رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المغامر.. مصطفى محرم يواجه «أهل القمة»

مصطفى محرم
مصطفى محرم

- الديك وخان اقتبسا كل أعمالهما ونسباها لنفسيهما
- مسلسلات الزعيم لا تليق به.. و«بالحجم العائلى» «يطفش السياحة»
- مصطفى شعبان ابن عاق.. ونور الشريف قالى: «هو الواد بيقلدنى ليه؟»

هو ابن الوسط الفنى وأحد أعمدته الرئيسية، كاتب وسيناريست وناقد، وفى الأخيرة يمتلك لسانًا لاذعًا بشكل كبير، فبمجرد أن تقرأ هذا النقد ستعرف أن صاحبه هو مصطفى محرم.
إبداع «محرم» يشغل جزءًا كبيرًا من ذاكرة السينما، بكتابته سيناريوهات العديد من الأعمال الخالدة التى تعكس أننا أمام ظاهرة لا تتكرر فى عالم السينما والدراما، فمن ينسى أفلام «حتى لا يطير الدخان والراقصة والطبال وليل وقضبان وأهل القمة وليلة القبض على فاطمة، والحب فوق هضبة الهرم والغرقانة»، ومسلسلات: «لن أعيش فى جلباب أبى، وعائلة الحاج متولى، وريا وسكينة، وزهرة وأزواجها الخمسة».
«الدستور» تقتحم خلوته لتكشف كواليس مشواره الفنى، ورؤيته لحال الدراما والسينما المصرية، والتى وجه خلالها نقدًا لاذعًا للعديد من النجوم على مستوى التمثيل والتأليف.

■ بداية.. اتفرجت على إيه فى رمضان اللى فات؟
- مسلسلات «أيوب» و«طايع» و«ضد مجهول» و«بالحجم العائلى».
■ وإيه اللى عجبك فيها؟
- ولا حاجة، دى دراما بعيدة عنّا خالص كمصريين، يعنى مسلسل زى «بالحجم العائلى» ده مسروق من فيلم أجنبى مش فاكر اسمه، بالإضافة إلى أنهم معرفوش يسرقوا فعملوا مسلسل فاضى والكاتب جه فى النص ومعرفش يكمل، حتى معرفش يستغل إنه متصور فى مرسى علم، وطلع الشكل بتاعه كئيب، وضحكت أوى لما قالوا إن المسلسل هينشط السياحة، لأنه بالعكس بيطفش الناس.
■ وصفت الكتاب الجدد بالعابثين الواهمين والشرذمة الباغية.. مش شايف إن الوصف ده مبالغ فيه؟
- المؤلفين بتوع دلوقتى أخطر من الإرهابيين، لأنهم بيحرضوا على الفساد والعنف، وتبص تلاقى بوستر الفيلم البطل فيه واقف وماسك رشاش، ده مش موجود إلا فى الأفلام الأمريكية الدرجة التالتة.
■ مش خايف يتفهم نقدك ده إنه بدافع الغيرة لقلة إنتاجك حاليًا؟
- ده يتقال لحد غيرى، أنا واحد كتبت ١٠٥ أفلام، ٩٠ منها مثلت مصر فى مهرجانات، وكتبت ٣٧ مسلسلًا، وألفت ٤٠ كتابًا، ومفيش حد من الموجودين أنتج اللى أنتجته عشان أغير منهم، إنما هما ممكن يقولوا كده، عشان معظم اللى بيكتبوا دلوقتى بيتميزوا بقلة الأدب والبجاحة ومبيتقبلوش النقد.
■ ده اللى بيخليك فى مقالاتك تطلب من الكتاب إنهم يشتغلوا بوازع وطنى؟
- الوازع الوطنى إنهم ميشتغلوش عشان الشهرة والفلوس وبس، عشان كده لازم الدولة تخلق تيارًا جديدًا يواجه التيار الحالى ويطرده.
