رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مدحت نافع: تدوير العمالة الزائدة بين شركات «القابضة المعدنية»

مدحت نافع
مدحت نافع

- رئيس الشركة كشف عن إنشاء محطة شمسية فى «مصر للألومنيوم» بعد ارتفاع أسعار الكهرباء
- مشروع لزيادة إنتاج «الدلتا للصلب» 6 أضعاف.. وتدشين مصنع زجاج من الرمال السوداء بكفر الشيخ


كشف الدكتور مدحت نافع، رئيس الشركة القابضة للصناعات المعدنية، تفاصيل خطته لتعظيم الإنتاج بالقلاع الصناعية التابعة للشركة،، مثل «الحديد والصلب» و«مصر للألومنيوم» و«النصر للسيارات» و«السبائك الحديدية» و«النصر للتعدين». وتحدث رئيس «القابضة المعدنية»، فى حواره مع «الدستور»، بعد مرور ٥ أشهر فقط على تعيينه فى مارس الماضى، عن نيته الاعتماد على أحدث مستوى فى أسلوب الإدارة باستخدام التكنولوجيا الحديثة، إلى جانب الاستفادة من الخردة الهائلة فى «الحديد والصلب».

■ بداية.. ما ملامح استراتيجية تطوير الشركة القابضة للصناعات المعدنية؟
- نحن نعمل على خطة للتطوير المؤسسى، وأنشأنا لجانًا خاصة للرقابة والتسويق والمتابعة لزيادة الصادرات والمشروعات، بجانب التطوير الإدارى مع وضع لائحة مالية شاملة.
ولأن المقر الإدارى الحالى للشركة مؤجر، حددنا مكانا فى المعادى ليكون مقرًا إداريًا كبيرًا خاصًا بالشركة يساعدنا على التطوير مع الاعتماد على شبكة إنترنت عالية وتوفير بيئة عمل مناسبة للجميع.
وبالنسبة للأرباح، نعمل على زيادة الربحية فى إطار مستديم وفى أجواء البيئة التكنولوجية والحوكمة، ولدينا موازنة للعام المالى ٢٠١٨٢٠١٩ نستوفى منها معيارًا محاسبيًا لم يكن موجودًا من قبل وهى موازنة قريبة مما هو شِبه متحقق من قبل فى السنة الماضية، وهو غير موجود فى أى شركة قابضة.
ونستهدف إيرادات بقيمة مليار و٥٧ مليون جنيه، وخلال الخطة المالية الموضوعة حاليا نحدد النفقات التى تصرفها الشركات، ونعقد اجتماعات دورية شهرية، ونعمل على إحداث منظومة متكاملة بين الشركات بحيث تدعم كل شركة تابعة شقيقتها وفقا لأسلوب التكامل.
وبالنسبة للعنصر البشرى، نحن نعمل بقوة على برنامج تدريب، وتعاونا مع مركز إعداد القادة لهذا الغرض، وسنعيد هيكلة للشركة القابضة، التى سنبدأ بها لأنها العقل المدبر للباقى، ثم سنتبعها بشركة النحاس وباقى الشركات، وذلك من خلال برنامج تدريبى مميز.
■ كم بلغ حجم صادرات الشركات التابعة لـ«القابضة»؟
- فى الأشهر التسعة الأخيرة، التى انتهت فى ٣٠ ٦، زادت الصادرات بقيمة ٤.٥ مليار جنيه، وسجلت ٨.٤ مليار جنيه، وهو إنجاز جيد مقارنة بنفس الفترة من العام المالى السابق.
ومثال على ذلك شركة «السبائك الحديدية»، التى كانت واجهت دعوى قضائية بالإغراق من قبل الاتحاد الأوروبى، وجاء مراقبون وحُسمت بالرفض، وانتصرنا فى المعركة القضائية بجهود العاملين، والشركة حاليا تحقق أرباحًا جيدة للغاية.
