رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عمل انتقامي وراء قتل طفلي الدقهلية.. وهروب والدهما بعد ‏اعترافه بتجارة الآثار

قتل طفلي الدقهلية
قتل طفلي الدقهلية

تجرى نيابة ميت سلسيل بالدقهلية، بالتنسيق مع نيابة فارسكور بدمياط، تحقيقات موسعة فى واقعة مقتل طفلين شقيقين، غرقا فى مياه إحدى الترع بدمياط.‏

وكشفت التحقيقات الأولية عن ورود بلاغ إلى مركز شرطة ميت سلسيل، فى أول أيام عيد الأضحى، يفيد باختفاء محمد وشقيقه ريان، يبلغان من العمر ٥ و٣ أعوام على الترتيب، أثناء وجودهما رفقة ‏والدهما بملاهى القرية.‏

وقال الأب محمود نظمى، فى محضر الشرطة، إنه أثناء وجوده رفقة طفليه، فوجئ بأحد الأشخاص يدعى معرفته، وأنهما كانا زميلى دراسة منذ سنوات، وظل يتحدث معه لفترة، محاولًا أن يذكره ‏بنفسه، ثم اكتشف بعدها اختفاء طفليه، فأسرع بالبحث عنهما فى أنحاء الملاهى، حتى أخبره أحد المواطنين، بأنه شاهد سيدة منتقبة تصطحب الطفلين داخل «توك توك».‏
وأوضحت التحقيقات أنه بعد يوم من تحرير الأب المحضر، ورد بلاغ إلى مركز فارسكور بدمياط، يفيد بالعثور على جثتى طفلين بمياه إحدى الترع، فتم اتباع الإجراء القانونى فى تلك الحالات بمخاطبة ‏مديريات الأمن بالجمهورية لفحص بلاغات التغيب.‏
وأضافت: «تم استدعاء والد طفلى الدقهلية لتقارب المواصفات التى أدلى بها فى المحضر مع المعثور عليهما، وتوجه الأب إلى مشرحة مستشفى فارسكور المركزى، وتعرف على جثتى الطفلين».‏
واستكملت نيابة مركز فارسكور بدمياط التحقيقات وأجرت مناظرة للجثتين، أسفرت عن عدم وجود أية إصابات ظاهرية أو آثار لخنق أو طعنات، فيما رجحت المعاينة أن يكون سبب الوفاة هو «إسفكسيا ‏الغرق»، وإلقاء الطفلين حيين بالمياه.‏
وأمرت النيابة بندب الطب الشرعى لتشريح الجثتين، وتحديد أسباب الوفاة وتوقيتها، وما إذا كان معاصرًا لتوقيت اختفائهما أو يعقبه بعدة ساعات، فيما استمعت لأقوال والد الطفلين حول ملابسات الواقعة، ‏وروى خلال إدلائه بأقواله ما تعرض له داخل الملاهى.‏
وكشفت التحقيقات عن وجود خلاف بين والد الطفلين، وأحد سماسرة الآثار بمركز أجا، حول قطعة أثرية «قطة فرعونية»، حصل عليها من تشكيل إجرامى يتاجر فى الآثار بمحافظة دمياط.‏
وقال والد الطفلين، أمام النيابة، إنه أعطى للسمسار مبلغ ٣٠٠ ألف جنيه عمولة على القطعة الفرعونية، بينما كانت العمولة المتفق عليها ٨٠٠ ألف جنيه، مرجحًا أن يكون الدافع وراء قتل طفليه هو ‏الانتقام منه، وليس بغرض الابتزاز أو السرقة، مضيفًا: «لم أتلقَ أى اتصالات لطلب فدية».‏
من جهتها، تجرى نيابة ميت سلسيل بالدقهلية، شقًا آخر من التحقيقات، لكونها مكان تغيب الطفلين، وطلبت تفريغ كاميرات مراقبة الملاهى والأماكن المحيطة بها إن وجدت، بالإضافة إلى استدعاء الأب ‏لسماع أقواله، وعدد من شهود العيان، الذين أكدوا مشاهدة سيدة تصطحب الطفلين وتنصرف.‏
وقال وائل السعيد، ابن عم والد الطفلين، إن والدهما يعد من أغنياء ميت سلسيل، وهو ما يرجح وجود عمل انتقامى منه، مضيفًا: «جد الطفلين أصيب بجلطة نقل على أثرها إلى المستشفى، عقب سماعه ‏خبر مقتل الطفلين».‏
وكشف إبراهيم فتحى، محامى والد الطفلين، عن أن الأب أقر خلال التحقيقات بوجود خصومات بينه وبين إحدى السيدات، فضلًا عن وجود ثأر قديم لخلافات مالية، قائلًا: «حتى لو أنا أخطأت فما ذنب ‏الأطفال؟!».‏
وأضاف: «والد الطفلين فر هاربًا، خوفًا من المساءلة القانونية، بعد اعترافه أمام نيابة فارسكور باشتراكه فى تجارة الآثار».‏
إلى هذا، كشف مصدر أمنى عن أن الهدف من وراء قتل الطفلين، خلاف بعض الشركاء مع والدهما فى بعض المعاملات التجارية، مؤكدًا أنه تم تشكيل فريق بحث من ضباط إدارة البحث الجنائى ‏وضباط مباحث ميت سلسيل بالتنسيق مع الأمن العام لسرعة الوصول للجناة.‏
وأوضح المصدر أنه تم تفريغ الكاميرات بنطاق خط سير «التوك توك» ابتداء من موقع الاختطاف حتى مكان العثور على الجثتين فى إحدى ترع فارسكور. وشيع الآلاف من أهالى مدينة ميت سلسيل، أمس، ‏جثتى الطفلين وسط حالة من الحزن والغضب بسبب الحادث.‏