■ إيه اللى بيمنع المنتجين إنهم يتعاملوا مع التيار ده فى نظرك؟
- عشان المسألة كلها بقت شللية، وكل منتج عنده الشلة بتاعته اللى عايز يتعامل معاها، أنا مثلًا عرفت إن ابن محمود عبدالعزيز فتح شركة إنتاج، فكلمت ريمون مقار شريكه وبقوله: أنا مصطفى محرم، فلقيته بيعاملنى ببرود، قلت لنفسى يمكن مش عارفنى وعرفته بنفسى، لقيت نفس الطريقة، وبعدها قال لحسين ابنى: أنا مش هقدر أتعامل مع أبوك.
■ يمكن فيه خلاف حول نوع الدراما اللى بتقدمه أو إنهم بيعتبروه قديمًا؟
- لو نوع الدراما اللى بقدمه قديم، فاللى بيتعرض دلوقتى أقدم بكتير وخلص من زمان. مسلسل «لن أعيش فى جلباب أبى» مبيفوتش شهر إلا لما يتعرض أربع وخمس مرات على كل القنوات، و«عائلة الحاج متولى» كذلك، أتحدى بقى مسلسل جديد من بتوعهم يتشاف كام مرة على بعض.
■ هل تتابع «الكوميكس» اللى بتتعمل على شخصيات مسلسلاتك.. زى «عبدالغفور البرعى»؟
- لا أنا ماليش فى التكنولوجيا.. ومعرفش يعنى إيه «كوميكس» أصلًا.
■ إزاى شفت الانتقادات الموجهة للجنة الدراما واعتبارها «لجنة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر»؟
- دى مبالغة منهم طبعًا، اللجنة كانت موجودة لضبط إيقاع الدراما اللى بيقع، لكنها فشلت، لأن مكرم محمد أحمد اللى كان ماسكها ده راجل صحفى مالوش علاقة بالدراما.
والمخرج محمد فاضل كان بيحكى لى على حاجات تضحك بتحصل فى الاجتماعات، كفاية مثلًا إن مكرم كان بيقول إنه مش هيتدخل فى المحتوى، بس هيعاقب على الألفاظ الخارجة، مع إن المعركة أصلًا مع المحتوى وواضح إن ده اللى خلاهم استقالوا.
■ تقييمك إيه لفكرة ورش الكتابة المنتشرة دلوقتى؟
- أنا مش ضد ورش الكتابة بشكل عام، «ماركيز» نفسه كان معاه ورشة كتابة، بس أنا ضد إن عيل يعمل مسلسل ولا اتنين وبعدين يقوم مرقّى نفسه رئيس الورشة، للأسف إحنا كنا ست ولا سبع كتاب، ودلوقتى مصر فيها أكتر من ٤٠ كاتب، ولا ليهم علاقة بالكتابة أصلًا.
كمان مفيش منتج بيقرا حلقات، كلهم بيقروا الأفكار بس، ويدخلوا التصوير بأربع ولا خمس حلقات، ومبيعرفوش بقية الأحداث هتمشى إزاى.
■ طيب إيه رأيك فى كورسات السيناريو المنتشرة دلوقتى؟
- الكورسات مهمة بس الأهم مين بيديها، مين بيعلم مين؟، يعنى زمان واحد زى رأفت الميهى كان راجل محترف وبيجيب أحسن ناس فى البلد يعلموا، إنما دلوقتى مين بيعلم؟.
■ وإيه رأيك فى شراء فورمات المسلسلات الإسبانى زى «جراند أوتيل» و«طريقى» و«ليالى أوجينى»؟
- طريقة عظيمة لهدم الدراما المصرية وإفساد نكهتها، بتحويل جورج لـ«حسن» و«ليليا» لـ«نعيمة»، ولا كأن فيه روايات مصرية بتعبر عنّا، والمدهش إنهم بعد كل ده بيتكتبوا على التتر رؤية المؤلف فلان، أمال الكاتب الأصلى راح فين؟ معندوش نظر يعنى؟
■ مين من الكُتّاب دلوقتى بيستشيرك فى شغله؟
- ولا حد.
