رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الشيحي: كلية صيدلة بالجامعة الصينية مع العام الجديد.. و65 طالبًا بالمدرج

اشرف الشيحي
اشرف الشيحي

- قال إن المؤسسة تدعم العلاقات مع بكين وتسهم فى توطين الصناعات التكنولوجية
قال الدكتور أشرف الشيحى، رئيس الجامعة المصرية الصينية، إن المؤسسة تعمل على تقديم خريج مصرى مؤهل لسوق العمل العالمية بمتطلباتها الجديدة، مضيفًا أن الجامعة تعمل بمنهج التفكير الخلاق مع الطالب، لحثه على الابتكار والبحث بنفسه عن وظيفة. وشبه «الشيحى»، فى حواره مع «الدستور»، جامعته بالفندق الهادئ الذى يضم ٥٠ غرفة فقط، ويوفر خدمة وراحة كاملتين للمقيمين به، على عكس الجامعات الأخرى التى تشبه فنادق الألف غرفة.
■ بدايةً.. ما الذى يميز الجامعة الصينية عن الجامعات الأخرى؟
- نحن ننفرد بانخفاض الكثافة الطلابية، وكأن جامعتنا مثل فندق به ٥٠ غرفة فقط، تشعر بحميمية فيه مثل المنزل الأسرى، ويحظى كل فرد فيه بالاهتمام والعناية الكافية.
فى المقابل الكثير من الجامعات الأخرى، مثل الفندق الذى يحوى ألف غرفة مثلًا فيكون الاهتمام بالأفراد النزلاء محدودًا وضعيفًا للغاية، وبالتالى سيكون هناك قصور وتجاوزات كثيرة، وهذا ما يميز الجامعة الصينية بعدد طلابها المحدود.
فجميع الأساتذة والمعيدين يعرفون الطلاب جيدًا، ويدركون مستوياتهم، لأن كل عضو من أعضاء هيئة التدريس مسئول عن ١٠ طلاب فقط، يتابعهم جيدًا بشكل مباشر على مدار العام الدراسى بالكامل، ويعمل على حل مشكلاتهم أولًا بأول، وهذا يشعر الطالب بأنه موجود فى أجواء نموذجية صحية.
■ كيف تختلفون فى المناهج وطرق التدريس؟
- لا توجد لدينا كتب دراسية ورقية والاعتماد يكون على النظام الإلكترونى كليًا فى دراسة المواد العلمية للمقررات الدراسية للطلبة «أون لاين»، بالإضافة إلى فتح Open access على بنك المعرفة ليكون Free Download.
كما أن لدينا مكتبة بها المراجع العلمية، واتفقنا مع دور النشر على نسبة تخفيض تُعطى مباشرة للطالب وليس للجامعة، وذلك بخلاف الأماكن الأخرى التى تحصل الأموال من الطلاب، وتتولى هى توريد الكتب لهم، وتحصل على نسبة خصم بنمو ٢٥٪. ونحن نوفر كل هذا بالرغم من أن الطالب لن يحتاج إلى ذلك كثيرًا، لأن مكتبة الجامعة تحوى كل المراجع العلمية بالمجان.
وإذا ضربت مثالًا عن التعامل مع الطلاب فسأتكلم عن تخصص التجارة كمثال، نحن كنا مرة فى الموسم الثقافى، وجاءنا السفير محمد العرابى، وزير الخارجية الأسبق، وجلس مع الطلبة، وأجرى حوارًا معهم، وقال لهم: إنه لو كان له أولاد فى سن الجامعة لكان أدخلهم معهم، وحكى لهم أنه خريج «تجارة القاهرة» منذ عشرات السنين، وكان يوجد فى الكلية معه نحو ٣٠٠٠ طالب.
أما فى الجامعة عندنا، فطلاب كلية التجارة مقسمون على ثلاث مجموعات، ولا نسمح بأن يزيد عدد الطلاب بالمدرج على ٦٥ طالبًا، كى نتيح الفهم والاستيعاب للجميع، بالإضافة إلى أن المكان به كل التجهيزات اللازمة من تكييفات ونظافة وتكنولوجيا حديثة متطورة لخدمة العملية التعليمية.
كما أننا نختار أعضاء هيئة التدريس بعناية شديدة، ولدينا نظام مراقبة ومحاسبة يتيح للجميع الحصول على حقوقه كاملة.
