رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من هو كوفي عنان أول إفريقي يتولى منصب أمين عام الأمم المتحدة

كوفي عنان
كوفي عنان

توفي كوفي عنان، الأمين العام السابق لمنظمة الأمم المتحدة، والذي يعتبر أحد أهم الرموز الدبلوماسية في العالم، خاصة أنه أول إفريقي يتولى هذا المنصب.

كان أحد المصادر الدبلوماسية أعلن، اليوم السبت، خبر وفاته في جنيف، وقال إنه بذل كل ما في وسعه لمساعدة كل محتاج أو فقير.

وألقت وكالة "أسوشيتيد برس" للأنباء الضوء على أهم المحطات في حياة المسئول الأممي والدبلوماسي الراحل.

وترصد "الدستور" في السطور التالية من هو أول إفريقي من أصحاب البشرة السمراء يتولى هذا المنصب:

ـ وُلد كوفي عنان، في 8 أبريل عام 1938، في عائلة من أكبر العائلات في كوماسي، غانا، إذ كان يعمل والده حاكم مقاطعة، وكان اثنان من أجداده رئيسى قبيلة.

كان عنان يتحدث العديد من اللغات بطلاقة، مثل الإنجليزية والفرنسية ولغات إفريقية أخرى، من خلال دراسته في مدرسة داخلية مرموقة، وجامعة العلوم والتكنولوجيا في كوماسي، وتخصص في الاقتصاد خلال دراسته الجامعية في كلية ماكاليستر في سانت بول، مينيسوتا، عام 1961، ثم انتقل إلى جنيف، حيث درس بالدراسات العليا في الشئون الدولية، ومن هنا انطلقت مسيرته في الأمم المتحدة.

ـ ثم تزوج عنان من تيتي ألاكيجا، امرأة نيجيرية، عام 1965 وانجب منها ابنيه أما وكوجو، وعاد إلى الولايات المتحدة عام 1971، وحصل على شهادة الماجستير في كلية سلون للإدارة في جامعة ماساتشوستس للتكنولوجيا، ثم انفصل عن زوجته في السبعينيات.

تعرف المسئول الأممي السابق على زوجته الثانية المحامية السويدية ناني لاجيرجرن أثناء وجوده في جنيف، وتزوجا عام 1984.


ـ بعد ذلك تولى "عنان" منصب الأمين العام السابق للمنظمة الأممية، وتولى المنصب فترتين حصل خلالهما على جائزة نوبل للسلام.

- تولى عنان منصبه في فترة عانى منها العالم من مشكلات وأزمات ربما تكون الأسوأ منذ تأسيس المنظمة في عام 1945.

- عندما رحل عن الأمم المتحدة كان قد ترك وراءه منظمة عالمية أكثر انخراطًا في محادثات السلام، ومكافحة الفقر، حسب "أسوشيتيد برس".

أعرب أنطونيو جويتريش، الأمين العام الحالي للأمم المتحدة، عن بالغ حزنه وأسفه على وفاة عنان، وقال إنه كان مُرشدًا لطريق الخير والمصلحة العامة.

وبعد مغادرته الأمم المتحدة، عاد عنان ليعلب أدوارا خاصة بما في ذلك المبعوث الخاص لجامعة الدول العربية في سوريا عام 2012.

ورغم المشاكل الكثيرة التي واجهته، إلا أنه يرى أن الغزو الأمريكي للعراق كان أسوأ لحظة مرّت عليه، وقال لمجلة التايم الأمريكية "حقيقة عجزي عن إيقافها تزعجني، بذلت مجهودًا كبيرًا، كنت أجري المكالمات الهاتفية، والتحدث إلى القادة حول العالم، مجلس الأمن لم يؤيد واشنطن في حربها".

وتابع: "لذلك قررت واشنطن خوض الحرب دون المجلس، وأعتقد أننا كنا محقين بشأن هذه الحرب، هل تتخيلون موقف الأمم المتحدة إذا تورطت في حرب العراق، ماذا كان سيحدث لسمعتنا؟".

وقبل مغادرته منصبه، تمكن عنان من التوصل إلى هدنة بين حزب الله الشيعي اللبناني وإسرائيل عام 2006، وتوسط في تسوية لإنهاء النزاع بين الكاميرون ونيجيريا بشأن جزيرة باكاسي.

وصفه ريتشارد هولبروك، السفير الأمريكي السابق لدى الأمم المتحدة، بـ"نجم الروك الدولي في الدبلوماسية".

"أعظم أبناء غانا"
لم تتوقف جهوده بعد مغادرته منصبه في الأمم المتحدة، ففي عام 2007 أسس منظمته في جنيف، وفي العام ذاته ساعد على تحقيق السلام في كينيا، حيث تسبب العنف في الانتخابات بمقتل أكثر من 1000 شخص.

وفي إطار جهوده كموفد خاص للأمم المتحدة والجامعة العربية في سوريا عام 2012، قدم عنان خطة تقوم على 6 نقاط لإنهاء الحرب السورية، ويُنظر إليها باعتبارها أكثر المحاولات الدوليّة جديّة لتسوية الأزمة بطريقة دبلوماسية، ودعت الخطة للالتزام بالتعاون مع المبعوث في عملية سياسية تضم جميع أطياف الأزمة، ووقف إطلاق النار، وضمان وصول المساعدات الإنسانية لكل من يحتاجها، والإفراج عن المحتجزين والمعتقلين قسريًا، وضمان حرية الصحافة، واحترام حرية التجمع وحق التظاهر السلمي الذي يكفله القانون.

وواصل عنان جهوده لحل الأزمات الدولية، ففي عام 2017 عملت مؤسسته على التعاون مع حكومة ميانمار (بورما سابقًا) من أجل تحسين أوضاع مواطني إقليم راخين، وإنهاء العنف الطائفي.

كان عنان أحد الأصوات المُنادية بحل بعض المشاكل من بينها أزمة اللاجئين، ومكافحة الفساد، وزيادة المساحات الخضراء في إفريقيا، وبذل جهودًا كبيرة لمكافحة تجارة المخدرات.

حافظ المسئول الدبلوماسي السابق على علاقاته القوية بالعديد من المنظمات الدولية، وكان مستشارًا لجامعة غانا، وزميلا في جامعة كولومبيا في نيويورك، وأستاذا بكلية لي كوان يو للسياسة العامة في سنغافورة.

وتعليقًا على وفاته، قال الرئيس الغاني نانا أكوفو أدو إن البلاد أصيبت بصدمة كبيرة لرحيله، لاسيما وأنه كان أحد أعظم أبنائها.