■ اتهمت فى مذكراتك كُتّاب زى بشير الديك بإنهم بيقتبسوا الأفلام وينسبوها لنفسهم.. ليه قلت كده؟
- ¾ كُتّاب السينما المصرية «حرامية»، حتى المشهورين منهم، مثلًا محمد خان كان غاوى يقتبس قصص الأفلام الأجنبية، ويكتب عليها قصة محمد خان، وكل الأفلام اللى كتب عليها إنها كانت قصته كانت أفلام تانية.
إنما بشير الديك فدى حكاية بدأت بتحدى ومع سبق الإصرار، لأنى قلت فى وقت إنى أتحد النقاد بإنى هجيب فيلم مقتبس من عمل أدبى شهير ومش هيقدروا يميزوه، وساعتها اخترت رواية «الزوج الأبدى» بتاعت ديستوفسكى، ومرضيتش أحط اسمى على حاجة مقتبسة، لأنى عمرى ما عملت كده، فكتبت إن القصة لبشير الديك من غير ما نقول على التتر إنها مقتبسة، ومحدش عرف كده إلا لما أنا أعلنت بعدها. اللى أنا استغربت له إنى بشير مشى فى الطريق ده وكمل، رغم إنى كنت بجربه فى حاجة غلط.
■ لكن أنت استغليت قصة «لن أعيش فى جلباب أبى» لإحسان عبدالقدوس ونجحت بيها؟
- نور الشريف لما قرا الرواية جاله إحباط، وقال لى: أنا حتى ماليش دور، لأن قصة إحسان كلها كانت على الابن مش الأب، وأنا بنيتها من أول وجديد، وضفت ليها أحداث وشخصيات وعملت قصة كفاح لـ«عبدالغفور»، وكل ده ماكانش موجود فى الرواية الأصلية.
■ إيه العمل اللى كتبته واتمنيت تمسحه من تاريخك؟
- «عذاب الحب» و«النصابين الخمسة».
■ إزاى بتشوف حسين مصطفى محرم كسيناريست؟
- حسين مخدش فرصته الكاملة، لكنه كاتب وشاعر وموهبته أكبر منّى، بس المهم يعرف يختار طريق الفن مش طريق أكل العيش.
■ ده تقريبًا الكاتب الوحيد اللى ذكرت إنه أحسن منك.. تقييمك ده بدافع الأبوة ولا الموهبة؟
- الموهبة.
■ مين الممثل اللى تتمنى تشتغل معاه حاليًا؟
- مفيش.
■ ومحمد رمضان إيه رأيك فيه؟
- هو رقم واحد فى السوق، ونجوميته بتقرب من نجومية عادل إمام.
■ تقديرك إيه لـ«عادل إمام» فى أعماله الدرامية الحالية؟
- أنا بعتبر إنى كتبت له أحسن فيلم عمله وهو «حتى لا يطير الدخان»، إنما مسلسلاته دى اللى عملها آخر كام سنة مش من مستواه، رغم إنه كان ممكن يعمل مسلسلات عظيمة، بس العيب فى السيناريست يوسف معاطى، لأنه عمل مسلسلين بس هما: «سكة الهلالى» و«حمادة عزو»، إنما فى السينما فأفلامه كلها مسروقة من السينما الأمريكية، باستثناء «السفارة فى العمارة» اللى كان أصلًا فكرة عمرو عرفة.
■ ليه قلت إن عادل إمام لو كان مثّل «الراقصة والطبال» كان الفيلم هيبقى أكثر شعبية؟
- ده كان توقعاتنا كلنا وقتها وكل فريق العمل كان متوقع كده، لكن على العكس، الفيلم لما نزل ونجح إحنا مكناش مصدقين، لأن النجاح ده كان صعب تتوقعه.
