رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أبو الكرامات.. أسرار خاصة من "خلوة" محمود الشريف وكيل البرلمان

السيد محمود الشريف
السيد محمود الشريف نقيب الأشراف وكيل أول مجلس النواب

يلقب بين أبناء مركز «أخميم» بمحافظة سوهاج بـ«عمدة الصعيد» و«شيخ الأشراف»، ويتمتع بسيرة طيبة بين أهالى «بلد المواويل»، خاصة مع مشاركته المستمرة فى مبادرات الصلح، وتمتعه بـ«هيبة» كبيرة خلالها، لكونه «نقيب الأشراف» فى مصر، ما جعل كلمته مسموعة بين الجميع، كبيرًا أو صغيرًا. إنه السيد محمود أحمد حسين الشريف، المشهور اختصارًا بـ«السيد الشريف»، الذى يشغل منصب وكيل مجلس النواب ونقيب «الأشراف»، ما يجعله شخصية من طراز خاص جدًا، لجمعه بين مهمتين «سياسية» و«روحية» فى وقت واحد. «الدستور» تبحر فى عالم «وكيل البرلمان» وترصد محطات فى مشواره السياسى والصوفى.


تزوج فى سن الـ20.. لديه 4 بنات وولد.. وأهلاوى يعشق المصارعة
تزوج السيد محمود الشريف فى سن الـ٢٠، وكان يتنقل بين سوهاج والقاهرة، حتى استقر فى العاصمة بشكل كامل بعد تعيينه «نقيبا للأشراف»، وفى أوائل أبريل الماضى توفيت زوجته فحزن عليها حزنًا شديدًا.
والده هو مثله الأعلى، ويرى أن ما وصل إليه خلال مشواره بفضله، لذا فهو دائم الحديث عنه، وسبق أن وصفه بأنه «صاحب الفضل عليه وقدوته»، مشددًا على أنه يستعين بنصائح والده أثناء حديثه وتعاملاته مع الآخرين.
لدى «الشريف» ٤ بنات وولد، أكبرهم حاصل على ليسانس الحقوق، ويقضى أغلب وقته معهم.
ويتناول وكيل البرلمان بشكل دائم مشروب «اليانسون»، ويعتبره «يريح الأعصاب ويساعد على الهدوء»، ويعدد كثيرًا فوائده للجسم، ورغم نشأته الصعيدية إلا أنه لا يفضل الشاى أو القهوة، ويتناول جميع الأكلات الجنوبية التى تربى عليها منذ صغره، ويعتبر أن «جميع الأطعمة نعمة من الله».
ولـ«وكيل البرلمان» العديد من الهوايات، ويمارس عدة أنشطة رياضية، من بينها «المصارعة» التى يعشقها منذ صغره، ولم يكن غريبًا أن يشغل عضوية اتحادها العام، بجانب رئاسة مركز شباب الزهور لفترات عديدة، فضلًا عن تشجيعه للنادى الأهلى.
ويعشق «الشريف» سماع أغانى «زمن الفن الجميل»، وتحديدًا أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ، كما أنه عاشق للقراءة ومطلع على كل ما هو جديد، ويمتلك مكتبة كبيرة بها آلاف من الكتب فى مختلف المجالات، ويحرص على اقتناء القديم والجديد منها على حد سواء، ويعتبر «من لا يقرأ لا يرى».
ومن أفضل اللحظات التى مر بها «نقيب الأشراف»، منحه فى ٢٠١٥ وسام الجمهورية للعلوم والفنون من الطبقة الأولى، من قبل الرئيس عبدالفتاح السيسى، كونه إحدى الشخصيات الدينية والوطنية التى ساهمت فى تعزيز القيم النبيلة فى المجتمع، والعمل على نشر سماحة الدين الإسلامى الوسطى المعتدل، والتصدى للغلو والتشدد والعمل على التحلى بأخلاق الرسول، صلى الله عليه وسلم، فى الأفعال والأقوال، وهو ما اعتبره «الشريف» وسام تكريم لكل «الأشراف» ومن يسير على خطى النبى.
وفى هذا الإطار، يشدد على أن نقابة الأشراف تواصل العمل على تعزيز قيم التسامح والأخلاق بين كل أطياف المجتمع، حتى نستطيع مواجهة الفكر المتشدد الذى يسىء للإسلام والمسلمين، والنهوض بالحوار المجتمعى، ودعم مسيرة التعاون بين مختلف فئات الشعب.
ويضيف: «نقابة الأشراف تنسق مع الأزهر الشريف لإخراج خطاب فكرى جديد يركز فى محتواه على تعزيز ودعم وتقوية الروابط بين أبناء وأفراد الوطن ومواجهة الأفكار الضالة الهدامة التى طرأت لدى بعض الأفراد فى المجتمع وتصحيح مسارها». ووفق «الشريف»، فإن النقابة تعمل على «دعم مبادرات التقارب بين أفراد الوطن والشعوب العربية لتقويتها، مع العمل على إزالة الخلافات والمشاحنات لمواجهة الحملات التى تحاول بث الفرقة».
ويعتبر وكيل البرلمان تجديد الخطاب الدينى طوق نجاة لصد الإرهاب والعدوان الذى يستهدف تقسيم الوطن العربى لخدمة أجندات أجنبية، متوقعًا أن يلتف الشعب حول الأزهر الشريف، لأنه المرجعية الدينية الأولى فى العالم والجهة الوحيدة التى دائما ستظل تدافع عن الإسلام.

