رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الزواج والحج.. أحلام تجمعت حول نيران مواقد صناعة الرقاق بالعيد

جريدة الدستور

وجه بشوش هادئ، تعلوه التفاصيل الصعيدية، وعينان أرهقتهما درجة الحرارة المرتفعة، وفم دائم الابتسام مرددًا كلمة واحدة "كل سنة وأنتم طيبين".

جلباب أسود مزخرف بورزد صفراء، يغطى جسدا سمينا غرق في بحور العرق، هكذا ظهرت "جمالات محمود" ذات الخمسين عامًا صانعة الرقاق المنزلى.

في محل ضيق بحارة صغيرة داخل منطقة أبوزارع بالمنيب، جلست جمالات الملقبة بأم عبده مع رفيقتها حنان زوجة شقيق زوجها -سلفتها- على الأرض، ممسكات بقطعة رفيعة من الخشب -نشابة- يفردن بها العجين على طبلية خشبية.

قالت أم عبده، إنها تستأجر هذا المحل الصغير لصناعة الرقاق المنزلي في عيد الأضحي المبارك فقط؛ لأنه موسم يمكنها أن تحصد منه رزق جديد لمنزلها، معلقة "أهى أى حاجة نساعد بيها في البيت".

حملت جمالات لواء مساندة زوجها في جمع الأموال، بسبب قلة العمل الذي يأتي إليه فهو يعمل فى مجال تشطيب المنازل، وبات هذا المجال رزقه ضئيلا بسبب الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد.

تابعت أنها تعمل بهذا المجال منذ نحو 25 عامًا أي منذ قدومها مع زوجها من المنيا والعيش في المنيب وتعاونها حنان، إلا أنها قررت أن تمتنع عن العمل منذ سنتين.

تجهيز ابنتها هو ما أعادها للعمل في هذا المجال، فرزق الرجل بات ضئيلًا، لا يسد احتياجات ابنتها "عفاف" ذات الخمسة والعشرون عامًا.

أما "حنان" فقررت أن تجمع بعض الأموال فى هذا العيد، في محاولة لجمع قرابة الـ30 ألف جنيه، حتي يتسني لها أن تذهب للحج في العام المقبل.

قالت حنان إن عملهم يبدأ في تمام الواحدة ظهرًا، فيبدأن في عجن العجين، وتشكيلة على شكل كرات صغيرة يضعونها فى صاج كبير من المعدن ويغطونه بورق السيلوفان.

بعدها بساعات يأتي دور الطبلية والنشابة في فرد العجين وترقيقه بالدقيق، بحركة مستقيمه باستخدام النشابة، ومن ثم يتم رش الفرن بالدقيق وتبدأ عملية التسوية.