■ لماذا أوقفتم التعيينات فى بعض الشركات؟
- هناك عمالة زائدة، لذا أوقفنا مسابقة إحدى الشركات، خاصة أنها كانت ستسبب أزمات بطريقة التقديم والتواجد القبلى، فطلبنا أن يكون هناك موافقة من «القابضة» قبل الإعلان عن أى مسابقة، بالإضافة إلى الاستعانة بالعمالة الزائدة فى الشركات الشقيقة وتدويرهم وتأهيلهم، وفى حالة وجود عجز فى الشركات التى تحتاج إلى عمالة خاصة من الإمكان الاستعانة بهذه العمالة، وفقا للاحتياج.
■ دعنا نتحدث بالتفصيل عن الشركات التابعة.. ما خطتكم لإعادة هيكلة «الحديد والصلب»؟
- مصنع الحديد والصلب هو الوحيد الذى لديه أفران عالية الإنتاج، وهى ميزة نسبية لنا، ولدينا مساحات غير مستغلة فى عملية تركيز الخام بنسبة ٦٢٪، وندرس الأمر حاليا وخلال ٣ أشهر ستظهر الجدوى الاقتصادية منه.
نحن نسعى لتعظيم الإنتاج واستغلال الموارد البشرية والأصول، ولذلك وضعنا لجانًا لتقييمها، ومن ذلك تقييم أصل جاهز للبيع بقيمة تقديرية ٣ مليارات جنيه، وللمرة الأولى نعلن عن بيع درافيل للخارج.
وهناك خطة تسويقية جار العمل عليها، وسنعلن عنها من أجل الاستثمار الجيد للخردة الجيدة للغاية التى لدينا.
فالإدارات السابقة كانت تسمى المنتج غير كامل الصنع بـ«خردة» مع أنه ليس خردة، والشركة تمتلك رصيدًا ضخمًا منها يصل إلى ٣٠٠ ألف طن سيجرى بيعه وتسويقه جيدا، وعرضنا ذلك على عدد من الشركات.
■ هل ناقشت هذا مع قيادات الشركة؟
- نعم، ناقشت مع المهندس عبدالعاطى صالح، رئيس مجلس الإدارة، وعدد من الأعضاء والقيادات الفنية والإدارية بدائل وفرص التطوير فى ضوء التقرير الأولى لشركة «تاتا ستيل»، الذى جاء تحديثًا للتقرير الصادر فى ٢٠١٤، وكان أساسًا فنيًا للمناقصة التى أُلغيت مؤخرًا.
والتقرير الأولى المحدّث أسفرت نتائجه عن تغيّر وضع خطوط إنتاج الحديد والصلب عمّا كانت عليه وقت إطلاق المناقصة، وإعادة الشركة إلى مستويات الإنتاج التى كانت عليها فى ٢٠١٤ كأساس مبدئى لتقدير جدوى وفرص واحتياجات أى تطوير لاحق.
■ هل وفرتم احتياجات الشركة من فحم الكوك؟
- «القابضة» ستدعم «الحديد والصلب» لتوفير إمدادات الكوك المطلوبة للإنتاج بالطاقة القصوى المتاحة حاليًا وبالحد الأدنى من التكاليف التشغيلية بعد القيام بكل أعمال التنظيف والتطوير الداخلى بجهود ذاتية. وهناك شحنة فحم وصلت الموانئ بالفعل حجمها ٣٣ ألف طن تكفى للتشغيل المستقر لـ٣ أشهر، وتم الاتفاق على شحنة تالية والمقرر مضاعفة الإنتاج الحالى مرة ونصف على الأقل ليصل لـ٤٢٠ ألف طن من المربعات سنويًا بتشغيل فرن ٤ بطاقته القصوى دون توقّف مع تشغيل «غلاية ١» التى سننتهى من تطويرها على يد شركة ميتبروم الروسية، ومن ثم يتم صيانة «غلاية» ٣ حتى يمكن تشغيل فرن ٣ الجاهز للإنتاج بطاقته القصوى هو أيضًا خلال أربعة أشهر.