بكالوريوس تجارة من مصر ودرس الهندسة في سوريا.. يمتلك مجموعة شركات عائلته «برلمانية جدًا».. وعلاقته بـ«عبدالعال» مميزة
ولد السيد محمود الشريف فى ٤ مارس عام ١٩٥٦، بمدينة «أخميم» بمحافظة سوهاج، تدرج فى المراحل التعليمية حتى حصل على بكالوريوس تجارة من مصر، كما درس الهندسة في سوريا.
شغل «الشريف» عضوية البرلمان فى ٤ فصول تشريعية، هى ١٩٩٠ و١٩٩٥ و٢٠٠٠ و٢٠٠٥، بجانب عضويته فى البرلمان العربى، وخلال الجلسات الإجرائية الأولى لمجلس النواب الحالى، حصد منصب وكيل البرلمان بـ٣٤٥ صوتًا.
ولأدائه المتميز فى العمل الشعبى والخيرى والبرلمانى، اختير ضمن أفضل ١٠ نواب ومنح الدرع الذهبية من رابطة المحررين البرلمانيين.
وينتمى وكيل البرلمان لأكبر عائلة برلمانية وسياسية فى «أخميم»، صاحبة باع كبير فى العمل البرلمانى منذ نشــــأة الحياة النيابية فى مصــر، وخرج منها العديد من أعضاء مجلس النواب، أمثال جده «أحمد حسين الشريف»، ووالده «محمود أحمد حسين الشريف»، وعمه «محمد أحمد حسين الشريف»، وشقيقه «أحمد محمود الشريف».
وعمل «الشريف» فى الكثير من المجالات، وأسس مجموعة من الشركات تولى رئاسة مجلس إدارتها، بجانب تأسيسه العديد من المؤسسات والجمعيات التى تخدم المجتمع بكفالة الأيتام والأرامل وذوى الاحتياجات الخاصة والمحتاجين، فضلًا عن المساهمة فى التبرع لبناء المدارس فى سوهاج وغيرها من محافظات الصعيد.
وفيما يتعلق برؤيته للبرلمان الحالى، يقول «الشريف» مستندًا إلى خبراته البرلمانية والسياسية الطويلة على مدى ٢٨ عامًا: «هذا البرلمان أدى دوره فى الإصلاح، وبنى رفقة المؤسسات المصرية الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة».
وأوضح أن ذلك تحقق من خلال «الإصلاح التشريعى، وإصلاح الجهاز الإدارى للدولة، والدفع بكوادر شبابية لتولى مناصب قيادية، وبالسيدات فى مناصب وزارية ومنصب المحافظ».
وتجمع «الشريف» بالدكتور على عبدالعال، رئيس مجلس النواب، علاقة طيبة للغاية، ويقول عنه: «قاد البرلمان فى فترة صعبة جدًا، كان لا يوجد بها حزب أغلبية، وأدى دوره على أكمل وجه، وتحمل العديد من الانتقادات».
وساهمت خبرته وحنكته السياسية وهدؤه فى نجاح ترؤسه لجنة الرد على برنامج حكومة الدكتور مصطفى مدبولى، وتحدث عن العلاقة بين البرلمان والحكومة قائلًا: «هذه الفترة من عمر الوطن لا يوجد فيها طرفان أو عدة أطراف، وإنما طرف واحد على سفينة واحدة». وأضاف: «نتعاون كسلطة تشريعية مع السلطة التنفيذية، ونحاول جاهدين إحداث توافق لصالح الوطن».