■ هل هناك أى نشاطات للطلاب فى فترة الصيف؟
- نعم، فمن ضمن مميزات الجامعة أن هناك طلابًا حاليًا يدرسون «السمر كورس» لتحسين تقديراتهم، بالإضافة إلى وجود عدد كبير من الطلاب حاليًا فى مواقع إنتاج وشركات عالمية، حيث يتدربون ميدانيًا لتأهيلهم لسوق العمل بداية من السنة الدراسية الأولى، مثل وزارتى الطيران والبترول ومعهد بحوث البترول والإنتاج الحربى والهيئة العربية للتصنيع بالإضافة إلى شركات صينية فى قناة السويس، ما يتيح لهم الالتحاق بسوق العمل مباشرة دون تدريب آخر وبكفاءة عالية.
■ كم ستستقبل كليات الجامعة من الطلاب فى العام الدراسى الجديد؟
- نحو ١٢٠٠ طالب جديد، منهم ٥٠٠ فى الهندسة و٤٠٠ فى الاقتصاد و٣٠٠ للعلاج الطبيعى.
نحن فى الجامعة لدينا ثلاث كليات، هى الهندسة للعام الثالث، والاقتصاد والتجارة الدولية والعلاج الطبيعى للعام الثانى، وسنضم الصيدلة بداية العام الدراسى المقبل، بالإضافة إلى كليات أخرى خلال أعوام.
■ كم تبلغ المصروفات الدراسية بالجامعة؟
- مصروفاتنا هى نفس التى حصلناها فى العام الدراسى السابق، لكن بزيادة ١٠٪ فقط، بعكس الجامعات الأخرى التى ضاعفت القيمة.
ولكن إذا قارنا بالمصروفات الجامعية ستجد أن هناك جامعات تضع أسعارًا للمصروفات لا تشمل الكتب والأدوات الدراسية الأخرى، أما مصروفاتنا فتشمل كل شىء.
■ هل يتم تحصيل المصروفات بالدولار؟
- لا، نحن نحصل المصروفات بالجنيه المصرى، برغم أن كثيرًا من الجامعات تحصل المصروفات بالعملات الصعبة، وبالرغم أيضًا من أن لدينا اتفاقيات مع جهات ومؤسسات تعليمية أجنبية مشتركة فى العديد مع دول العالم، ونتيح للطلاب السفر للصين ودول أخرى والدراسة هناك لعام كامل بها كجزء من دراستهم.
■ ما اشتراطات سفر الطلاب إلى الصين؟
- إجادة اللغتين الإنجليزية والصينية لأن التعليم هناك باللغة الأولى والحياة بالثانية، بالإضافة إلى شرط التفوق العلمى، ونحن كجامعة نعلمهم اللغة الصينية، ونجهزهم كى يكونوا قادرين على المعايشة والتعلم هناك، وهذا جزء ضمن التدريب الميدانى الذى تتميز به الجامعة.
■ هل ترصد الجامعة ظروف سوق العمل وما تحتاجه من تخصصات؟
- أنا كنت وزيرًا للتعليم العالى ووضعنا استراتيجية مصر ٢٠٣٠ للتعليم، وهذا يعنى أننا نفكر فى المستقبل وما تتطلبه سوق العمل، وكيف سيصبح البلد بعد ١٥ سنة مقبلة وفرص العمل المتوقعة.
وبناءً على ذلك حددنا أوجه الضعف لدينا والقصور وكيفية معالجتها، وهنا نستطيع أن نقول إن فكرة التعلم للتوظيف تغيرت، والجديد هو إعداد خريج يكون قادرًا على خلق فرصة العمل بنفسه، وهذه هى ريادة الأعمال التى نعلمها للطلاب لاكتساب مهارات وقدرات وثقة بأن يكونوا قبل تخرجهم جاهزين لتنفيذ مشروعاتهم.
■ ماذا عن سوق العمل الخارجية؟
- السوق العالمية تقول إن كل ١٠ وظائف سيختفى منها ٩ وظائف تقليدية، وإن المستقبل للشركات الصغيرة الناشئة على يد من يتعلمون ريادة الأعمال والاعتماد على النفس.