وده برضو حصل مع محمود عبدالعزيز اللى كان مرشح لمسلسل «لن أعيش فى جلباب أبى»، واعتذر عنه، وعمله نور الشريف وكسّر الدنيا، وكمان محمود اترشح تانى لـ«عائلة الحاج متولى» وبرضه اعتذر، ونور كسّر الدنيا، ومحمود ندم كتير أوى على سوء قراره.
■ كنت زمان جزءًا من الصراع بين نادية الجندى ونبيلة عبيد على شباك التذاكر.. تفتكر الأيام دى؟
- كانت من الفترات الجميلة فى حياتى، وكنت بشهد صعود نجمتين بكتب لهم أفلامهم وواقف فى النص بينهم، ولو عملت فيلم لدى، لازم أعمل لدى وينجح نفس النجاح، عشان كده رسمت لكل واحدة شخصية وقلت لهم: لو خرجتوا عنها هتسقطوا.
لكن حصل إنى اتخانقت مع نادية لمدة ٨ سنين، لأنها كانت عايزانى أكتب ليها هى بس، رغم إنى كنت مطلوب وبكتب لناس تانية كتير، وكنت ساعات بعتذر من كتر الشغل، وكنت أكتب جزءًا من القصة ولا السيناريو وأقول للمنتجين كلموا أى حد تانى من اللى مش شغالين وقتها يكمل.
وساعتها بقيت بشتغل مع نبيلة بس، لكن أرجع وأقول: نار نادية ولا جنة نبيلة.
■ إيه أسباب اختفاء النجمتين من الساحة، واستمرار يسرا اللى كانت أقل منهم شعبية فى الوقت ده؟
- نادية حاولت تبقى فى الدراما ومنجحتش، ونبيلة مشوشة ومقدرتش تحسم أمرها وتحدد هى لازم تشتغل فى التليفزيون ولا السينما، إنما يسرا فأنا مش شايف إنها عملت حاجة ليها قيمة كبيرة لأن مسلسلاتها متوسطة.
■ إزاى بتشوف مصطفى شعبان؟
- مصطفى شعبان ابن عاق، ونور الشريف كان بيقول لى: هو الواد ده بيقلدنى ليه؟ وأنا حاولت أنقذه من اللى بيعمله فى نفسه، وقلت له: إنت ماشى فى اتجاه الناس هتزهق منه، وكان المفروض يقول لى: أنا تحت أمرك، عشان أشوف له موضوع جديد يغير بيه جلده بدل القرف اللى بيعمله.
■ إيه حكاية الحرب اللى قامت بينك وبين سوزان مبارك بسبب مسلسل «عائلة الحاج متولى»؟
- صفوت الشريف بنفسه هو اللى قال لى نصًا: «الهانم مش عاجبها المسلسل»، لأن حسنى مبارك كان بيحب المسلسل وبيشوفه كل يوم، وبيستناه، وسوزان كانت مبتحبوش وشايفة إنه بيبوظ اللى بتعمله من خلال المجلس القومى للمرأة، لكنه خلّاها تشيل إيديها من عليه.
ساعتها هى أطلقت زباين المجلس فى تصريحات معادية كل يوم للمسلسل، لدرجة إن مبارك كان بيقول لصفوت الشريف إن الملوك والرؤساء مكانوش بيكلموه على مشاكل الدولار أد ما بيكلموه على «الحاج متولى»، وكان عمرو موسى بيقول: «العرب اختلفوا على كل حاجة ومتفقوش إلا على الحاج متولى.
■ سؤال أخير.. هل بتحس إن عندك «ذات متضخمة»؟
- لا.. مش حقيقى.

هل عمرك كتبت من الباطن لكاتب تانى؟
- أيامنا كان فيه حاجة اسمها مساعد سيناريست، يعنى السيناريست يبقى ليه شخص بيكتب له الحوار، أو بيتناقش معاه فى تفاصيل الفيلم، أو يساعده فى رسم الشخصيات ولا يذكر اسمه طبعًا، لكن أنا رفضت يبقى ليا مساعد أو إنى أكون مساعد لحد وقتها.