■ لماذا لم تُنفذ فكرة إنشاء مصنع لحديد التسليح؟
- الدراسات قالت إن الفكرة ليست جيدة وإن السوق تحتاج «البيليت»، والشركة تنتج التسليح والبيليت والقضبان والدرافيل، ولكن بتكنولوجيا مختلفة، فالأهم أن تكون لديك فيها ميزة نسبية.
ووفقا للدراسة فإن الوزير وعد بأنه سيهتم بنظام حساب التكاليف فى جميع الشركات، والأهم بالنسبة لنا متى تعود «الحديد والصلب» للربحية، لذلك لا بد من سداد المديونية فى البداية، ثم تشغيل الشركة فى الأجل القريب بأقصى إنتاج لمعرفة قدراتها.
وكل هذا لو تحقق فستكون نجاحات ستعيش للشركة والقطاع بالكامل، لأننا بالفعل نرغب فى تغيير حقيقى.
■ كيف ستحلون أزمة ارتفاع أسعار الكهرباء لإنتاج «مصر للألومنيوم»؟
- بعد ربط سعر الكهرباء بأسعار المنتج عالميا، أصبحنا ندفع ٤٢٥ مليونًا سنويًا وننتج بجنيه و٧ قروش بعد أن كان ٦٢ قرشًا فقط، لذلك نسعى لإنشاء محطة طاقة شمسية للمساهة فى توفير جزء من الطاقة الكهربائية من ٢٠٠ إلى ٣٠٠ ميجا واتساعة من إجمالى ٦٠٠ ميجا وات المستخدمة فى الخلايا الحالية.
وهناك مفاوضات خاصة بالتعريفة، وطلبنا إعادة النظر فى الآلية المتبعة فى دول كثيرة بخصوص هذا الشأن.
■ ما آخر تفاصيل التوسعات الجديدة بالشركة؟
- نحن ننتج نحو ٣٢٠ ألف طن بالطاقة القصوى، وكل ما ننتجه نبيعه ونستطيع أن نصدر كامل الإنتاج.
لكن لدينا مشروعًا يستهدف زيادة الطاقة الإنتاجية بخط إنتاج جديد بخلايا كهربائية لاستخلاص الألومنيوم بنظام «Side by Side»، وتبلغ طاقته الإنتاجية ٢٥٠ ألف طن ألومنيوم مصهور بأحدث تكنولوجيا لتخفيض استهلاك الطاقة وتحسين بيئة العمل.
المشروع سيقام على مساحة نحو ٨٠ فدانًا لزيادة الطاقة الإنتاجية إلى ٥٧٠ ألف طن سنويًا، وتكلفته قد تصل إلى ١٣ مليار جنيه والبنوك ليس لديها مانع فى التمويل، ولقد حصلنا على موافقة وزارة البيئة.
نحن فى المراحل الأخيرة للمشروع كى ينطلق، وطرحنا مناقصة تقدمت لها شركة أمريكية كمقاول عام لتدرس جميع مراحل إنشاء المصنع الجديد، وسندرس ما ستطرحه فى دراسة الجدوى فنيًا حتى نأخذ القرار النهائي بشأن التعاقد معها.
■ ما الموقف فى شركات «النصر للكوك» و«الدلتا للصلب» و«النصر للسيارات»؟
- فى الشركة الأولى جار العمل على إنشاء بطارية جديدة بقيمة مالية قد تصل إلى ٢٠٠ مليون دولار، والكوك من الشركات الكبرى فى التصدير، وتورد فحم الكوك لشركة الحديد والصلب المصرية.
وبالنسبة لـ«الدلتا للصلب» فتنتج ٥٠ ألف طن، ونعمل حاليا على مشروع تطوير لزيادته إلى ٣٠٠ ألف طن بتكنولوجيا القوس الكهربائى.
