رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إسبانيا تعترف بعدم تمكنها من إعادة تأهيل المتطرفين في سجونها

جريدة الدستور

كشف مصدر من داخل أحد سجون إسبانيا عن أن المتطرفين المحتجزين لم يتخلوا عن تعصبهم وتطرفهم الديني، وذلك في غضون سنتين اتبعت خلالهم السلطات الإسبانية خطة محكمة لإعادة التأهيل الفكري لهم، ممن اعتقلوا لتورطهم في قضايا إرهابية.

ووفقًا لأمانة المؤسسات الإصلاحية، التابعة لوزارة الداخلية فإن 23 سجينًا فقط من بين 252 سجينا تم اعتقاله جراء اتهامات بالتطرف والإرهاب، قد وافقوا على الخضوع لبرنامج التأهيل العلاجي المقدم من قبل وزارة الداخلية الإسبانية وذلك بحسب ما نقلته صحيفة البيريوديكو الإسبانية اليوم الأحد.

ووافق اثنا عشر شخصًا على الاعتراف بجرائم إلى مكتب المدعي العام سعيًا إلى تحسين حياتهم في السجن، ولكن دون التراجع عن أيديولوجيتهم عن الكراهية.

ويرى أحد الأطباء النفسيين المشرفون على البرنامج التأهيلي للسجناء، أن قبول 23 سجينًا موزعين على 8 سجون من بين 27 سجنًا من المتطرفين ليس بالعدد القليل من وجهة نظر وزارة الداخلية الإسبانية، قائلًا: "أنت تخاطب أكثر التجمعات تمردًا وكراهية للآخر قد تصادف وأن تتعامل معهم في حياتك".

التطرف لا يتراجع خلف القضبان إنما هو يتجذر في يأس السجناء المسلمين ويبدو ذلك جليًا فى الكتابات على جدران زنزانات المساجين"، هكذا علق أحد العاملين من داخل سجن إسباني في حديثة إلى صحيفة البيريوديكو، مشيرًا إلى أنجدران جميع الزنازن التى تأوي بداخلها إرهابيون أو متطرفون تحتوي على كتابات مثل "لا إاله إلا الله " أو رسم علم المنظمة الإرهابية داعش.

وتابع المصدر: "تتراوح كتابات المتطرفين على حائط الزنزانة ما بين مجرد خدوش غير مفهومة وكتابات دينية، تصل لرسائل استفزازية كتلك التي خلفها المتطرفين من داخل سجن استريميرا في العاصمة مدريد، مايو2017 والتي تطرقوا خلالها إلى رسائل مبهمة ترجمت فيما بعد في صورة هجمات إرهابية وقعت في مدينة رامبالا وكامبريليس الكتالونية في أغسطس من نفس العام".

في المؤسسات الإصلاحية، يظل نقص المترجمين خطرًا إذ تصنف على أنها أحدي أهم العقبات في السيطرة على التطرف الكامن قائلًا: "اللغة هي أحد أهم الطريق للكشف عن التطرف، بالاضافة إلى غيرها الكثير، مثل الموقف، العلاقات، المظهر".

ويوجد لدى مؤسسات السجون حوالى 17 مترجما من العربية، فضلًا عن 13 مترجما من الكتالونية.

ومن جانبه، أفاد المصدر بأنه من الصعب جدا السيطرة على الكتابات باللغة العربية التي تصل إلى السجناء، والتى غالبًا ما يتحدثون خلالها عن استعادة الأندلس".

وأصبحت السيطرة على الإسلاميين الراديكاليين في السجون أولوية بالنسبة إلى لجان الأمن الأهلية ورؤساء الخدمة، لكن وبالرغم من ذلك يواجه عمال السجون العديد من المشكلات إذ يشكو أحدهم، قائلًا: "ليس لدينا أهداف واضحة، لأن المعلومات ليست ذهابا وإيابا، إذ إن الحرس المدني لا يخبرنا بالضبط بما يريده، في ما يجب أن ننظر إليه".