رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بالفيديو.. زواج القاصرات شبح يطارد فتيات سوهاج

المرأة الصعيدية
المرأة الصعيدية

ربما راودهن حلم "الفستان الأبيض" ضمن أحلام المراهقة، لكنهن لم يتوقعن أن يتحول هذا الحلم لكابوس، بعدما ارتدينه قبل الأوان، فثمارهن لم تنضج بعد، ما زالت أحلام اللعب مع الرفيقات، والخروج للتنزه، واستكمال التعليم تزاحم حلم الزواج البعيد، لكن سوء الحظ كان رفيقهن، واختطفهن شبح العادات والتقاليد ليجعل من بنت 12 عاما عروسا مسئولة عن رجل عمره ثلاثة أضعاف سنواتها العجاف.

في عدد ليس بقليل من قرى صعيد مصر لا سيما محافظة سوهاج تجبر عشرات الفتيات على الزواج فى سن الحادية عشر، وتحرم من التعليم والسبب في النهاية هو عادات وتقاليد راسخة تكرسها مقولة "البنت ملهاش إلا بيت زوجها".

تقول "ن.أ": "تزوجت وأنا بنت 18 سنة عشان إحنا بنات أرياف وبمجرد أن يأتى أي عريس للفتاة يتم خطبتها فورًا دون حتى أخذ رأيها والبنت "مش بتكون عارفه يعني إيه جواز".

وتضيف أن غالبًا ما يتم الزواج عرفيًا على يد مأذون، دون توثيقه لعدم بلوغ العروس السن القانوني، وتقع هنا المشكلة فبعد إنجاب أول طفل لم يتمكن أحد من استخراج شهادة ميلاد له لعدم وجود قسيمة زواج وتحدث مشاكل الاعتراف بالنسب بعد ذلك.

وتشير إلى أنه بمجرد دخول البنت الصف الثالث الإعدادى يتم منعها من الدراسة وتحضيرها للزواج لوجود معتقد أنه عندما تبلغ الفتاة 20 عاما سوف يفوتها قطار العنوسة.

إحدى الفتيات التي التقت بهن الدستور تقول إنها تأخرت فى الحمل لزواجها فى سن صغير مما تسبب فى مشاكل مع أهل زوجها.
وتضيف أن زوجها كان أصغر منها بسنتين، وبدأت مشاكل الزواج بعد فترة قليلة جدا لعدم تحمله المسئولية وحتى الآن تعاني من نفس المشكلة.

تتنهد الفتاة لتقول: "لو الزمن رجع مكنتش هرضى بالجواز لو هموت" وتتوقف عن حديثها لتحبس دموع عن حديثها والدموع تذرف فى عينيها قائلة: "نفسي اتطلق" ولكن يمنعنى أولادي "لأن عند الطلاق سوف أترك أبنائى لزوجي كما هو سائد فى الصعيد ولن أتمكن من رؤيتهم مرة أخرى".

فيما قالت صفاء إسماعيل عضو مجلس القومي للمرأة، إنها قابلت حالات كثيرة من الزواج المبكر خاصة فى مركز ساقلته بمحافظة سوهاج، كلهن تزوجن فى سن 11 عاما و12 عاما، مشيرة إلى أن أهم حاجة جسم البنت يكون كبير مش مهم سنها ولا تعليمها.

وتضيف أن أغلبية قرى الصعيد يتزوجن بدون قسيمة، مشيرة إلى أنه أحد الحالات التى قابلتها قالت إن أحد الفتيات تزوجت وتم طلاقها قبل حتى بلوغها السن القانوني، وبدون استخراج قسيمة زواج أو طلاق.

وتشير إلى أن نسبة الزواج المبكر تخطت 35% فى قرى الصعيد، وأن الجمعيات الأهلية تقوم بالتوعية ضد خطر الزواج المبكر، والتى تنجح أحيانا فى توقف هذه الظاهره الخطيرة فالتوعية ضرورية للقضاء على تلك العادات والتقاليد التى تقف أمامنا فى معظم الوقت لتمسك الأهالي بها.

وكشفت إسماعيل أنها تعرضت للزواج المبكر حينما تزوجت فى عام 1997، وكان سنها 16 عاما مما ساعدها فى عملها لأنها تشعر بتلك الفتيات المعذبات بسبب الزواج المبكر، مضيفة أنها تزوجت لمدة 4 أشهر ثم سافر زوجها إلى العمل خارج مصر، لمدة 4 سنين لم تراه قط.

وتابعت: "كنت ألبس دبلة الزواج فى الصف الثالث الإعدادى لدرجة أن بعض المدرسات الذين لم يتزوجن كن يتعجبن كيف لطالبة مثلي أن تتزوج مما سبب لى معاناة كبيرة".

وتضيف: "أنا عن نفسى مكنتش عارفه اتعامل مع زوجي لأكثر من 12 عاما" خاصة أن فرق السن بيني وبينه كان عشرين عاما فأنا الآن سني 39 وزوجي ينتظر خروجه على المعاش".

ومن جانبها قالت الدكتورة سحر وهبى مقرر المجلس القومى للمرأة بمحافظة سوهاج: "خلال حملة طرق الأبواب فى سوهاج تمكنا من مقابله أكثر من 50 ألف سيدة فى 12 مركزا عن طريق الرائدات الريفيات حيث فوجئنا ببعض الحالات أثناء مقابلاتنا بسيدة تبلغ من العمر 32 سنة ولديها 16 طفلا ومن زوج واحد كما وجدنا أطفال متزوجين فى سن 13 عاما".

وتقول إن هناك مشكلتين مرتبطين معا هم الفقر، والزيادة السكنية مما يدفع الآباء للتخلص من أبنائهم بأى طريقة سواء بالزواج فى سن مبكر، أو عن طريق الزواج غير القانونى.