أما دراسة جدوى «النصر للسيارات» فكانت لا ترقى أن تكون مشروع دراسة جدوى وفقا لتقرير لجامعة القاهرة، والشركة حاليا جيدة، وهناك خطوط بها تعمل لتلبية بعض الاحتياجات فى شركات أخرى، والوزير السابق كان قد اقترح فكرة الدمج، ولكن الوزير الحالى وجد أن هذا لن يكون مجديًا.
وعموما، نحن ننتظر استراتيجية صناعة السيارات وندرسها من أكثر من محور وهو قرار على أكثر من مستوى، وهناك استراتيجية تطوير قيد الدراسة مع وزير الصناعة، ولدينا عضو مجلس إدارة متخصص فى صناعة السيارات ومتحمس لتشغيل الشركة. ومن الممكن إنشاء منطقة لوجستية على حدود الشركة أو استغلال أرض غير مستغلة داخلها.
■ ماذا عن تطوير «النصر للتعدين» و«النصر للزجاج والبلور» و«مصانع النحاس المصرية»؟
- كلفنا الشركة الأولى بدراسة جدوى عن الاستفادة من خامات الفوسفات غير القابلة للتصدير لتحويلها لقيمة مضافة.
وبالنسبة للثانية هناك اتصالات مع أحد أعضاء البرلمان أوصلنا إلى محافظ كفر الشيخ لإنشاء مصنع للاستفادة من الرمال السوداء فى المحافظة، ونرغب فى إنتاج أنواع نادرة من الزجاج.
والشركة الثالثة تواجه تحديًا كبيرًا بسبب عمليات الدمج فى الفترة السابقة، وهو الأمر الذى أعاق تطويرها، وهناك مشروعات تدرس لإنتاج بعض المنتجات المهمة سيكون لها عائد جيد.
■ إداريًا.. ما موقف تغيير رؤساء الشركات الخاسرة؟
- ندرس الشخصيات التى سنستعين بها جيدًا، والاختيارات مفتوحة وصاحب «السى فى» الأنسب هو من سيتولى المسئولية.
وبشكل عام لا نتدخل فى تغيير قيادة ما إلا للإصلاح، وهناك لجنة لتقييم رؤساء الشركات وتقرير عن أدائهم، ونعمل على خلق بيئة داعمة للنجاح واختيار القيادات السليمة، لكننا لا نستطيع منافسة القطاع الخاص فى اختيار كفاءات موجودة به نظرا لارتفاع أجرهم.
ببساطة، لا أحد آمن فى مكانه من رؤساء الشركات التابعة، ولدينا وسائل لمتابعة الأداء والرقابة عليهم عبر الموازنة التى يتم إعداداها وخطة العمل.
ففى حالة وضع خطة وعدم تنفيذها جيدا سيتم التغيير، وهذا ما فعلناه فى «النصر للتعدين» و«الحديد والصلب» و«المواسير» وكلها تكليفات وليست تعيينا.
■ مستقبلًا.. كيف سيجرى اختيار القيادات؟
- لدينا رؤية بتشكيل لجنة خاصة للقيادات لاختيار مجالس الإدارات حتى لا نتفاجأ بالحالات والظروف الطارئة.
وعلى سبيل المثال فى المدى القريب، فإنه بعد رحيل المهندس هشام تمام من «ميتالكو» درست أكثر من سيرة ذاتية لقيادات كثيرة، وسيكون هناك رئيس مكلف للشركة قريبا.
لماذا لم تدخل الشركة المرحلة الأولى لبرنامج الطروحات الحكومية بالبورصة؟
- الشركة مقيدة بالفعل فى البورصة، وما سيُطرح هو الطرح الثانوى وطريقة المعالجة له تتم وفقا لسعر السهم، وله طريقة خاصة وفكرنا فيه بالفعل ودرسناه أيضا.
ولكن هناك مستجدات حدثت أجلتنا إلى المرحلة الثانية ولدينا شركات أخرى فى محفظتنا ستكون فى برنامج الطروحات، وعموما كل الشركات التى تحقق أرباحًا مؤهلة للطرح.