لذلك تعمل الجامعة على إكساب هؤلاء الطلاب كل هذه المهارات من خلال مركز الابتكار «Innovation Center» الموجود بالجامعة والحضانات، التى تتبنى الأفكار الإبداعية، بالإضافة إلى الأساتذة، الذين يعملون على مساعدة المبدعين منهم على تنفيذ أفكارهم.
■ كيف يجرى إعداد الطالب من حيث المهارات والإبداع؟
- التفكير ثم التفكير، نحن قادرون على أن نجعل الطالب يفكر كثيرًا، وذلك يؤدى إلى الإبداع والابتكار وتأهيله إلى سوق العمل، لا بد من تعليم الطلبة التفكير الإبداعى الخلاق.
■ ماذا عن دور الجامعة فى دعم العلاقات المصرية الصينية؟
- بالفعل لنا دور كبير من خلال التعاون العلمى والدرجات العلمية المشتركة والوفود، ونسهم فى دعم الاستفادة بالتجربة الصينية الرائدة رقم واحد فى العالم فى المشروعات الصغيرة وريادة الأعمال.
■ هل تسهمون فى توطين صناعة الإلكترونيات بمصر؟
- أى جامعة -ونحن كذلك- لا بد لها من الارتباط بالصناعة والتدريب والابتكار، وهناك وسائل كثيرة فى ذلك منها استيراد الصناعة وبيعها كمنتج وهذه الطريقة الأسهل.
وهناك تجربة أخرى وهى تصنيع التكنولوجيا الخاصة بنا، وهذا ما يحتاج الفكر الإبداعى وتبنى الأفكار من أجل إخراج منتج مصرى بفكر وطنى، وما بين الاثنين هناك ما يُسمى بنقل وتوطين التكنولوجيا، وذلك من خلال شركات أجنبية تتولى التصنيع داخل مصر وتحصل على نسبة من هذا، مثل صناعة السيارات التى تشكل ٤٠٪ منها تصنيعًا محليًا، على أن تتزايد هذه النسبة ثم بعد ذلك يكون الإنتاج مصريًا ١٠٠٪.
■ من منظور أوسع.. هل تحتاج مصر جامعات جديدة؟
- بالطبع، نحتاج أكثر من ٥٠ جامعة أخرى، وهذا جزء من استراتيجية ٢٠٣٠، لكن الأمر لا يُحسب بعدد الجامعات بل بفرص التعليم، فهناك جامعة بها ٥٠٠ طالب وأخرى بها ٢٥٠ ألفًا، وهكذا يجرى التفكير.
نحن لدينا ٢٤ جامعة حكومية تتحمل ٦٧٪ من التعليم فى مصر، والخاصة الـ٢٤ أيضًا تتحمل ٥٪ فقط، فى حين تتحمل جامعة الأزهر ١٣٪، والباقى للمعاهد الخاصة.
وفى ٢٠٣٠ ستزيد الجامعات الحكومية بحسب توسعاتها المستقبلية ٣ جامعات جديدة، وذلك فى المحافظات المحرومة، مثل جنوب سيناء والبحر الأحمر والوادى الجديد ومطروح، والأخيرة ستنفصل عن جامعة الإسكندرية فى ٢٠١٩.
■ وإلى معاهد متخصصة أيضًا؟
- نعم، فى الدول المتقدمة، مثل أمريكا هناك من ١٠٢ إلى ١٠٧ تخصصات علمية لهذه الكليات.
وليس صحيحًا أن ننظر إلى التعليم بأنه تعليم عالٍ بدرجة ليسانس أو بكالوريوس فقط، لأن هناك تجارب ناجحة فى ألمانيا واليابان وأمريكا مثلًا فى التعليم المتوسط وفوق المتوسط.
■ لماذا لا توجد فى مصر كليات أو معاهد للطب البديل أو صناعة المعارض برغم أنه معترف بها فى دول كثيرة؟
- الطب البديل هو أحد المجالات التى تُدرس فى كليات الطب كجزء من المنهج، وليس كبرنامج منفرد، ونحن فى الجامعة المصرية الصينية لدينا كلية العلاج الطبيعى التى تدرس الطب البديل والعلاج الصينى، لأنها ترتبط بالثقافة الصينية، وسيجرى تفعيل ذلك فى كلية الصيدلة والمستحضرات الطبية، لأننا جامعة غير تقليدية.