر يهودية جمهورية، إنهما كانا يخلقان خطة سريعة للاندفاع لصالح القطريين.