رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

باحث أثرى: الفراعنة أول من عرفوا تقديم الأضاحى للتقرب من الآلهة

جريدة الدستور

منذ آلاف السنين، بحث المصري عن أساليب للتقرب من الآلهة، فوضع ضوابط تلزمه بالتمسك بالأخلاق، وتمنعه عن ارتكاب المحرمات، كما توصل إلى فكرة تقديم الأضحية والقرابين للآلهة، حتي ينال رضاهم، ومن خلالها أيضا يمكنه الحصول علي مساعدة الآلهة للتغلب علي مشكلاته.

يقول الباحث الأثري، الطيب غريب، كبير مفتشي معابد الكرنك في الأقصر، إن البرديات والنقوشات علي جدران المقابر والمعابد الفرعونية، كشفت عن الأهمية التي كان يوليها المصري القديم للآلهة، وكشفت أيضا عن الأساليب التي كان يتبعها المصري القديم للتقرب من الآلهة، والتي جاء من بينها تقديم الهدايا والقرابين الممثلة في الخبز والعسل والطيور والحيوانات.

وأضاف لـ"الدستور"، أنه كانت هناك طقوس يتم تنفيذها لتقديم القرابين أو الأضحية، فكما وصف "هيرودوت" مصر القديمة في كتابه، أن المصريين القدماء كانوا يذهبون بالحيوان الموسوم إلي المذبح حيث يضحون، ثم يشعلون نارا، وبعد ذلك يسكبون خمرًا فوق الأضحية ثم يذبحونها مبتهلين للمعبود، وبعد ذلك يقطعون رأسها ويسلخون جلدها، ثم يلقون اللعنات علي رأس الأضحية، وفي نهاية الأمر يلقون بها في النهر، وكان الاعتقاد السائد حول فكرة قطع الرأس ولعنها، هو إذا كان مكروه سوف يصيب مصر فإنه سينزل ويصيب رأس الأضحية.

وتابع: "يتم إخراج أحشاء الأضحية وحرقها، أو يتم تركها بداخل الحيوان، ويحدد ذلك علي حسب الإله المعبود، ثم يتم قطع الأرجل والأكتاف والرقبة، وبعد ذلك يُملأ جسم الأضحية بالخبز والعسل والزبيب والبخور والتين، ثم يسكب عليه زيتا، ويتم الحرق، خلال مرحلة أحتراق الأضحية كانوا يلطمون، وبعدما ينتهون من اللطم يقومون بتناول الطعام.

وأشار إلي أن الأضاحي في مصر القديمة، كانت ممثلة في الثيران والعجول الطاهرة، ولا يباح أن تتم التضحية بالأبقار لأنها مقدسة لأيزيس.

وأكد أن المصريين كانوا يحرصون على تزيين الأضحية قبل تقديمها للإله، من خلال تزيينها بالأقمشة الملونة والقلائد.