صوفى ينتمى لـ«الرفاعية».. يرفض «الشطحات».. وينشط فى نقابة الأشراف منذ التسعينيات
ينتمى «الشريف» للطريقة «الرفاعية» الصوفية، وأخذ العهد على يد الشيخ الرفاعى «أحمد كامل ياسين» نقيب الأشراف شيخ مشايخ الصوفية السابق، الذى عينه- قبل وفاته- نائبًا له، ليتولى بعد رحيله مسئولية «الأشراف»، ولا يزال «الشريف» يقيم «حضرة صوفية» فى أخميم.
وعن منهجه فى الصوفية، يرى ضرورة التفريق بین الشطحات وكل ما هو خارج حدود الدین، ومن یحاول أن یشوه صورة حب آل البیت، ويقول: «حب آل البیت أیضا یتبعه حب صحابة رسول الله، صلى الله علیه وسلم، وأمهات المؤمنین والسیدة عائشة، رضى الله عنها».
ويعتبر أن الأشراف وأهل التصوف فى مصر یتبعون المنهج المحمدى الخالص المبنى على الوسطية والاعتدال، مضيفًا: «باتباع خلق الحبیب المصطفى قولا وعملا ولیس بالمظاهر فقط، تكون الدعوة إلى حقیقة الدین الإسلامى بسماحته».
ويشدد فى الإطار ذاته على أن «أهل المدد» لهم علاقات طيبة بالإخوة الأقباط، لأن رسولنا الكريم أوصانا بهم خيرا، لذا ينبغى ألا نستثنى أحدا من البشرية، لأن الرب واحد.
ويرى أن هناك بعض الأمور التى تحتاج للتدخل الفورى من قبل نقابة الأشراف، بهدف حماية الوطن والحفاظ عليه وغرس بعض القيم الإيجابية فى نفوس الشعب، مشددًا على أن «الأشراف» لا ينتمون لأى فصيل سياسى، والوطن عندهم فوق كل شىء.
ويساهم «الشريف» فى ظهور نقابة الأشراف، وانتشارها محليا ودوليا، من خلال تعاونه مع المؤسسات الدينية وعلى رأسها الأزهر الشريف.
و«الشريف» من أوائل الذين عينوا عضوا بالمجلس الأعلى لنقابة الأشراف، أوائل التسعينيات، وساهم مع نقيب الأشراف وقتها أحمد كامل ياسين الرفاعى وأعضاء النقابة فى إنشاء المبنى الجديد، وحضر جميع الندوات والمؤتمرات، وكان له نشاط كبير وملحوظ ما أهله لأن يكون «نقيب الأشراف» بعد وفاة «ياسين»، وذلك فى ٢٤ ديسمبر ٢٠٠٨.