رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

البحث عن الصحة فى الساحل الشمالى


لن أخفى عليكم أن هذه تجربة شخصية، لكنها تحمل على جناحيها الكثير مما هو عام، ويمس حياة الكثيرين، وهو ما دعانى للكتابة والمصارحة حتى لو غضب البعض مما سأقوله.
اتجهتُ من القاهرة إلى الساحل فى العاشرة ليلًا، وصلت قبل أذان الفجر بلحظات، كنت أشعر بألم بسيط فى الجانب الأيمن من صدرى.
لكنى غفلت عنه بسبب تفاصيل السفر، صليت الفجر وخلدت مباشرة إلى النوم، ولكن الألم بدأ يشتد لدرجة أنه أيقظنى، فقررت الذهاب إلى أحد المستشفيات القريبة من القرية التى أقطن بها، فى الكيلو ٦٤ طريق إسكندرية- مطروح.
بحثتُ عبر الـ«جى بى إس» فوجدت مستشفى الحمام المركزى، ومستشفى برج العرب الجامعى بينه وبين القرية حوالى ٣٧ دقيقة، ذهبت إلى مستشفى برج العرب الجامعى، التابع لكلية طب جامعة الإسكندرية، اعتقادًا منى أنه مستشفى كبير مجهز، وأن الدكاترة يتبعون منهجًا علميًا وأكاديميًا، لكن خابت توقعاتى.
لم أجد أطباء أو حتى أطباء امتياز أو استقبال طوارئ، الموظف قال لى بالنص: «اتفضل ارتاح الدكاترة هيوصلوا بعد ساعة فى الأتوبيس».
انزعجتُ من الرد، وقلتُ لنفسى: إذا كنت أستطيع الانتظار فماذا يحدث لحالة تستدعى تدخلًا سريعًا.
لم أنتظر وصول الأطباء، وذهبت إلى مستشفى السلام الملكى، وهو قريب من المستشفى الجامعى، وجدتُ عناية واستقبالًا جيدين منذ لحظة وصولى، وتم عمل الفحوصات اللازمة من رسم قلب وأشعة على الصدر وموجات صوتية فى أسرع وقت، وأخذت مسكنًا أزال الألم عنى سريعًا، وتم أخذ التاريخ المرضى بعناية واهتمام، كل ذلك مقابل مبالغ زهيدة رغم أنه مستشفى خاص.
وهنا، لى عدة تساؤلات أطرحها على محافظى مطروح والإسكندرية، والأخير هو فى الأساس طبيب بشرى، وعلى رئيس جامعة الإسكندرية وعميد كلية الطب بها، إذ كيف يتم افتتاح مستشفى جامعى دون أن يكون هناك أطباء مقيمون وأطباء طوارئ؟
هل هناك دراسات عن جودة المنظومة الصحية والخدمات الطبية التى تقدم للمصيفين فى الساحل الشمالى على طريق بطول أكثر من ٢٥٠ كيلومترًا لا توجد فيه مستشفيات مجهزة لاستقبال عدد من المصيفين يتجاوز مليون فرد سنويًا، وطريق سريع تقع به حوادث شديدة الخطورة تحتاج إلى إسعاف وتدخل سريع.
سؤال آخر لوزيرة الصحة: هل هناك خطة لتطوير المنظومة الصحية فى الساحل الشمالى؟، وأعتقد أن زيارة معاليها مستشفى العلمين بمطروح، فى يوم الوقفة، تشير إلى أن هناك اهتمامًا، ولكن نأمل أن يتم إنشاء أكثر من مستشفى بهذا الحجم، خصوصًا أننى أعتقد أن هناك خطة من الدولة لجعل الساحل الشمالى مكانًا حيويًا طوال العام، وليس فى فترة الصيف فقط.
الخلاصة.. الصحة فى الساحل الشمالى لا يزال أمامها الكثير جدًا، وهناك الكثير من معارفى عانوا من مشاكل صحية، واضطروا إلى قطع إجازاتهم والسفر إلى القاهرة لتلقى العلاج، ومنهم من لم يسافر خوفًا من أن يتعرض إلى أزمة صحية دون أن يجد علاجًا، خاصة أن العيادات الموجودة فى القرى غير مجهزة ولا يوجد بها أطباء.