رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ترجمة "مكة".. قل Makkah ولا تقل Mecca

مكة
مكة

شرف الله مكة بالبيت الحرام وجعلها قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم، وتضمنت كتب التفسير والتاريخ عددًا كبيرًا من أسمائها التي اتفق عليها الرواة، لكنهم اختلفوا في ترجمة الاسم المدون في معظم المراجع الأجنبية بأسم (Mecca)؛ بسبب تناقضه مع الاسم الحقيقي للمدينة التى - شرّفها الله - المذكور في القرآن الكريم، على الرغم من أن الترجمة اللاتينية كتبتها باسم (Makkah).

وتناول الإعلام المحلي والعربي قبل أكثر من عقدين من الزمن موضوع اسم (Mecca) الذي لا تزال بعض الدول الأجنبية إلى الآن تصف به (مكة المكرمة) وأماكن أخرى لديهم لا تليق باسم مكة المكرمة أطهر بقاع الأرض، وعمل المسلمون في حينها على تصحيح ذلك الاسم الذي يختلف نطقه عن (مَكة المكرمة) باللغة العربية بفتح الميم، إذ يُنطق (مِكا) بينما الصحيح يكتب كما في أصل الترجمة اللاتيني (Makkah)، بحسب ما ذكر أستاذ الجغرافيا في جامعة أم القرى الدكتور معراج بن نواب مرزا.

وأفاد "معراج" أن ترجمة (مكة المكرمة) باللغة الإنجليزية أثير في مطلع الثمانينيات بين المسلمين؛ ليصدر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - حينما كان وليًا للعهد نائبًا لرئيس مجلس الوزراء، قرارًا عام 1401هـ ينص على اعتماد ترجمة (مكة المكرمة) إلى (Makkah) في جميع مراسلات القطاعات الحكومية والخاصة في المملكة، وإبلاغ الشركات والمؤسسات التي تتعامل معها باعتماد ذلك الاسم.

واهتمت رابطة العالم الإسلامي التي يوجد لها العديد من المكاتب والدعاة في مختلف دول العالم بذلك الموضوع، وأبلغت الدول بأهمية اعتماد الترجمة الصحيحة (Makkah) احترامًا لقدسيتها كقبلة المسلمين في العالم.

وأشار إلى أن المؤتمر الدولي للجغرافيين الذي عقد في مقر الجمعية الجغرافية الملكية بلندن عام 1936، قرّر أن تكتب أسماء المدن، والطبيعة الجغرافية، والظواهر المناخية في العالم كما ينطقها أهلها، مبينًا أن اسم (Makkah) سجل في دائرة المعارف البريطانية، وأطلس أكسفورد.

وتعد مكة المكرمة القلب النابض والقبلة الإسلامية لأكثر من مليار وثلاثة أرباع المليار مسلم في العالم، وجاء اسم (مكة) حسبما ذكرت بعض كتب اللغة من كلمة (جذب الفصيل أي الرضيع ثدي أمه إذا امتص حليبها) بمعنى أن مكة امتصت قلوب المسلمين، وثنى على ذلك قول المؤرخ أحمد السباعي في كتابه "تاريخ مكة المكرمة" المحفوظ لدى دارة الملك عبدالعزيز: إن علماء الإسلام أشاروا إلى أن تسمية "مكة" جاء بسبب قلة مائها، ومنهم من قال لأنها تمك الذنوب أي تذهب بها، أو لأن الناس فيها يبكِ بعضهم بعضًا أي يدفع.

ومن الإنصاف العلمي والأخلاقي أن تنطق مكة المكرمة بما ورد في القرآن الكريم، وبما ينطق بها أهلها، وأن إطلاق اسم آخر عليها خلاف ما اتفق عليه المسلمون يعد خطأ علميًا فادحًا ينبغي تعديله.

كانت وزارة الثقافة والإعلام السعودية وجهت الصحف والمجلات المحلية كافة، بضرورة كتابة اسم "مكة" مقرونًا بـ"المكرمة"، و"المدينة" مقرونًا بـ"المنورة" تعظيمًا لمكانتيهما في الإسلام، وفي إطار الرعاية والاهتمام التي يوليها ولاة الأمر لهاتين المدينتين المقدستين، منذ عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.